معهد نور الامام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر التابع للعتبة الحسينية المقدسة يعد رائداً في مجاله على مستوى العراق حيث يقدم خدماته لهذه الشريحة وفق طرق تدريسية خاصة بالمكفوفين وضعاف البصر، كما يتبنى المعهد العديد من الفعاليات الانسانية الخاصة بهذه الشريحة في أكثر من محافظة عراقية ويجري العمل على اقامة دورات مختلفة لتعليم لغة برايل والحاسوب الناطق والسير والسلوك.
ويقول سامي جواد كاظم مدير معهد الامام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر لوكالة نون الخبرية " بتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي المباشرة بالعمل في مشروع رعاية شريحة المكفوفين وضعاف البصر في العراق وتعليمهم لغة برايل، موكداً" تم الاعلان عن تنظيم اول دورة لتعليم لغة برايل للمكفوفين في كربلاء وكان الاقبال عليها منقطع النظير من مختلف محافظات العراق، لذلك اخذت العتبة الحسينية المقدسة على عاتقها الاهتمام بشريحة المكفوفين وتعليمهم لغة برايل والقراءة والكتابة ونظمت اربع دورات وكل دورة يبلغ عدد المكفوفين فيها (50) طالب من مختلف المحافظات العراقية ولذكور والاناث.
ويضيف،"ان اول دورة للمكفوفين تم الاستعانة بكوادر معهد النور في بغداد على وكذلك رأسهم الدكتور صادق المالكي رئيس منظمة برايل لتأهيل المكفوفين وضعاف البصر في العراق في الدورة الثانية وعملنا على اعداد كادر خاص بالعتبة الحسينية المقدسة من المنتسبين من حملة شهادة بكلوريوس في علم النفس والتربية وباقي الاختصاصات لمعلمين، بالاضافة الى دورة ثانية للمكفوفين ".
وذكر،أن" فكرة افتتاح هذا المعهد جاءت بعد مناشدة أحد الأطفال المكفوفين المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بأن تكون لهم مدرسة معترف بها أسوة بأقرانه من الطلبة المبصرين تم الاعلان عن تسجيل المكفوفين في كربلاء المقدسة كي يتسنى لنا معرفة اعدادهم، مشيرا يبلغ نسبة المكفوفين (%1) من سكان العراق".
موضحا"تم افتتاح المعهد في منطقة السعدية للمرحلة الاولى الابتدائي علما ان المعهد يستقبل الطلبة المكفوفين مجانا، وهو معترف به من قبل الجهات الحكومية المختصة وهي كل من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية ودائرة صحة كربلاء المقدسة".
وتابع قائلا "بدعم مباشر من سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي انطلقت المرحلة الاولى عام (2016-2017م) وعدد الطلبة المشاركين فيها (27) طالبا واعمارهم تحت عشرة سنوات، لان يوجد في المعهد المراحل (الاول – الثاني – الثالث) بالاضافة الى دورات تعليم المسرع وتعليم اليافعين ودورة محو الامية وصف الخامس الابتدائي لمحو الامية،علما تم الحصول على جميع الموافقات الرسمية فيها".
ويوكد" ان العام الدراسي يبدء في المقر الجديد في حي العباس على طريق كربلاء – بغداد لأستيعاب اكبر عدد من المكفوفين حتى لان تم تسجيل اكثر من(120) طالب لكل المراحل الدراسية".
واوضح" ان معهد نور الامام الحسين عليه السلام للمكفوفين يقوم بجولات ميدانية لاحياء مدينة كربلاء المقدسة واريافها بحثا عن الاطفال المكفوفين وتعد هذه المبادره النوعية خطوة انسانية منه والاهتمام بشريحة المكفوفين، مبينا" تغيرت سلوكيات الاطفال من حيث علاقتهم مع اهلهم واصدقائهم نحو الافضل".
ويشير الى ان" المعهد نظم دورات لاعداد معلمي لغة برايل للمكفوفين من محافظات ديالى وميسان والكوت والناصرية والمثنى، واشرف على الدورات رئيس منظمة برايل لتعليم وتدريب المكفوفين الدكتور صادق المالكي، مبينا" ان المعهد قد افتتح فرعا له لتعليم المكفوفين في محافظة المثنى جنوب العراق".
ويستطرد في حديثه ان من دواعي اقامة هذه الدورات ايصال رسالة مهمة للمكفوفين مضمونها أن فقدان البصر لا يمكن ان يكون عائقا ام اختيار الطريق الصحيح فأعمى البصر لا يعني انه اعمى البصيرة وهو ما يستوجب عدم جعله ـ فقدان البصر ـ نهاية للحياة الاجتماعية للمكفوف وذلك اسماء مهمة في التأريخ كالصحابي الجليل عبد الله بن عفيف رضوان الله تعالى عليه".
فيما بين عامر هاشم معاون مدير معهد الامام الحسين عليه السلام للمكفوفين وضعاف البصر" ان” المعهد يعتبر الاول من نوعه في مدينة كربلاء المقدسة و الدراسة فيه مجانية وبأسلوب عالمي حديث وفق لغة برايل للمكفوفين فضلا عن استخدام الحاسوب الناطق والمشي بالعصا البيضاء وبعض الحرف اليدوية ".
ان الكوادر الموجودة في المعهد قامت بتشكيل لجنه لتحديد المنهج الكامل والمختص بهذه الشريحة واستطعنا ان نوفق ما بين المواضيع التي يمكن ان يستفيد منها المكفوف ويتعلمها وبين المواضيع التي يصعب على المكفوف تعلمها، موضحا" ان الخدمات التي تقدم للمكفوفين حيث ان النقل والكتب والحقائب ووجبة الافطار والملابس كلها مجانية ".
يذكر ان للعتبة الحسينية المقدسة عددا من المشاريع مؤسسات التي تتبنى الشرائح الاجتماعية سيما تلك التي تحتاج الى رعاية خاصة فبعد تأسيسها لمعاهد التوحد ونشرها على مختلف المحافظات العراقية وتأسيسها لمركز الإمام الحسين التخصصي للصم تأتي خطوة الاهتمام بشريحة المكفوفين وتأسيس معاهد خاصة بهم.
وكالة نون: حسين نصر
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)