غيث الدباغ
تعرض بلدنا العزيز في عام 2014م الى هجمة شرسة من قبل المجاميع الارهابية التكفيرية هدفها الترهيب والانحراف الفكري وخلق النزاعات بين الطوائف الدينية و لا يخفى على الجميع ان ما يميز الشعب العراقي هو صحفه البيضُ بمقدرته في مواجهة جميع التحديات التي يتعرض لها فقدّم الكثير من التضحيات و البطولات المتمثلة بأبطال الجيش العراقي و فصائل الحشدين الشعبي و العشائري الملبين لفتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) المنطلقة من صحن الامام الحسين (عليه السلام)، والمصادفة بتاريخ 13/حزيران/2014م حيث بفضلها تم دحر الشر و القضاء على زمر التكفير المتجسدة بداعش الارهابي، و انقاذ الانسان و الارض والعرض من هذا الفكر الوهابي. كانت المواجهات قوية و شرسة بين ابطالنا المدافعين عن ارضنا وبين اصحاب الضلالة و الفجور مما اسفر عن تقديم تضحيات كثيرة كبيرة من اجل تحرير وطننا العزيز فمنهم من زفّ شهيداً ملتحقاً بعلي الاكبر "عليه السلام" و الشيخ حبيب بن مظاهر الاسدي (رض) و منهم من اصيب اصابة بليغة ادت الى بتر جزء من اطرافه و لهذا الغرض اوعزت العتبة الحسينية المطهرة وبتوجيه من المرجعية العليا في النجف الاشرف بإنشاء مركز طبي لصناعة الاطراف الصناعية و التأهيل الطبي تحت تسمية (مركز الوارث ديرمان للأطراف الصناعية) نتيجة لتزايد حالات الاصابات الخطرة من ابطال حشدنا المقدس و القوات الامنية الباسلة و العوائل المتضررة نتيجة القصف من قبل الارهابيين المستهدفين حتى المدنيين في عمليات الترهيب الداعشية للسيطرة على المناطق بالقوة.
ويتكون مركز ديرمان من كادر طبي تركي متخصص في صناعة الاطراف هو الاحدث عالمياً يعمل بتقنيات علاجية متطورة كالميكانيكية منها او الهيدروليكية والالكترونية المحاكية لوظائف الجسم الطبيعية معوضةً عن الطرف المبتور معطية للمريض راحة تامة في الحركة لمدة تزيد عن (12) ساعة من الحركة المتواصلة دون الشعور بالتعب و الضرر فضلاً عن ان المركز يحتوي على مركز فيزيائي متطور بإشراف كادر اجنبي مساعدة للكوادر العراقية من اجل اخذ التدريب الكامل في الحركة و الاعتماد على الطرف الصناعي الحديث و كذلك معالجة اصابات العمود الفقري و الحبل الشوكي و سوفان المفاصل دون الحاجة الى عملية جراحية و ايضاً يمتلك كادرا جراحيا متخصصا لمعالجة الحالات الحرجة في القناة الشوكية. وان اهم ما يميز مركز الوارث (ديرمان) عن بقية المراكز العلاجية في العراق و الشرق الاوسط هو انه يؤهّل المريض وفق برامج متكاملة و تقنيات و اجهزة ممتازة حيث يكون الشخص المصاب تحت التدريب و المراقبة لفترة شهر كامل من اجل تجهيزه نفسياً و جسدياً ليعيش حياته القادمة مع الطرف الصناعي بشكل طبيعي.
ويعدّ هذا المركز غيضا من فيض المشاريع الطبية والصحية التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة ومازالت تقدّمها وما مراكز الشفاء التي بنتها في معظم ارجاء العراق من اجل التصدي لوباء كوفيد 19 المستجد الا انموذجا حيا على المشروع الالهي المندرج تحت (وفي مثل هذا فليعمل العاملون) ومن الله التوفيق.