بقلم محمد الياسري
أخوتي المتظاهرين: مظاهراتكم مجرد ردود فعل ونتائج تعبر عن أزمة العراق الممتدة إلى عقد ونصف من الزمن (بل اكثر من أربعة عقود) فهي ليست الازمة الحقيقية، ولذا لا تجعلوا منها ازمة بحد ذاتها، وقد تسألون إن لم تكن المظاهرات هي الأزمة في العراق، فما هي الازمة؟
الجواب الصريح إن ازمة العراق تكمن في فشل السلطات العامة من تأسيس العراق كدولة مستقلة قادرة على تحقيق المصلحة العامة والرفاهية لشعبها، ولكم أن تسألوا هذا السؤال: ما سبب هذا الفشل؟ الجواب: عند استقراء الاوضاع في العراق منذ عام (2004) إلى اليوم وتفحصها جيدا تظهر بوضوح وجود مصدرين للمشكلة العراقية:
الأول العراقيون في الدرجات الخاصة الذين لا تربطهم بالعراق سوى الجنسية، فلا رابطة وطنية ولا شعور عاطفي، ولا خوف على مستقبل عوائلهم لانهم ليسوا في العراق اصلا، وهم هنا لأجل (الرزق) المال، ولا يفرق عند أغلبهم أن يكون حصولهم على المال من مصدر مشروع أو غير مشروع، وهؤلاء امتصوا ثروات العراق وأثروا على حساب المال العام وعند حصول أي خلل ستراهم في بلدانهم (الأصلية) التي يحملون جنسيتها وتعيش فيها عوائلهم تاركين ابناء الشعب العراقي لمصيرهم المظلم.
والمصدر الثاني الاحزاب والكتل السياسية بمختلف مكوناتها والتي تداولت السلطات العامة (التنفيذية والتشريعية) وتقاسمت أغلب الدرجات الخاصة والتي تبدأ من رئاسة الجمهورية مرورا بالسفراء والقناصل وامثالهم وقد تصل إلى درجة معاون مدير عام في أي دائرة من دوائر الدولة، فمن الناحية العملية هؤلاء هم الذين يديرون الدولة وبيدهم مشاريعها واموالها وعقودها ووظائفها وكل مقدراتها، والخلاصة بيد هؤلاء حياة الشعب ومصيره ورفاهيته ودولته.
ولحل أزمات العراق يجب تهيئة الارضية التي تقبل الحلول والعلاجات، وهذه التهيئة تحتاج إلى اتخاذ موقف حازم وصارم من هذين المصدرين، وهما أغلبية عراقيي الدرجات الخاصة لا سيما مزدوجي الجنسية، والاحزاب والكتل السياسية التي تواجد في السلطة خلال العقد الاخير من الزمن على اقل تقدير.
أما كيفية تهيئة الارضية واتخاذ موقف حازم منهما فتتم بالطريقة التي عبر عنها احد ابناء الكرام، وهي الطريقة التي تعتمد مبدأ (شلع قلع) أي مبدأ إزاحتهما معا، ويبقى سؤالان مهمان وحاسمان، كيف يتم تنفيذ هذا المبدأ؟ ومَنْ يستطيع تنفيذه؟ ربما سنتحدث عنه في مقال لاحق.
أقرأ ايضاً
- رومانسكي تحويل الأقوال الى أفعال
- الولايات المتحدة الأمريكيّة وأفعالها المُدهشة في أفغانستان والعراق
- مظاهراتكم ردود أفعال(قوائم الشعب)