- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ثلاثة أهداف إيرانية تعجّل بنزع الثقة عن أسود هزلاء.. مُخادعة أدفوكات خيانة وطنية.. ومنشور موقوت يدين دور الوزير!
بقلم: إياد الصالحي
كالعادة، سيبقى مِرْجَل النقد الشعبي يغلي لأيام معدودة بُعيد الخسارة المدوّية والمؤلمة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم أمام المنتخب الإيراني بثلاثة أهداف نظيفة في المباراة التي ضيّفها ملعب خليفة الدولي مساء أمس الأول الثلاثاء، ولن يهدأ الإعلام الرياضي بجميع وسائله حتى يقف عند الاسباب الحقيقية التي صدمت الجماهير وقوّضت ثقتهم بلاعبين لم يقدّروا مشاعر التضامن الجياشة التي رافقتهم منذ أن قبلوا خوض تحدّيات التصفيات الآسيوية بهدف الحصول على تذكرة التأهل الى مونديال قطر 2022، وليس تكرار خيبات الخروج المُرّ من البوابات الخلفية، ثماني مرّات متتالية !
ردة الغضب الجماهيري
المتابع الفطِن لما كشفته قرعة الدور الحاسم من مواجهتين مبكّرتين مع كوريا الجنوبية وإيران وضع يديه على رأسه ليس خوفاً من نتيجة المباراتين ومهما آلت أليهما ستبقى لمنتخبنا فرصة التعويض في مباراتي الإياب، بل من ردة الغضب الجماهيري إذا ما تعثّر المنتخب في إحدى المباراتين وما يرافقها من تصعيد إعلامي غالباً ما يلجأ اليه بعض مقدّمي البرامج المعروف عن تصيّدهم لهكذا عثرة لجمع أكبر عدد من المشاهدين حول فضائيتهم ظاهرهم إرضاء الناس والتعاطف مع سُخطهم، وباطنهم تصفية الحساب مع مسؤولي المنتخب أو الاتحاد أو أي شخص له علاقة قريبة أو بعيدة بالخسارة !
خيانة الوطن
هل نتصنّع الموقف البليد ونُهمّش آراء الناس مهما اختلفت اساليب تعبيرهم وتمادوا في قساوتهم على لاعبي المنتخب؟ كلا، لكن كل منتخبات العالم تتجرّع مرارة الهزيمة وبأرقام مضاعفة من نتيجة منتخبنا أمام منافسه الإيراني، لكنها هدّأت النفوس بقرارات متأنية عالجت نقاط الضعف، وأبعدت من لم يستطع مواصلة الخدمة الوطنية بتقييم فني مهني لا مجال للمُخادعة فيه، وإلا فخيانة الوطن لا تقتصر على التجسّس والغدر ببيع الذمّة للأجنبي، الصحيح أيضاً أي إخفاء أو تلاعب أو سكوت أو تواطؤ في اعتماد قائمة لاعبين مطلوب منهم أداء مهمة الدفاع عن العراق في محفل دولي تؤدّي إلى رمي سُمعته الى التهلكة (أي عواقب الخسارة الخطرة بهدم المعنويات وفقدان نقاط مصيرية) هي الخيانة بعينها.
طرف ثالث
نعم يتحمّل وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، مسؤولية ضياع أربعين يوماً من دون تسمية مدرب جديد للمنتخب الوطني، وهي مدة لا يستهان بها واصلت خلالها منتخبات المجموعة بالإعداد العالي والتجارب النوعية الودّية القوية مع منتخبات مشابهة لاسلوب لعب منافسيها، فيما أفتقد جميع لاعبينا روح الانسجام حتى أفلح الوزير نفسه بتسهيل التعاقد مع المدرب الهولندي ديك أدفوكات، وهو الآخر احتاج الى التآلف مع اللاعبين بمساعدة طرف ثالث ويمكن الجزم هنا أن كل تحرّكات وخيارات وقناعات أدفوكات مستلهمة من مشورة الطرف لأن الأول لم يكمل شهراً واحداً على تواجده الفعلي مع اللاعبين ليتعرّف عليهم وسلوكياتهم ومدى قدرتهم على تنفيذ واجبتهم المحدّدة من قبله، وهي نقطة لا يمكن إغفالها، ويحتاج ديك مدة طويلة حتى يتعايش مع طبع وأسلوب اللاعب العراقي بدلاً من صدمته وانهياره وربما ندمه على خوض تجربة غير مأمونة مع منتخب غريب عليه يُظهر له صورة فنية متناقضة في التمرين والمباراة.
تغييرات مفصلية
هل جاء أدفوكات في غير وقته؟ نعم، هل يمكن أن يراهن على مَن خذله في الملعب؟ كلا، ما الحل؟ أمام مباراة سوريا في البصرة إذا ما قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم عودة اللعب فيها، أو في الدوحة، تسعة وعشرين يوماً وهي بقدر المدّة التي قضاها أدفوكات مع منتخبنا، لكنها ستكون كافية له في حالة إجراء تغييرات مفصلية في بعض مراكز خطّي الدفاع والوسط وفقاً لتقييم شامل غير مسموح لأي شخص وطني مرتبط بالمهمّة معه التأثير عليه بمجاملة لاعب أو اختيار بديل لا يصلح !
تنشيط المنتخب
نعتقد أن استدعاء خمسة الى ستة لاعبين، بمقابل أنهاء خدمات عددٍ مماثل لهم نعرفهم واحداً واحداً ابتعدوا عن مستوياتهم السابقة ولا يمكن قبول عروضهم الهزيلة بعد اليوم، والملاك الفني أدرى بهم، وآن الأوان أن يجلسوا في بيوتهم ويشجّعوا زملاءهم من دون حُنُق، ليتسنّى للمدرب تنشيط المنتخب ومعاودة المنافسة بدافع ملاحقة المتصدّر أو وصيفه طالما هناك ثماني جولات في الطريق نحو المونديال، ومثل هذه الخطوة تعزّز الثقة لدى المتابعين وتوسّع مديات التفاؤل باستعادة ألق الكرة العراقية أمام نظيراتها في القارة.
الكروت الصفراء
ثمة أمر آخر، هو السلوك الغريب لبعض لاعبي المنتخب بتعنيف حكم المباراة اعتراضاً على قرار ما، أو الضرب بقسوة أو الاحتكاك المتهوّر نتيجة العجز في مجاراة المنافس أو نقص في اللياقة البدنية، ما أدى الى اشهار كروت صفراء لا تليق بفريق محلي فكيف بمنتخب وطني يفترض أن يعي تأثيرها في قادم المباريات على التشكيل والواجبات عند غياب اللاعبين قسرياً ؟!
منشور عضو الفنية
خروج أحد الاعضاء المكلفين بواجبات اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية للاتحاد بمنشور في صفحته الشخصية بـ»الفيسبوك« يُدين تدخّل وزير الرياضة ودوره فيما حصل للمنتخب، ربما يتوافق مع فضاء الحرية المنضبطة التي تتمتّع به مؤسّسات الدولة، لكنه فضح هشاشة لجنته وتستّرها طوال مدّة إعداد المنتخب عن سلبيات المرحلة وبذلك تعد مُساهِمة أصيلة في تداعيات ما حصل في الدوحة! وعليه لم تستحق الثقة بالاستمرار، وكنا نترقب تصريحاً مقابلاً من رئيس لجنته لتوضيح ما جاء في منشوره الموقوت قبل أسبوع من تسلّم مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة القدم عبر انتخابات الرابع عشر من أيلول الجاري لنتبين حقائق ما جرى خلف الباب الفني وخارجه !
أقرأ ايضاً
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- الآثار المترتبة على العنف الاسري