هادي جلو مرعي
الصحفي والكاتب هاشم العقابي واحد من مجموعة مشاكسة انتجتها مرحلة التغيير التي بدأت بسقوط نظام صدام وحسين وإستمرت حتى اللحظة بوصفها غير المسبوق ومع ظهور وسائل إعلام متعددة وإنتشار ظاهرة الفيسبوك وتويتر وبقية المواقع الألكترونية التي أباحت القول لشهرزاد حتى الصباح وبقية صباحات العراق الصاخبة بالعنف والإرهاب والخوف فإن الكلمة التي تطلق، أو تكتب وتقال لاتشكل عبئا قانونيا وحسب، ولكنها قد تتحول الى قنبلة يمكن أن تنفجر في أية لحظة، وتتشظى على الصحفي والكاتب والمعلق، وتؤدي به الى المقبرة، وربما يكون محظوظا لو مضى الى سجن، أو مشفى.
مثله مثل صحفيين وكتاب يعدون من (الناقمين) في خارطة الفعل الصحفي والذين يصعب لجمهم عن النقد اللاذع خاصة وهم يعايشون الحالة العراقية التي لاتسكن ولاتهدأ منذ 2003 وحتى اللحظة بفعل الإرهاب والسياسة والإقتصاد والفوضى المجتمعية الضاربة جذورها في أعماق البنية الحضارية للدولة العراقية والتي يصعب تجاهلها، أو تحمل تبعاتها وماينتج عنها من كوارث ومن بلاوي ومن تيه لاقرار له لأنه لم يواجه فعلا عقلانيا يركز على بناء مؤسسات الدولة التي تتبنى تلبية حاجات المواطنين كحق دستوري مكفول ومضمون ولايجوز التماهل فيه، أو إظهار عدم الإهتمام فإن هاشم العقابي مكلوم مثلنا وجريح في قلبه وهو يرى مايجري في العراق ولابد من الوعي أكثر بالحالة العراقية وعدم الإنجرار الى المواجهة مع الجميع.
أنا كمواطن ومثقف لا أفكر على الإطلاق بإهانة المؤسسة القضائية لأنها عماد الدولة ويقال: إذا فسد القضاء فسد كل شيء. وكانوا يقولون: من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين. وهولاء يدركون قيمة وأهمية القضاء ودوره في حماية المجتمع والمواطن من التجاوزات والإعتداءات، ونحن ندرك تماما إن القضاء العراقي يتعرض الى ضغوط، والى محاولات تسقيط وعليه الصمود، ولكن هل أن كل إنتقاد وتساؤل وذكر للقضاء يعد إهانة وتجاوزا؟
فقط أتساءل: ماذا عن تصرفات كثير من المواطنين والمعلقين الذين إستهدفوا القضاء كأشخاص، وكمؤسسة في كتابات، وتظاهرات، وفعاليات؟ أنا مع القضاء
الحمدلله إن هاشم العقابي على ذمة التحقيق، وليس في ذمة الله.
أقرأ ايضاً
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!