- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
السيستاني...نجم يتألق في السماء / الجزء الثالث
بقلم: عبود مزهر الكرخي
وتمر السنون الثقيلة على العراق وشعبه والمعاناة والويلات تزداد أكثر وطأة على العراقيين لتمر فترة مظلمة وسوداء هي فترة اشتعال نيران الطائفية وأوارها وبعد تفجير الإمامين العسكريين لتكون حقبة مظلمة وسوداء وبكل معنى ليتم القتل والعنف وبأعلى درجاته واشد شراسته وليلقي بظلاله الكئيبة والحالكة السواد على البلد والشعب والتي حاول كل المتربصين بالعراق والعراقيين وأولهم المحتل الأمريكي والصهاينة وكل من يريد الغدر والشر بعراقنا الحبيب من العديد من دول الجوار ومن له مصلحة في تدمير الوطن والشعب ولتفتح هذه الصفحة المظلمة وبكل ظلالها السوداء وكانت المرجعية ممثلة بالسيد السيستاني تراقب الوضع عن كثب لترى ما هو سيكون عمل الحكومة وباقي الأحزاب والسياسيين ولكن كالعادة كان قسم منهم يقف موقف المتفرج بل ان أغلبهم كانوا قابلين لحمامات الدم التي تجري بل وحنى مستفيدين من هذا الوضع المأساوي بل والعمل على اشعال وتأجيج تلك الفتنة الطائفية والعمل على تغذيتها ليكون الكثير من السياسيين لهم رجل في العملية السياسية في العراق وعشرة ارجل في الفتنة الطائفية وكذلك مع الإرهاب وليصبح الكثير من الساسة هم ممر للعمليات الإرهابية وتغذيتها عن طريق نقلهم بسياراتهم وحتى حماياتهم هم من يكونوا من رؤوس الإرهاب ومنفذي العمليات الإرهابية وفي كل حدب وصوب. وبالتالي يصبح العراق ساحة لكل من هب ودب من القتلة والإرهابيين والمجرمين من العرب ومن كافة دول العالم والذين يأتون لتنفيذ عملياتهم المجرمة بحجة الجهاد ومقاتلة المحتل الأمريكي ولتتغير هذه العبارة وتصبح مقاتلة ومحاربة الشيعة الصفويون والذي اعتبره الكثير من مشايخ الفتنة والجهل هم ارفع درجة من الجهاد ضد اليهود وتحرير فلسطين وليصبحوا الشيعة هم العدو الأول الذي يجب مقاتلته ولترفع الدعوات وحتى في الحرم المكي بالنصر للمجاهدين الذين يقاتلون الرافضة والدعاء لله بصب غضب الله وتدمير الرافضة الشيعة وقبل الدعاء على اليهود. ولكن بفضل حكمة مرجعية السيد السيستاني ورعايتها الابوية فوتت الفرصة على هؤلاء المتربصين بالعراق وشعبه ولترفع شعارات المحبة والتسامح والتأخي بين كل الطوائف حتى الأديان بما فيهم المسيحي والصابئ واليزيدي ولترفع عبارة(أنا أحبك)التي رفعها السيد السيستاني ولتكون شعار كل العراقيين الشرفاء والغيورين المحبين لبلدهم وشعبهم ولتطوى هذه الصفحة الغادرة والحالكة السواد على شعبنا والتي دفع فيها ثمناً باهضاَ من أرواح ونفوس بريئة لم يتم قتلها إلا على الهوية والمذهب والدين والتي كانت مرجعية السيستاني كان لها الشرف الأول والوحيد في سحب البساط من كل أرادوا تدمير الوطن والشعب ولتطوى هذه الصفحة وإلى الأبد وليخيب هذا السهم الغادر الموجه إلى العراق والعراقيين من قبل كل المتربصين بالبلد والشعب سواء من الأجندات الداخلية والخارجية لأنه في كل مرة يقوم هؤلاء الأشرار بفتح صفحة جديدة وسهم ويتم فتح هذه الصفحة أو رمي هذا السهم على البلد والشعب عسى أن يكون سهم قاتل للعراق والناس ولكن بفضل الله ورعايته السماوية ووجود اهل بيت النبوة السبعة في العراق وبركاتهم ومنة الله سبحانه وتعالى بوجود مرجعية رشيدة حكيمة قد فوتت الفرص الخائبة والسهام الغادرة على هؤلاء المجرمين في تدمير العراق وشعبه والحمد لله والشكر.
وفي خضم بحور الدم التي كنت تتالى على العراق والصفحات الغاشمة عليه جاءت صفحة ظالمة وقاهرة وهي تمثلت بصفحة داعش ومن قبل عدو فاق كل التنظيمات الإرهابية الأجرام والقتل والبطش بكل من يقف بوجهه والذي كان يقتل باسم الدين ويقوم بالتكبير حيث يقتل ضحاياه بحجة نصرة الدين والمذهب والذي وصفهم وروى عنهم الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه) وقدم وصفاً دقيقاً لتنظيم "داعش، ووصفهم بأصحاب الرايات السود، حيث قال قبل 14 قرناً: { إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء }.(1)
ليقوم هذا التنظيم المجرم بالهجوم على العراق واحتلال ثلث أراضي العراق من شمال وغرب العراق وليصبح على مشارف بغداد ويهدد بأنه سيقوم بتدمير وحرق كافة العتبات المقدسة ومدنها والتي اعتبرها كافرة ومشركة والذي قام في تلك المناطق التي احتلها بالقتل والذبح على الهوية واستباحة الاعراض وهتكها وبالتالي لتصبح المناطق التي اغتصبها هي نواة لدولة داعش المزعومة وليؤسس فيها كل مقومات الدولة التي يريدها وحسب مايؤمن به من عقيدة العنف والقتل والذبح.
وكانت دعوة مرجعيتنا الرشيدة ممثلة بسماحة آية الله العظمي السيد علي السيستاني(دام الله ظله الشريف علينا) والذي يمثل صمام أمن وأمان العراقيين والذي يستظل كل العراقيين برعايته الأبوية الكريمة علينا والذي دعا بدعوة الجهاد الكفائي خير منقذ للعراق وشعبه.
وهذه الدعوة العظيمة لمرجعيتنا والتي لم تأتي من فراغ بل جاءت وبالهام آلهي لسماحة السيد السيستاني جعله الله ذخراً لنا وللعراق والتي قلبت كل الموازين والخطط لمن يريد ببلدنا وشعبنا الشر سواء من الداخل أم من الخارج وقلبت الطاولة على كل المتآمرين ممن تحزموا بحزام الأجندات الداخلية والخارجية وتحت دعوات طائفية مقيتة لم يعرفها الشعب من قبل وهذه الأجندات أضحت معروفة من قبل الجميع والتي لو قدر إن تنجح هذه المؤمراة لأصبح العراق في خبر كان. وقد تناغى أولاد الملحة والسواعد السمر لهذه الدعوة المباركة والتي كانت دعوة لم تختص بمذهب او طائفة بل شملت كل العراقيين وهب العراقيين بكل طوائفهم واثنياتهم لتلبية هذا النداء السماوي المبارك. وقد تناخى العراقيين وقاموا بصنع ملاحم خالدة تسجل في سفر التاريخ وبأحرف من نور حيث وهم يدافعون عن العراق وشعبه وقد انتخى نخوة الرجال النشامى للدفاع عن وطنهم وحرائرهم أخواتهم فدافعوا بها عن عرض وشرف المناطق المغتصبة والذي هو شرفهم وعرضهم أيضاً فكانوا نعم الرجال الذي يفتخر به العراقيون والعراقيات وكانوا نعم المؤمنين المجاهدين عندما لبيتم دعوة مرجعيتنا الرشيدة.
وها هو والعراق الآن نهض من كبوته وها هو يعلم العالم كيفية رفض الباطل ومحاربة الظلم بكل إشكاله وأنواعه وهم أباة للضيم تعلمها كل العراقيين من أبي الضيم سيدي ومولاي الأمام الحسين(ع) ونحن كلنا أولاد هؤلاء القمم الشامخة التي تعلوها المنائر والقباب الذهبية والذي بهم نستظل ونتبرك بهم وبهم نسير على هداهم فهم أئمة الهدى وإعلام التقى وصدقني من كان يمتلك هذا الإرث الحضاري الضخم في العراق وفي مقدمتهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الوحي ومرجعية رشيدة كانت وما زالت تسير على نهج هل بيت النبوة لن يضام العراق والعراقيون مهما طال الزمن وسينهض من جديد ليعلم العالم أبجديات الكفاح والنضال وصنع الملاحم البطولية كما كان دائماً. فلتفخر كل أمهاتنا بما حملت أرحامهن الطاهرة من نطف أصبحوا رجال شجعان يرفضون الظلم ويدافعون عن العراق وشعبه ومن شماله إلى جنوبه وبغض النظر عن العرقية والمذهبية بل كان جهادهم البطولي هو جهاد شريف ومنزه من كل الشوائب بل كان خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى وما كان لله فهو ينمو ويبقى وقد أشار إليه الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.(2)
وبشائر النصر كانت تأتي متسارعة وبدعم من مرجعيتنا وتوجيهاتها السديدة ودعم حشنا الشعبي وقواتنا المتواصل والذي لم ينقطع والدعوات المتواصلة بالنصر التي بفضلها تم القضاء على داعش والانتصار وعلى كل من يقف خلفه من اجندات خارجية وداخلية وكان الفضل في هذا النصر المبين وحماية العراق وشعبه هو فقط لمرجعيتنا الرشيدة وأبناء العراق الغيارى وشعبنا العراقي الصابر الجريح الذي ضحى بكل غالي من اجل تنفيذ والاقتداء بدعوة الجهاد الكفائي وتوجيهات المرجعية بإدامة ودعم المقاتلين في جبهات القتال وهم كانوا أصحاب الفضل في هذا النصر المبين لا غير وكل من يقول غير ذلك فليخرس ويسكت احسن له لان الحق يعلو ولايعلى عليه كما يقال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ كتاب (الفتن) للمؤلف نعيم بن حماد المروزي(1 / 210). حيث ذكره الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في أحدى خطب الجمعة اليوم بمسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر. 19 / سبتمبر / 2014.
2 ـ [آل عمران: 126].
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول