قالت وكيلة وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسة ميشيل فلونوري الإثنين إن لدى البنتاغون معلومات عن تدخل جماعات مسلحة سنيّة وشيعية مموّلة من الخارج في العراق إلاّ انها استبعدت نشوب حرب أهلية هناك، آملة تحقيق تسوية سياسية لتقاسم السلطة في البلاد بعد إنتهاء شهر رمضان.
واتهمت فلورنوي في حديث لقناة \"الحرة\" الأميركية الناطقة بالعربية، تنظيم القاعدة في العراق بالوقوف وراء كل التفجيرات الأخيرة، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذا التنظيم فقد إرتباطه بالحركة السنية السياسية المحلية.
وأشارت إلى أن لدى البنتاغون معلومات عن تدخل جماعات مسلحة سنيّة وشيعية مموّلة من الخارج، إلا أنها لم تعد تتمتع بحجم ونفوذ كبيرين، معترفة في الوقت نفسه بأن التنظيمات الشيعية المسلحة مازالت تشكل خطراً كبيراً على أمن العراق وشعبه.
وقالت فلورنوي إن العراق بعيد جداً عن إحتمال نشوب حرب أهلية وإقتتال طائفي على طريقة أعمال العنف التي سادت البلاد إبّان عامي 2005 و2006، معتبرة أن تفادي كل المخاطر يكون من خلال تشكيل حكومة عراقية وطنية.
وبشأن عدم قدرة العراقيين على تشكيل حكومة وطنية، قالت فلونوي إن هذا الأمر هو بيد العراقيين، وأن الولايات المتحدة لن تقدم على إختيار أي فائز في الإنتخابات العراقية ودعمه ليكون رئيساً للحكومة في بغداد.
ورداً على سؤال عما إذا كانت الأحزاب السياسية في العراق لا تقوم بالتضحيات اللازمة لدعم المسيرة الديموقراطية، لفتت الى أن الحوارات بين الأحزاب مجمدة حالياً، آملة في أن تؤدي الى تسوية سياسية لتقاسم السلطة بعد إنتهاء شهر رمضان المبارك.
ورداً على ما قاله رئيس أركان الجيش العراقي الجنرال بابكير زيباري من أن القوات العراقية غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور الأمنية، أكدت فلونوي أن القوات العراقية من أفراد الشرطة والجيش هي في الطليعة الآن وهي مؤهلة لإستيعاب هذه المرحلة الإنتقالية.
ورأت أنه مازال أمام القوات العراقية الكثير من الجهود الواجب بذلها كي تتوافر لديها كل القدرات القتالية لمواجهة التحديات من الآن وقبل نهاية السنة المقبلة.
وفي ما يتعلق بإحتمال إعادة إدارة الرئيس أوباما النظر بالبقاء في العراق لما بعد نهاية سنة 2011، قالت فلونوي إن هذا الأمر ممكن لكنه رهن برغبة الشعب العراقي، وما إذا ستطلب الحكومة العراقية، مذكرة أن لا تغيير مرتقباً حيال سحب كل الجنود الأميركيين نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر من السنة المقبلة.
وأضافت أن إدارة الرئيس أوباما ستبقى ملتزمة حماية العراق كدولة حليفة طوال السنوات المقبلة.
وأكدت المسؤولة الأميركية أن الحرب في العراق لم تنته بعد، وأنه مازال هناك الكثير من التضحيات التي ينبغي بذلها من أجل تطبيق الديموقراطية وأسسها. وفيما رفضت القول إن أميركا إنتصرت في العراق، أوضحت فلورنوي أن الولايات المتحدة حققت الكثير من الإنجازات من خلال بناء المؤسسات العراقية والقوات المسلحة المحلية.
وفي ما يتعلق بالتوتر المتواصل في شمال العراق بين العرب والأكراد، قالت فلونوي إن مشكلات شمال العراق هي سياسية بحتة، وأنه ينبغي معالجتها بالطرق السياسية، نافية أن يكون للقوات الأميركية أي دور في حل قضايا الشمال.
وردا على ما قاله سياسيون عراقيون أخيرا، بأن بعض دول جوار العراق وتحديدا ً إيران وتركيا لا تساعدان في دفع الأمور الى تسوية سياسية، رأت فلورنوي أن على دول الجوار مساعدة العراقيين، مشيرة الى أن على إيران الكفّ عن التدخل بالشؤون السياسية للعراق.
ولم تنف فلورنوي أن الفراغ الحكومي أمر غير جيد، مؤكدة في الوقت نفسه أن حركة التمرد في العراق ضعيفة وأن تنظيم القاعدة فشل في تحويل عمليات العنف التي يقوم بها الى إقتتال طائفي.
وعن الجهة المسؤولة عن الحدّ من نفوذ إيران في العراق وفي المنطقة، قالت فلونوي أن لبغداد القدرة على أداء دور مهم في ردّ تدخلات طهران.
وأملت بأن تبادر الدول العربية كلها بلا إستثناء الى إعادة فتح سفاراتها في بغداد وتقوية علاقاتها مع العراق.
أقرأ ايضاً
- السوداني يرجئ زيارته إلى المملكة المتحدة بسبب التطورات الإقليمية والدولية
- السوداني: العراق مستمر في استقبال المواطنين اللبنانيين
- حزب الله ينتشل جثمان السيد نصر الله ويؤكد استشهاد "علي كركي"