لسنوات كانت تكريت بمثابة البئر الذي يسحب صدام حسين منه العديد من مساعديه المقربين. لكنهم يعودون الان واحداً بعد الآخرالى بلدتهم، بعد وصولهم الى نهاياتهم في زنزانات السجن أَو على المشنقة.
ولاتحظى وفياتهم الا بملاحظة سريعة في أغلب الصحافة العراقية وتولد رد فعل صامت في بغداد، التي تطغى فيها اخبار العنف الذي يتفجر يوميا واخبار الحكومة المعطلة والنقص في الكهرباء، على ذكريات جرائم النظام القديم وزعمائه السابقين.
لكن هنا، في المنطقة التي ولد فيها صدام حسين فان الوفيات تدل على زمن الحداد العام.
وآخر التوابيت التي وصلت الى تكريت كان للجنرال ابراهيم عبد الستار رئيس هيئة الاركان في عهد صدام. والجنرال ابراهيم مات الجمعة بسبب السرطان في السجن وأقيم مجلس عزاء له، وحضر الكثير من الجمهور واعضاء في الحكومة السابقة وفي الجيش الى الجامع الكبير في تكريت مقدمين التعازي لعائلة الجنرال وقارئين القرآن قرب تابوته.
وعندما مقارنته بالوجوه الشهيرة للنظام السابق فان الجنرال ابراهيم لم يزد عن كونه هامشا في تقارير الاخبار طيلة العقود الثلاثة الماضية. فلقد كان عسكريا مهنيا، وكان آمر وحدة دبابات اثناء الحرب الكارثية مع ايران في الثمانينات وبعدها تمت ترقيته ليكون رئيسا للاركان عام 1999.
ويقول ابنه علي في مقابلة في بيت عائلته في غرفة اكتظت بابناء عمومته وابناء اخوته واقربائه الاخرين \"هو ابن تكريت. لقد حضر الجميع لجنازته\".
وتكريت بلدة عربية لها وزنها، وليست مكانا يمجد وحشية صدام حسين. لكن ظلّه يتراءى كثيرا هنا. وأكبر جوامع البلدة مايزال يحمل اسم جامع صدام الكبير على الرغم من محاولات التبديل الرسمية ليكون اسمه جامع تكريت، والبعض من الناس لايزالون يحتفظون بصور صدام في بيوتهم.
وبعد الإحتلال الذي قادته اميركا، أصبح الجنرال المتوفى عبد الستار، شعار ورقة \"البستوني\" في قائمة المسؤولين الـ(55)، وتمت محاكمته ومسؤولين آخرين بتهمة قمع الانتفاضة التي حدثت بعد حرب الخليج الاولى والتي قتل فيها الالاف من المدنيين.
وحُكِمَ عليه بالسجن المؤبّد، وتردت صحته بشكل تدريجي. والآن، وفي خيمة اقيم فيها الحداد عليه خارج داره في تكريت، اصبح يُسمى ابن تكريت.
ويقول اخوه الاكبر خالد \"لقد قاتل اخي في العديد من الحروب. ولم يكن عدوا لاحد في يوم ما.\"
جاك هيلي
ترجمة - عبد علي سلمان
عن نيويورك تايمز
أقرأ ايضاً
- عبور 240 ألف شخص من لبنان إلى سوريا
- رئيس الجمهورية يؤكد أهمية الحفاظ على سيادة العراق
- رئيس الوزراء يجري اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني