أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية، السبت، أن الحكومة العراقية بدأت بالتعامل مع الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني حول ضحايا الحرب في العراق عبر جلب النسخ الأصلية للوثائق وتدقيها، فيما أكدت أن عدد الضحايا العراقيين الذي ذكره الموقع مقارب للتقارير التي تعتمدها الحكومة العراقية.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل إن \"وزارتها بدأت بالتعامل مع الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني بشكل مباشر من خلال جلب النسخ الأصلية وإخضاعها للتدقيق\".
وأضافت ميخائيل أنه \"في حال ثبتت صحة هذه الوثائق فإن الحكومة ستتعامل معها بشكل جدي ووفقاً للقضاء العراقي\"، مؤكدة أن \"الحكومة لن تتراجع عن حق أي مواطن عراقي خصوصاً أن اتفاقية الانسحاب الأميركي التي وقعت في أواخر العام 2008 أعطت القضاء العراقي الحق في النظر بأي حالة انتهاك تصدر من الجانب الأميركي بعد تاريخ التوقيع\".
وكان موقع ويكيليكس الإلكتروني اتهم القوات الأميركية بالوقوف وراء عدد كبير من جرائم الحرب في العراق كالقتل العشوائي وممارسة التعذيب والتغاضي عن عمليات إعدام ارتكبتها القوات العراقية، موجهاً اتهاماً مباشراً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بـ\"التورط\" في إدارة فرق القتل والتعذيب، كما كشف عن دور كبير تلعبه إيران في تسليح ميليشيات شيعية كجزء من حرب \"خفية\" مع الولايات المتحدة الأميركية على أرض العراق.
وأكدت وزيرة حقوق الإنسان أن \"عدد الضحايا الذي تضمنته الوثائق للفترة بين عامي 2004 و2009 مقاربة للأرقام التي تضمنتها التقارير الصادرة عن الجانب العراقي\"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن \"الوثائق التي يشير إليها الموقع هي أميركية وليست عراقية وسـتأخذها الحكومة بعين الاعتبار\".
وبينت ميخائيل أن \"وزارة حقوق الإنسان نشرت في تقريرها أن عدد ضحايا العمليات الإرهابية يقارب مائة ألف والرقم قريب من 109 ألف، كما أن تقارير أخرى تحدثت عن سقوط 53 ألف ضحية جراء عمليات التفجير و35 ألف ضحية لأعمال الخطف ونحو 15 ألف جثة مجهولة الهوية\".
وكان الموقع ويكيليكس قد نشر أن نحو 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأميركي حول حرب العراق، تتحدث عن تسجيل أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الأسرى، وأكثر من ألف عملية قتل من قبل القوات العراقية، خلال الفترة الممتدة بين الأول من كانون الثاني 2004 و13 كانون الأول 2009، في أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية، نشر معظمها من دون ذكر الأسماء لأنها تشكل خطراً على بعض الأشخاص، بحسب الموقع.
واستنكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشدة تسريب معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأميركيين وشركائهم والمدنيين، فيما حذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية من أن الوثائق قد تشكل تهديداً للقوات الأميركية والعراقيين الذي يتعاونون معها، كما أسف الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن من برلين لهذه التسريبات، معتبراً أنها ستؤدي إلى عواقب سلبية جداً في ما يتعلق بسلامة المعنيين.
يذكر أن صاحب موقع ويكيليكس، الذي أسس في العام 2006، يدعى جوليان أسانج، 39 عاماً، ويهدف إلى تسليط الضوء على الفضائح المخفية في العالم، وهو متخصص بتسريب وثائق سرية وجمع معلومات من العراق وكينيا وأيسلندا وأفغانستان.
ونشر الموقع، في 23 تموز الماضي، 77 ألف وثيقة عسكرية سرية حول أفغانستان، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية وانتقادات واسعة خصوصاً من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي اتهمته باللا مسؤولية وتعريض حياة عدد من المدنيين والعسكريين للخطر.
من جهته اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي جهات لم يذكرها بالاسم باستخدام الوثائق التي نشرها موقع ويكيلييكس كأداة لمحاربته ومفاقمة الوضع السياسي الراهن بواسطة جهات إعلامية قال إنها تسعى لتحقيق أهداف معروفة.
فقد أصدر مجلس الوزراء بيانا أوضح فيه موقف الحكومة العراقية إزاء المعلومات الواردة في وثائق أميركية سرية سربها الموقع وبثتها وسائل الإعلام العربية والعالمية. وقال المالكي إن ثمة دوافع سياسية وراء استخدام تلك التسريبات لتوجيه اتهامات إليه لا تستند إلى دليل. وقال مستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي اننا نستبعد تأثير هذه الوثائق على مواقف الكتل السياسية العراقية العاكفة على إيجاد حل لأزمة تشكيل الحكومة، أو على الرأي العام العراقي:
وأشار الموسوي إلى طبيعة هذه الوثائق التي وصفها بأنها مراسلات بين قيادات الجيش الأميركي، واحتمال عدم دقتها
ودافع بيان مكتب رئاسة الوزراء عن دور حكومة المالكي في انتقاد بعض تصرفات الجيش الأميركي، التي قال إنها وصلت أحيانا إلى حدوث أزمات مع الجانب الأميركي.
وشكك مستشار رئيس الوزراء الإعلامي علي الموسوي في توقيت نشر هذه الوثائق، كما أشار بيان مكتب المالكي أيضا إلى حرص الحكومة لإضافة بند في اتفاقية سحب القوات يمنع الجانب الأميركي من تنفيذ عمليات ميدانية قبل حلول موعد انسحابها بنهاية عام 2011، والتركيز على تطوير الجهاز الأمني العراقي لتولي مسؤولية البلاد الأمنية بفترة قياسية، مقارنة بتجارب عالمية مشابهة.
وكالات
أقرأ ايضاً
- اشادت بحملة العتبات المقدسة.. الحكومة العراقية تعقد جلستها وتتخذ عدة قرارات
- ايران تعلن قصف إسرائيل بالصواريخ رداً على اغتيال "نصرالله" و"هنية" و"نيلفوروشان"
- تعرف على التفاصيل.. "خطر جديد" يحيط بدوائر الصحة في العراق