- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لنسهم جميعا في انعاش الحياة بجرعات الأمل
بقلم قاسم الزرفي
نشهد كثيرا من الأحداث السياسية والاجتماعية والمماحكات الإعلامية التي تحصل هنا وهناك دون شعور البعض بأن مسؤولية ايضاح تلك الأحداث وشرحها تقع على عاتق مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والفاعلين في الحياة العامة من أدباء ومثقفين وصحفيين وأعلام حر وكل من يجاهر بالحق إذ أن الذي يسهم في صناعة الحدث قادر على حلحلته دائما . أن الأعاقة الأبرز لسير الحياة بطريقة مناسبة للمجتمعات يتمثل في عدم الأيمان بالاختلاف وعدم أحترام حقوق الاخرين. ويتمثل أيضا بعدم التزام الدولة بمبدأ المساواة والعدالة الأجتماعية وتكافؤ الفرص وفي المحاولات العديدة التي تجريها الدولة المتحزبة حين تحاول انعاش العواطف وأبعاد الأجيال عن التفكر والأسئلة المنتجة مما أدى إلى بقاء الجيل تحت وطأة الهذيان المؤدلج . إن الصفات الإنسانية غابت عن أدراك الناس وقد كان من المفترض أن تلازم الانسان لكنها تفحمت بين كفتي العدالة لذلك بقي الأفراد في تلك المجتمعات أقوياء بمعتقداتهم الخاطئة يتقوقعون داخل دوائر مغلقة وفي ظل تشفير تام إذ لم يدركوا قيمة الحرية التي هي أول خطوة في رحلة الوعي فأن أنتهكت تلك القيمة تحت عناوين رنانة مختلفة فلن يستطيع أي احد أن يتجاوز مراحل الوعي والتحرر . إن المواطن بطبيعة الحال بحاجة إلى برمجة وتخطيط لمسارات الحياة وبحاجة الى هوية تميز وجوده وبحاجة إلى نظرة ورؤية صحيحة للحياة بل وفلسفة هادفة ليردم بها تلك الثغرات المعرفية التي يتنفس من خلالها قيمة الوجود وقيمة الحرية وقيمة النفس الحرة فقد تتلاشى قيم الحياة ومعانيها كلها أذا فقدنا حرية فعلها وقد نفقد كثيرا من العلاقات والأصدقاء لمجرد أننا حاولنا إغاثة تلك القيم وأظهرنا عدم تنازلنا عن ذواتنا ورفضنا تسليم زمام الأمور للعواطف والاجماع المختل وبالتالي فنحن بذلك الصنيع نسهم في صناعة تلك القلادة الوضاءة على صدر الحياة ليكون بالإمكان أن يتبلل ريق الأرض وتروى عدلا وصدقا ومعرفة وحرية وأملا .