- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما بعد أنقرة.. ما قبل العفو !!
بقلم: علي حسين
ينقسم العراقيون هذه الأيام إلى قسمين: واحد يهيم عشقاً بالسيد فلاديمير بوتين الذي اكتشف البعض "والحمد لله" جذوره العراقية، وآخر يرى في الحروب خراباً ومآسي عانى منها العراق على مدى عقود، وهناك بين هذا وذاك مَن يسخر من آلام الناس ويجد نفسه وقد تحول إلى دون جوان، يمني النفس بعودة عصر الجواري في كتابات ومنشورات مقززة ونكات سمجة تسيء لنساء أوكرانيا.
ووسط دبابات بوتين وسلاحه النووي، وصورة ملكة جمال أوكرانيا تحمل السلاح، عشنا لحظات مع مسرحية بعنوان "العفو عند المقدرة" كان بطلها رئيس الجمهورية الذي وجد أن من واجبه أن يشفق على شاب هوايته المتاجرة بالمخدرات، وفي الجانب الآخر كانت صورة رئيس مجلس النواب العراقي وليس التركي ومعه السيد خميس الخنجر وهما يوسطان الرئيس التركي ومدير مخابراته، ولا تسألني ماذا يفعل رئيس برلمان العراق في تركيا ؟
ولكني أستطيع أن أقول إن المسألة، أولاً وأخيراً، تتلخص في عبارة لا يريد البعض ان يقولها واعني بها: "انعدام الوطنية".
عندما تنتظر قوى سياسية أن تتدخل إيران في حل أزمتها، وعندما نشاهد رئيس البرلمان العراقي يتوسل الأتراك للوقوف إلى جانبه، فأنا وأنت أيها المواطن المغلوب على أمره سندرك جيداً أننا نعيش وسط خراب سياسي.
هل توجد كلمة في القاموس أفضل من كلمة "انعدام الوطنية"؟ ، لماذا لأن ساستنا لم يدركوا، أن عليهم أن يذهبوا أولاً وأخيراً إلى فقراء مدن العراق.
تحتل الأحزاب السياسية الحاكمة عدداً من المحافظات والوزارات تضاف إليها المنطقة الخضراء، لكنها عندما تواجه مسألة تنظيمية أو إعادة تقييم أو خلاف سياسي، فإنها لا تذهب باتجاه الناس التي انتخبتها، وإنما تتجه أعينها شرقاً وجنوباً وشمالاً.
كنا نعتقد أن لدى الساسة العراقيين طريقاً للخروج بالبلاد الى المستقبل، فإذا بنا نقرأ في الأخبار أن محمد الحلبوسي ومعه غريمه السابق خميس الخنجر يعقدون اجتماعاً مع مدير المخابرات التركية في أنقرة لمناقشة أسهل الطرق في تشكيل الحكومة العراقية، في الوقت الذي تتجه أنظار البعض من الساسة، صوب طهران في انتظار إطلاق صفارة الحكومة.
ألم يحن الوقت لمراجعة أخلاقية شاملة تجعلنا نطرح السؤال المهم: هل يجوز أن نجد أحزاباً تستولي على المناصب وتتقاسم المغانم، وأعضاؤها ينعمون بأعلى الرواتب وبأرقى الامتيازات، لكنها تناقش قضاياها في دول الجوار، ولا قانون يقف بوجهها، لأنها في عرف هذه الأحزاب علاقات ستراتيجية؟.
لا يمكنك أن تعرف من هو الوطني في العراق، ومع مَن، ولا لماذا، ولا إلى متى! في أميركا ودول أوروبا "الكافرة" ينسحب مرشح من معركة الرئاسة، عندما يُكتشف أنه غشّ في دراسته الثانوية، وليس في "الوطنية!".
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر