- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الأصل عراقي والمناسبة دولية: (زكموك)السومري،(أكيتو) البابلي، (نيروز-نوروز)الكردي-الفارسي-الهندو أوربي
بقلم جسام محمد السعيدي
يوم الربيع، تأريخ بدأ السنة العراقية الشمسية في 21 آذار، واقتراب بدأ التقويم العراقي(الشمسي - القمري) يوم 1 نيسان القادم الموافق(1/1/7319 كلداني بابلي).
يومٌ تحتفل به الأمة العراقية منذ أكثر من 50 وقيل 73 قرناً، في جميع أنحاء العراق بحدوده التأريخية، وهي ذا بعد دولي بعد أن استخدمتها شعوب أخرى في العالم كبدء لسنته القومية.
.وقد وجدنا أن من المناسب أن نضع اليوم في متناول قرائنا عرضاً للأصول التأريخية لهذه المناسبة الشعبية العراقية، حيث أدرجناها في نقاط تسهيلاً للمتابعة.
الأساس العلمي ليوم (زكموك، أكيتو، نيروز) في علم الفلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في 21 آذار من كل عام، وفي إحدى ساعات هذا اليوم أو قبله أحياناً – حسب الدورة الفلكية للشمس- تدخل الشمس في برج الحمل(1)، حسب حسابات علم الفلك الذي برع به اسلافنا، واكتشفوا من خلاله انقلابات الشمس الأربعة (الربيعية(21 آذار)، الصيفية(21حزيران)، الخريفية(22أيلول)، الشتوية(21 كانون الأول)).
وتتحدد ساعات ودقائق هذه الانقلابات الفلكية سنوياً من خلال المراكز الفلكية التخصصية، ومنها مركز البحوث الفلكية التابع لمكتب المرجع الديني الأعلى.
أساسه في وثائق التاريخ العراقية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ظل أجدادنا في العراق يحتفلون به في (سومر وآشور وبابل)، خلال 3 آلاف عام قبل ان تتبناه الشعوب الهندو أوربية ومنها (الاخمينيون) في بلاد فارس، بعد احتلالهم بابل عام 539 ق.م، حيث سمّوه (نيروز) وتعني بالفارسية القديمة (رأس السنة) وهي ترجمة فارسية حرفية لاسمه السومري الأصلي(زغموك ـ Zagmuk) وبالأكدي(راس ستيم ـ rêš-šattim، بالاضافة الى (أكيتو ـ الاحتفال) (2).
• ما زال العراقيون اليوم بكل اثنياتهم يحتفلون به، وليس غريباً انهم ما زالوا ملتزمين بكثيرٍ من طقوسه وخاصة في الجنوب والوسط، لأنهم جزء من هويتهم الثقافية، رغم دخولهم المسيحية في القرون الميلادية الأولى ثم الاسلام سنة 13 هـ.
إذ يهيأون صينية فيها عدد من الشموع (7) نباتات او اكلات نباتية تبدأ بحرف السين.
ورقم (7) يرمز لعدد كواكب المجموعة الشمسية وفقاً لتقسيمات البابليين، والتي تفرع عنها عدد أيام الأسبوع التي يرمز كلاً منها لكوكب ما، مثلاً الأحد(Sunday)وهو يوم الشمس، الإثنين(Monday) اختصار لكلمتي (يوم القمر Moon day) وهكذا.
وهذا الرقم مميز في الحضارات العراقية، فمنه عدد طبقات برج بابل، والجنائن المعلقة، وزقورات المدن في الجنوب، والملوية في سامراء وغيرها.
• (21 آذار) حسب التقويم العراقي القديم (الشمسي ـ القمري) يكون اول شهر نيسان (ويكتب ويُلفط (نيشانو) باللغة الأكدية) لآختلاف عشرة أيام بين التقويمين الشمسي والقمري.
وذكر بعض المؤرخين أن أول تقويم بشري على أرض وادي الرافدين، وعلى يد الكلدانيين أو الفراتيين الأوائل، بدأ في 1 نيسان عام 5300ق.م، والذي أرّخ لبداية تأسيس أول دولة في العالم هي مملكة أريدو(3).
• 21 آذار هو يوم المنقلب الربيعي وأول ايام السنة العراقية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الحسابات الشمسية عليها دون تعديل فرق القمر (الكلدانية والآشورية.
• استخدم نفس التقويم العراقي مع اضافة فرق الحساب القمري، كتقويم مسيحي ميلادي حتى عام 1564م وكانت أعياد رأس السنة المسيحية تكون ليلة 31 آذار وأول أيام السنة الميلادية هو 1 نيسان حتى سنة 1564م عندما غيرها شارل التاسع ملك فرنسان إلى 1 كانون الثاني.
• تبنت الدولة الحديثة التي اُنشأت في العراق سنة 1920م رسمياً الاحتفال بـ 21 آذار، باسم(عيد الشجرة) وجعلته عطلة رسمية، ولكنها لم تحاول اعطائه بعدا تاريخياً وتراثياً كما يستحق كون العراق هو اول من اتكره وفقاً لأسس علمية.
• مواطنينا الكرد يحتفلون بنوروز باعتباره ذكرى انتصار(كاوه الحداد) على الملك الطاغية(الضحاك). لكن يبدو أن الحكاية ليست كردية، بل فارسية، وأول من ذكرها المؤرخ البغدادي (المسعودي)، ثم فصلها(الفردوسي) باعتبارها حكاية فارسية، ولم يذكر أي مؤرخ علاقتها بالاكراد، قد تبناها الاكراد حديثا في القرن العشرين(4).
أساس المناسبة في الحضارات الأجنبية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• انتشر هذا العيد باسمه الفارسي (نيروز) المترجم عن البابلية بعد احتلال العراق من قبل الاخمينين سنة 539ق.م بين شعوب آسيا الآرية والتركستانية، التي خضعت للأمبراطوريات الفارسية(الاخمينية ثم البارثية ثم الساسانية)(5).
• عندما جاء الفتح الاسلامي من الجزيرة العربية، عرفوه باسمه الفارسي(نيروز) وليس العراقي، باعتبار أن العرب وجدوه كاحتفال رسمياً في الدولة الساسانية، حيث كان سكان العراق القدماء وأرضهم تحت احتلال الساسانيين،وكانت دولتهم المستقلة البابلية قد تم ازالتها من قبل الدولة الاخمينية.
• احتفلت به الدولة العباسية وانتشر اسمه في العالم الاسلامي، وحتى اقباط مصر استخدموا اسمه، وقدُسه الكثير من طوائف المسلمين، وهناك في هذا المجال روايات عن فضله، ولا علم لنا بصحتها من عدمه.
• الاحتفال بالربيع، عموما سائد بين الكثير من الشعوب، في بلدان الشام احتفل به باعتباره (عيد بعل)، وفي مصر(عيد شم النسيم)..
المصادر:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع قرص الأوقات وموقع مركز البحوث الفلكية التابع لمكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني –دام ظله-.
2. عن عيد الربيع العراقي ـ اكيتو Akitu طالع:
- P. Villard, « Akîtu », dans F. Joannès (dir.), Dictionnaire de la civilisation mésopotamienne, Paris, 2001, p. 20-22
- J. Bottéro, La plus vieille religion: en Mésopotamie, Paris, 1998
3. الكدان منذ بدء الزمان/ عامر حنا فتوحي.
4.عن تفاصيل اقتباس الكرد حديثا (حكاية كاوا الحداد) و(اشعال النيران) من الايرانيين، طالع مقالة الكاتب العراقي الكردي (هلكوت حكيم) في جريدة الحياة(26 مارس 2000):
http://www.alhayat.com/article/1038998
5.عن تبني الاخمينيون (وبعدهم البارثيون ثم الساسانيون) لحضارة بابل وكتابتها المسمارية ولغتها الآرامية، طالع:
مختصر تاريخ العراق (تاريخ العراق القديم) 1-6 ج.
https://urlz.fr/9b14
بالاضافة مصادر الانكليزية عديدة:
ـ (S. A. Pallis, The Babylonian Akitu Festival, Copenhague, 1926 ; La Fête babylonnienne de l'akitu)