- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طوفان القدس والتاثيرات الاقتصادية على العراق
زيد المحمداوي
لا شك ان السياسة والاقتصاد شيئين متلازمين مع بعض ففي حالة حدوث امر لاحدهما تأثر الاخر سلبا كان او ايجابا، وان الاحداث العالمية هي كاحجار الدومينو فان حدث امر ما في منطقة معينة تاثرت المناطق المجاورة لها تباعا حتى يعم التاثير جمبع العالم.
ان للاحداث التي وقعت يوم امس (7/10/2023) الكبيرة والتي هزت الكيان الصهيوني باشد ما يمكن، حتما انها ستؤثر في المنطقة والعالم ومن عدة جوانب، منها:
ان التطبيع قريب جدا مع السعودية العربية وهذا ما قاله الرئيس الاسرائيلي في الامم المتحدة قبل ايام والذي توقع له ان يغير ملامح المنطقة، فالاحداث الاخيرة قد تبعد التطبيع الى امد غير محدد او تلغية، وكما نعلم ان المملكة العربية السعودية اشترطت عدة امور مقابل التطبيع ومنها امور اقتصادية واخرى تخص الطاقة مثل انشاء مفاعل نووي لغرض توليد الطاقة الكهربائية وكذلك الذهاب مع بريكس والمحور الشرقي مقابل التطبيع، وبالتالي ان عاد موضوع التطبيع ستعود بمطالب اخرى ومشاريع اخرى قد تؤثر على الخارطة الاقتصادية في المنطقة، وعلى العراق.
في قمة العشرين المنعقدة في نيودلهي في الهند، صرح الرئيس الامريكي جو بايدن بان مشروع طريق بديل عن طريق الحرير سيتم انشائه لعبور البضائع الهندية عبر موانئ الامارات العربية السعودية مرورا بالمملكة العربية السعودية والاردن ثم اسرائيل والبحر المتوسط الى اوروبا، وكما نعلم ان العراق اطلق مشروعا منذ اشهر وهو طريق التنمية الذي يصل الخليج بتركيا ومن ثم اوروبا، الذي يكون موازي لمشروع وطريق بايدن، وبما ان الوظع الامني غير جيد وان المنطقة واسرائيل تشهد حربا الان، فان مشروعهم قد تاجل الى امد غير محدد وهذا يعطي فسحة بسيطة من الامل لطريق التنمية الاقتصادي العراقي ولهذا يجب استغلال هكذا ازمات وتوظيفها في خدمة الاقتصاد االعراقي والاستعجال في انشاء الطريق وعقد الاتفاقات مع الهند بالاضافة الى الصين.
ان اسعار النفط هي المحور الرئيس للاقتصاد العراقي لان اقتصاده ريعي احادي الاتجاه يعتمد على النفط، وان عدم الاستقرار في المنطقة قد يتوسع وفي حال توسعة جنوبا ووصل الى سيناء وهي القريبة على غزة، فان اهم ممر عالمي لمرور البضائع والنفط وهو قناة السويس سيتاثر وبالتالي سترتفع الاسعار العالمية للبضائع والنفط، واما في حال توسع الحرب الى الشرق من فلسطين كسوريا والعراق وايران فالامر سيسوء كثيرا لان انتاج الدولتين كبير جدا وسيرفع الاسعار ايضا. وفي هذا الامر سيكون لصالح العراق لانه يرفع من حجم الايرادات النفطية العراقية الواردة الى الخزينة العامة.
وهنالك احتمال اخر ففي حال عدم توسع الحرب لا شرقا ولا جنوبا، فستكون الاسواق غير مستقرة بسبب ضبابية الوضع العالمي رغم بعدها عن اهم المناطق المنتجة للسلع والمستهلكة للنفط كالصين والهند واوروبا، لكن في كل الاحوال سيتم النظر في بعض العلاقات وبالتالي سيرتفع النفط لكن بحدود السنتات لا اكثر.
ان الاحداث الاخيرة في اسرائيل ستشغل المنطقة والعالم في هذا الامر الكبير، وبالتالي خلقت فرصة وفسحة للحكومات في المنطقة ومنها في العراق لاتخاذ خطوات لاتوافق عليها امريكا او ستتدخل فيها دول الجوار في حال اتخاذها في الايام الحالية ومنها ترسيم الحدود او عقد اتفاقيات مع دول مهمه كالصين والهند وغيرها من الامور.
النقطة الأهم ان المنطقة من شعوب وحكومات أصبحت اكثر قوة بعد ان الحرب الحاليه كشفت هشاشة وخرافة القوة الاسرائلية وبالتالي تستطيع ان تقول للغرب لا لانهم في حالة انهزام وضعف.
خلاصة الامر عادة ما تكون الفرص في خضم الازمات، وهذه الحرب قد تكون لنا فرصة للتقدم في المجال الاقتصادي والسياسي لو تم استغلالها جيدا ولو لخطوة واحدة في سبيل تقدم العراق.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري