حيدر عاشور
تواجه المرجعية الدينية العليا العواصف الهوجاء فتحطمت عند صخرة صبرها الطويل وتحديها للمستويين الداخلي والخارجي، وكسرت وتكسر اعاصيرهم عند ابراج الحكمة والصبر اللامتناهي، لأنها شيدت على الصبر والتحدي منذ نشوئها وعاش رجالها المخلصون فوق الارض على اساس التحدي، كتحدي البحر ولجته العميقة الغور، وتحدي الصحراء وقسوتها، ولا تزال المرجعية الدينية محاطة بأصناف التحديات التي تبحث عن طرق زعزعة متانتها واستقرارها.
واستمروا رجالها بالثبات تجمعهم وشائج الائمة عليهم السلام وصدق الطريق الذي يشدهم نحو تأسيس البناء الصحيح للحكومة المدنية التي توفر للمواطن الامن والأمان بالعناد الحكيم والتحدي الصابر الذي لا يهادن ولا يعرف اللين والرضوخ، وبذات الوقت تنور وتطالب الشعب ان يشد من ازره ويقوي معنوياته من اجل الوطن ورفع شأنه وترك الانقسامات ونبذ التفرقة والعنصرية وتوحيد قضيتهم وجعلها قضية واحدة لا تجزأ ابناء الوطن الواحد، فأبناء العراق كلهم اسرة واحدة وعشيرة واحدة يجمعهم قاسم مشترك (مصلحة الوطن) والدفاع عنه، وان يعيشوا فيه حياة كريمة وعليهم ان عدم التفريط بأي حق من حقوقهم وتوحيد الصفوف لمجابهة التحديات التي تهدد اراضيهم ومقدساتهم وكيان وطنهم الحر، وهو حق مشروع لجميع شعوب العالم ان يعيشوا احرارا اعزاء دون ان تطمع بهم الدول الأخرى.
ونذكر ان المرجعية الدينية العليا كانت توصي عبر وكلائها ان الشيعة والسُنة اخوة بل الشيعة هم نفس السُنة، وهذا ديدنها في طرح مبادئها الانسانية التي تنبع اصلا من الخلق السامي لأهل بيت النبوة (سلام الله عليهم) سائرة على نفس منهجهم وبحكمتهم الواعية لإبعاد الصراعات عن بلاد المسلمين والإسلام وبناء سور من المحبة والوفاء لحمايتهم من طمع الطامعين وحقد الحاقدين والباغين…فهي تقف صامدة حيال الاحداث الدامية الجارية ايضا موقف التحدي، تريد من الجميع ان يقفوا موقف التحدي تجاه الاطماع السياسية، بالعمل المخلص لبناء العراق بدل التدمير والقتل والتخريب، وهي تواجه الاخطار من كل حدب وصوب،رغم ذلك توجه نحو توحيد الصفوف وكشف الفاسدين والإصرار على محاسبتهم.
يقول محدثي:هذا يعني ان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف تمهد الطريق للشعب ان يختار طريقه ويغير ما بنفسه، اتجاه قضية حريته لأنها الجدار المتين التي تحميهم من المنحرفين وتؤسس الامان الذي هو اساس بناء المجتمع، ويضيف بعصبية: ان الشعب اذا اراد ان يتحرر يصنع المعجزات، فهو كالنار على السياسيين الذين جعلوا من اللعب بالنار هواية لتعذيب الشعب ووسيلة لإحراق جسور قبول الاخر وتهديم العراقة في البنيان.
فقال مستمعي: لذلك كانت فتوى الجهاد (الكفائي) درسا قويا بصورة الحشد الشعبي الذي تشكل بيوم واحد وأوقف زحف الخنازير الهائجة في مدن العراق الامنة…اي انما الاعمال بالنيات والله مع نية الصالحين… فكر بالخير بنية الخير، واضرب بالضربة القاضية اي فاسد وكافر يحاول ان يعيد ان يشعل فتيل النار في ارض المقدسات من جديد.
[email protected]