دعا ممثل السيستاني خلال تكريم صفوة من قسم الزينة والتشجير التابع للعتبة الحسينية المقدسة ممن حصلوا على المرتبة الاولى في معرض الزهور الدولي الذي اقامته امانة بغداد وللمرة العاشرة على التوالي، وجميع المنتسبين الى الحفاظ على هذا المستوى من الابداع في العمل والعلاقة مع الله والاقرار بفضله في كل نجاح، محذرا من الاصابة بالغرور والتكبر على الاخرين.
ودعا المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة في كلمة القاها خلال تكريم منتسبي القسم المكرمين وجميع المنتسبين الى " الاخلاص بالعمل ونية التقرب لله في العمل وخدمة الزائرين وتوفير الاجواء المناسبة للمواطنين بصورة عامة"، مؤكدا ان "فوزكم بالمرتبة الاولى في مهرجان الزهور الدولي للمرة العاشرة على التوالي وابداعكم في عملكم في المواقع العامة تستحقون عليه الشكر الكبير وهو ينعكس بسمعة جيدة لإدارة العتبة المقدسة ولابد ان تتميزوا بتقديم الشكر لكم، ونوصيكم بالحفاظ على هذا المستوى من الابداع وقد تواجهوا امور تحد من سرعة الارتقاء بعملكم وحاولوا ايجاد اليات الاعتماد على قدراتكم وامكانياتكم الذاتية في سعيكم، محذرا الجميع من الامور التي تهلك الانسان بعد تفوقه على الغير وحصول الاعتداد بالنفس الذي يتحول الى حالة الرضا عن النفس التي تتحول الى الغرور ومنها تتحول الى العجب الذي يصبح تكبرا وهي من الامور المهلكة للانسان، لذلك عليكم ان تبتعدوا عن التعالي على الاخرين او الازدراء والاستهانة بهم لانها سبب التوقف عن التقدم والتطور والرقي وبداية التراجع، وعليكم وبعد ما وصلتم الى هذه المرتبة بالاقرار ان ما حصلتهم عليه هو من الله وبتوفيقه ويستوجب الشكر عليه، وإياكم والغرور والاعتداد بالنفس والتكبر على الآخرين ولا يصيبكم الغرور مهما وصلتم من انجاز وابداع ومنصب تفوقتم به على الاخرين وان تحافظوا على ما وصلتهم اليه وفي جميع المجالات".
وتابع بالقول ان " هناك سؤال يطرح مفاده هل يمكن لقسم الزينة والتشجير من خلال ما يقوم به من مهام ووظائف وطبيعة الاشياء التي يتعامل بها القسم ربط عمله بزيادة الايمان بالله تعالى ام لا وهي نقطة مهمة، وزراعة القسم لمختلف انواع النباتات والزهور هل يمكن لعمله هذا ان يعمق من خلاله علاقته بالله تعالى ام لا، وهو من الامور التي نأملها ان ينتهجها الجميع من المسؤولين الى المنتسبين وهو الانتقال من التأمل في الابداع والجمال في الخلق الالهي لهذه النباتات والورود والتي منها ما ينتج اشكال غريبة او نبتة تنتج ورود باشكال متعددة، وبما ان المنتسب يعمل في العتبة الحسينية المقدسة وهو مكان عبادي يحتاج الى ان ينتقل من النظر في الابداع والاتقان وجمال الخلق الالهي الى الاشياء التي يتعامل معها الى تقوية اعتقاده بالله تعالى".
واضاف ان " التأمل بالإتقان والجمال والابداع في الخلق لهذه النباتات والاشجار والورود الى تقوية الاعتقاد بالله تعالى لان خلق تلك النباتات والورود يدل على عظيم القدرة للخالق وجمال الصنع الالهي وينتقل منها الى جمال الصنع الالهي مع الانسان، وتارة يكون النظر مادي من خلال جعل العمل اداء وظيفي بحت وهناك نظر تأمل بكيفية ابداع الخالق العظيم الذي لا يجاريه اي مخلوق ان يصنع ولو شيء بسيط جدا من هذا الاتقان والابداع ومنه انتقل الى قوة الاعتقاد بالله تعالى وبجميل صنعة وقدرته، والامر الآخر ان الانسان الذي يعمل في تلك الامكنة وما حصل من ابداع وتميز في عملكم ابتداء ثم استدامة ففي اول سنة حصلتم على هذا الموقع المتميز ثم ادمتم هذا التميز والابداع، وعلى المؤمن كذلك في مجال عبادته وعمله ان لا يتوقف ابدا عن التطوير والابداع والاتقان والتفنن في عمله في قسمكم وباقي اقسام العتبة الحسينية، ولابد ان ترتقوا في عملكم وعباداتكم واخلاقكم وسيرتكم ولا يتراجع احدكم الى الوراء في عبادته واخلاقه وسيرته وتعامله بل يترقى ويتقوى ويطور اكثر ولا يتوقف عند حد ما، وخلال عشرة اعوام حصلتم على التألق والتميز واستمر هذا التقدم ولابد ان يكون سنة لديكم ليس في مجال المسابقة فقط بل في مجال العبادات والعمل".
واوضح ان " من علامات المؤمن ان لا يتوقف في مجال تقدمه بعمله وعباداته، ونأمل ان تديموا هذا الانجاز الذي يحتاج الى بعض المقومات والمرتكزات ومن جملتها شعور المؤمن ان مسيرته لا تتوقف من الطموح والتطوير في الاداء ومدى توفر الانسجام والتآلف والتناغم في العمل بين الرئيس والمرؤوس واي تقاطع يحصل في العلاقات الانسانية او علاقات العمل التي تحكمها التعليمات الادارية والمعايير المتبعة في الوظيفة، مع التعامل الابوي من المسؤول الي يستطيع ان يحرك المنتسب في العمل ويوفر دوافع للإبداع والاستمرار وتطويرها، واعلموا انكم تعكسون بعملكم جمال خلق الطبيعة من الله تعالى ويعكس القدرة الفنية والهندسية الموجود لدى القسم وتوفير البيئة النقية والسليمة والاجواء الترويحية للمواطنين التي تدعم صحة الناس".
من جانبه اكد مستشار قسم الزينة والتشجير في العتبة الحسينية المقدسة عباس الموسوي لوكالة نون الخبرية ان " المشاركات في المهرجان محلية وعربية واجنبية وهناك تفاوت بالمشاركات يصل بين (40 ـ 60) دولة وبينها شركات كبرى متخصصة اميركية وهولندية وتركية ومعها مصر وسوريا ولبنان والامارت وايران وبلديات بغداد والمحافظات والعتبات المقدسة، والتقييم وتحديد الفائز يتم عبر لجنة مكونة من خمسة حكام خبراء ومختصين ومهندسين زراعيين منهم اربعة من الدول العربية وواحد من العراق وطريقة تقييمهم تقوم على اجراء زيارات بشكل منفرد كلا على حدة ويتفقدون الاجنحة يوميا ويدققون على تفاصيل الزراعة وديمومته والتركيز على الزراعة العمودية التي تميزنا بها، وجاءت النتائج بحصولنا على المرتبة الاولى للمرة العاشرة على التوالي في هذا المهرجان".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 350 صاروخا على إسرائيل
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي