كانت تسمى صحراء ولكن هذا الاسم اندثر ليحل محله مرزعة فدك لزراعة النخيل التي اصبح فيها اكثر من (30) الف نخلة و(245) الف فسيلة، ولم تكتفي ادارتها الهندسية بالنخيل بل اضافت اليها مجموعة من الاشجار ذات العائدة المادي والبيئي فاثمرت فيها اشجار التين والزيتون وايعنت ثمار العنب والرمان وانتجت خلايا المناحل فيها العسل المصفى، ووصلت نسب الانجاز فيها الى (50) بالمئة من المخطط له، كل ذلك انجز في اجواء صيف لاهب يحرق الاخضر واليابس وفي شحة مياه كادت ان تقتل الحرث والنسل الا ان العقول الهندسية والفنية وسواعد العاملين التي لا تقف عند حد ابدلت اسم تلك الصحراء الى مزرعة فدك جنة الله في الارض.
نسب النجاح
وعن نسب النجاح المتحققة من المخطط له اكد مدير مزرعة فدك للنخيل المهندس الزراعي فائز عيسى ابو المعالي في حديث لوكالة نون الخبرية ان " نسب الانجاز وصلت الى (50) بالمئة من المخطط له باعتبار ان مساحة المزرعة الكلية تصل الى الفي دونم والمساحة المزروعة الكلية الآن تجاوزت الالف دونم، وعدد النخيل المزروع في المزرعة من الفسائل والامهات وصل الى اكثر من (30) الف نخلة، والمخطط له ان نزرع بحدود (60) الف نخلة في الفي دونم، والاصناف التي تم اختيارها وزراعتها تعتبر ذات جدوى اقتصادية جيدة ولها سوق محلي وعالمي لان اصناف التمور التي تزرع في العراق تعد من اجود اصناف التمور وغير معروفة في الخارج مثل تمور (الميرحاج والقرنفلي والبلكة والشويثي وعوينة ايوب والجبجاب)، ونقوم بزراعة كل نوع من التمور بنخيل على مساحات حسب الطلب عليه في السوق المحلي والعالمي ونركز على الانواع نصف الجافة التي تكون فيها القشرة ملاصقة للثمرة لتسهل عمليات القطاف والتسويق ولدينا ايضا اصناف من تمور المكتوم والبرحي والبربن ولكنه يحتاج الى ايدي عاملة كثيرة ووقت اطول، وانجزنا مرحلتين زرعنا في الاولى (6000) فسيلة وفي الثانية زرعنا اكثر من (24000) الف فسيلة فاصبح لدينا اكثر من (30) الف نخلة ومستمرين بالعمل لانجاز المرحلة الثالثة لاكمال العدد المطلوب من النخيل، ومعها مستمرين بعملية قلع الفسائل التي تستعمل لتكثير عدد النخيل وبيع الفسائل للراغبين بالشراء وبمصداقية لاننا نعرف كل فسيلة من اي فصيلة بعد ان زرعناها واثمرت واكلنا من قطافها وعرفنا انواعها ولدى الجمهور الذي يتعامل معنا موثوقية عند الشراء".
زيادة المنتوج
واضاف ابو المعالي ان " من بين ثلاثين الف نخلة اثمرت الى الآن ستة الاف نخلة وباشرنا بمرحلة القطاف لهذا الموسم ونتوقع ان تكون الكمية الكلية لمحصول التمور هذا الموسم من (60 ــ 80) طن وبزيادة عن الموسم السابق، وفي كل عام تكبر النخلة ويزيد حملها وتكثر تمورها الى ان تصل الى العمر الاقتصادي المحدد من (9 ـ 10) سنوات ونحن حاليا وصلنا الى ستة سنوات اي بعد ثلاث سنوات سيكون المحصول كبير جدا وبطاقات اقتصادية للنخيل، والنخيل الباقي سيلتحق به بحدود ( 8 ــ 10 ) الاف نخلة يبشر ويثمر ويزيد بالانتاج، اما الفسائل فالاعداد وصلت (245) الف فسيلة منها (120) الف فسيلة داخلة في الجرد الرسمي الذي اجريناه قبل ايام، ولدينا فسائل زرعت في العام 2020 لم تدخل في الجرد وتصل اعدادها الى (125) الف فسيلة، اما باقي المزروعات فخطتنا تحويل المزرعة الى بستان ومزرعة نخيل لذلك اخترنا انواع من الاشجار التي تتحمل الضروف الجوية القاسية وخاصة درجات الحرارة المرتفعة التي تتعدى (50) درجة مئوية، لذلك زرعنا النخيل الذي يتحمل هذه الاجواء ومعها زرعنا بحدود (1500) شجرة عنب على مساحة ثمانية دونمات واثمرت هذا الموسم وسوقنا اصناف منه الى السوق".
اشجار ومناحل
وفي مساحة اخرى زرعت الفي شجرة تين واثمرت هكذا يبين مدير مزرعة فدك للنخيل ثالث المحاصيل ويقول عنها بتفاخر ان " تلك الشجرة اثمرت وهي صغيرة الحجم ولكن شدة الحرارة لم تساعدها على طرح انتاجها، وننتظر كبر الاشجار والنخيل وتوفير الظل لطرح منتوج من افضل انواع التين، ونفس الحال ينطبق على شجرة السدر وزرعنا كتجربة ( 350) شجرة ونجحت زراعتها واثمرت، ولدينا خطة لزياردة كميات شجرة السدر وزرعها قرب خطوط زراعة اشجار العنب ليظلل عليه مستقبلا ويساعده على النمو كون شجرة السدر معروفة بطول تفرعاتها وظلالها الكبيرة"، مشيرا الى مشروع آخر جديد بقوله " من الامور الجديدة التي تطورت بسرعة هي مشروع مناحل العسل حيث ارتفع عدد الخلايا الى (45) خلية بعد ان كانت في السنة الماضية عشرون خلية وزادت الطرود وهو عسل طبيعي مئة بالمئة بشهادة اهل الخبرة، ووضعناها هنا لانها فترة تزهيز السدر حيث يحتاج النحل الى الغذاء على السدر وبعد ان شحت الامطار وقل نمو الازهار في المزرعة نقلناه الى مناطق اخرى فيها ازهار او اشجار اليوكالبتوز او الجت او البرسيم لديمومة الانتاج".
مرفق سياحي
وعن امكانية تحويل المزرعة الى مرفق سياحي اشار ابو المعالي الى ان " الكثير من الاشخاص يتصلون بنا ويرغبون بمشاهدة المزرعة على طبيعتها وما ان يدخل حتى يندهش مما موجود لانه لم يرها الا في الاخبار والاعلام، وكثير من الاهالي والجامعات وكلياتها مثل الصيدلة والزراعة نظموا سفرات الى المزرعة واعجبوا بما موجود من مشاريع فيها، وقبل ايام عقد مؤتمر علمي في محافظة كربلاء المقدسة عن مكافحة التصحر وجاء عدد من المشاركين من عمداء كليات الزراعة وكانت ارائهم منصبة على الاعجاب والاشادة لجهودنا التي حولت الصحراء الى خضراء ومثمرة ومنتجة، والامر الان يجب ان يكون التحول الى استثمار الصحراء والارض الجرداء واستغلالها وتحويلها الى مزارع واحزمة خضراء لان كل سبل النجاح يمكن توفيرها اذا توفرت الارادة وحب العمل وتوفير فرص عمل للشباب والتخلص من العواصف الترابية والغبار وتحقيق موارد مادية ولا ينسى الجميع انها ارض السواد".
شهادة الجمهور
وخلال جولتنا في مزرعة فدك للنخيل استطلعنا آراء عدد من وجهاء مدينة كربلاء جاؤوا لزيارة المزرعة حيث يقول الوجيه حيدر ماميثه من مدينة كربلاء المقدسة لوكالة نون الخبرية ان " العراق ومع شديد الاسف اصبح يفتقر الى تلك المشاريع بعد ان كان يسمى بارض السواد من كثرة نخيله واراضيه الخضراء وكانت ملايين النخيل فيه، وقد فرحنا كثيرا عندما نفذت العتبة الحسينية المقدسة مشروع مزرعة فدك للنخيل ومزارع اخرى، لتكون وسيلة لتلطيف الاجواء وحماية البيئة وترجع بعوائد اقتصادية للبلد ونتأمل ان تشغل الايدي العاملة فيها وعلى المسؤولين في الحكومات المحلة والاتحادية تشجيع مثل تلك المشاريع ودعمها، وما فعلته العتبة العتبة المقدسة سيكون عامل لتشجيع اصحاب رؤوس الاموال لاستثمارها في مثل تلك المشاريع لان ارض العراق لا تحتاج زراعتها الا الى توفير المياه ورغم شحة المياه الا ان البدائل موجودة لان افضل ارض خصبة في العالم هي ارض العراق، وممكن مواجهة موجات التصحر والغبار ومثلما طرح الله البركة في مزرعة فدك وستكون حائط صد بنخيلها لعواصف نتمنى ان تكون اراضي محيط كربلاء المقدسة كلها مثل مزرعة فدك لانها تجاور الصحراء".
اما الوجيه هاشم المرعشي من مدينة كربلاء المقدسة فيشير الى ان " هذا المشروع هو عبارة عن صحراء احيتها العتبة الحسينية المقدسة بجهود الخيرين والتي ادخلت الفرحة على قلوبنا وهذا يدل على ان الارض تستجيب لم يريد استغلالها او تطويرها ومن صحراء اصبحنا نرى الان النخيل والتين والزيتون والرمان والعنب والبحيرات ويمكن استغلالها كمشروع سياحي وتوفير خدمات ترفيهية ومساحات خضراء لتصبح مكانا يقصده طلبة الجامعات والمدارس بتنظيم سفرات مدرسية لهم والعائلات الكربلائية وغيرها بتوفير مناطق خاصة لهم ومدن العاب صغيرة للاطفال واستغلال وجود البحيرات التي تظاهي ما تصنعه كثير من الدول في البحيرات الصناعية والتأكيد على الجهات المسؤولة بتبليط الشوارع المؤدية للمزرعة لانها لا تصلح للسير ويصبح مشروع سياحي مثالي، وابسط مثال مدن الزائرين الجملية والرائعة التي شيدتها العتبة الحسينية المقدسة والتي اصبحت متنفس وملاذ للعائلات الكربلائية والقادمة من المحافظات للزيارة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- "ترتيبات" مع الناتو.. هل وجدت بغداد بديلا للتحالف الدولي؟
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية تقدّمان تجربةً رائدةً في مجال إسكان الفقراء مجاناً