نجح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الاحتفاظ بالسلطة لولاية ثانية بعد التوصل الى اتفاق مع الكتل السياسية ينهي حالة الشلل التي يعيشها البلد بعد ثمانية اشهر من الانتخابات البرلمانية.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لفرانس برس ان \"الاتفاق السياسي تم التوصل اليه امس بين قادة الكتل السياسية\"، مشيرا الى ان \"الاتفاق ينص على تجديد ولاية رئيس الجمهورية جلال طالباني فيما يحتفظ المالكي بموقعه لولاية ثانية\".
واشار الى ان \"الاتفاق ينص على منح منصب رئيس مجلس النواب للقائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) وعليها تقديم مرشح لشغل المنصب\".
واضاف ان \"الاتفاق جرى بين التحالف الوطني والتحالف الكردستاني، والقائمة العراقية لم تعط حتى الان موافقتها (النهائية) حول من سيتسلم منصب رئاسة الجمهورية او رئاسة مجلس النواب حتى الان\".
واكد الدباغ انه \"لا تزال هناك مشاكل بحاجة الى حل\"، لكنه شدد على ان \"البرلمان سيعقد جلسته الخميس المقبل لاختيار رئيسه\".
وتابع ان \"رئيس الوزراء (نوري المالكي) سيحضر مع باقي قادة الكتل السياسية ليتم الاعلان رسميا عن دعمهم للاتفاق\".
وياتي الاعلان عشية اللقاء المزمع لقادة الكتل السياسية لمناقشة مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.
وكان بارزاني اطلق منتصف ايلول/سبتمبر مبادرة للخروج من ازمة تشكيل الحكومة تركز على \"التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء حتى يمكن ان نصل الى حكومة تستطيع ان تحل مشاكل البلد\".
بدوره، اكد النائب جمال البطيخ القيادي في القائمة العراقية حصول لائحته على تطمينات بالمشاركة في القرار السياسي لقاء الموافقة على ابقاء المالكي لولاية ثانية.
وقال لفرانس برس ان قائمة \"العراقية تلقت تطمينات في صنع القرار السياسي بنسبة خمسين بالمئة\"، مشيرا الى ان \"مشاركتها في الحكومة مرهون بالاتفاق الذي سوف يتم غدا في اربيل\". واكد ان \"زعيم العراقية سيشارك في هذا الاجتماع\".
لكنه اكد انه لم يتقرر حتى الان ما اذا كانت العراقية ستحصل على رئاسة الجمهورية او البرلمان.
وستحصل العراقية على منصب رئاسة المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية الى جانب منصب رئاسة البرلمان او رئاسة الجمهورية في حال تقررت.
وبحسب قيادات في القائمة العراقية، فان هذه الاخيرة تسعى للحصول على منصب رئاسة الجمهورية بالاضافة الى منصب المجلس الوطني للسياسيات الاستراتيجية.
وطلبت القائمة العراقية بزعامة علاوي، من رئيس اقليم كردستان دعم المبادرة شعبيا واعلاميا.
وقالت النائب في القائمة العراقية عالية نصيف لفرانس برس \"نطلب من رئيس اقليم كردستان باعتباره صاحب المبادرة الى تقديم دعم شعبي واعلامي لهذه المبادرة\".
واضافت \"كما نطالب سماحة السيد مقتدى الصدر الحضور الى اربيل والمشاركة في الاجتماع باعتباره يمثل عامل توازن بين القوى السياسية ولما يمثله من مقبولية بين القوى السياسية\".
ويقيم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري (40 مقعدا) الذي اعلن تاييد لاعادة ترشيح المالكي لولاية ثانية، في ايران.
وتاتي هذه التطورات في الوقت الذي عبر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي وصل الى العراق اليوم الاحد، عن دعمه لجهود تشكيل الحكومة العراقية، معربا عن امله في رؤية حكومة عراقية جديدة قريبا.
وقال اوغلو الذي كانت محطته الاولى اربيل عاصمة اقليم كردستان للصحافيين قبيل بدء اجتماعه مع مسعود بارزاني رئيس الاقليم ورئيس حكومته برهم صالح، ان زيارته \"تاتي لمناقشة وتقديم استشارة لاربيل وبغداد في مسالة تشكيل الحكومة\".
واضاف الوزير التركي \"نتمنى ان تشكل حكومة عراقية قريبا لانها ضرورية، ونحن دورنا استشاري وتقديم المساعدة في تشكيلها\".
ويجري اوغلو حاليا مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد، حسبما اعلن مستشاره الاعلامي ياسين مجيد.
وكان منصب رئيس الوزراء العقدة الاساسية في المحادثات نظرا للصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها على الصعيدين الامني والسياسي.
وارجأ رئيس السن في البرلمان فؤاد معصوم، وهو من التحالف الكردستاني، جلسة مقررة للبرلمان الاثنين المقبل الى الخميس بغية افساح المجال امام مبادرة بارزاني على ما يبدو.
وقد فازت في الانتخابات كتلة العراقية (91 مقعدا) بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، ودولة القانون (89 مقعدا) بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، والائتلاف الوطني (70 مقعدا) بزعامة عمار الحكيم والتحالف الكردستاني.
أقرأ ايضاً
- اشادت بحملة العتبات المقدسة.. الحكومة العراقية تعقد جلستها وتتخذ عدة قرارات
- سندخل القدس.. المالكي: نحن أمام معركة مفتوحة
- ممثل الكويت: على العراق ترسيم الحدود البحرية والالتزام باتفاقية خور عبدالله