- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قراءة لثقافة الحوزة والازهر والمدرسة الوهابية
سامي جواد كاظم
ابدأ بهذه المحاورة مع مثقف سعودي على التويتر، حيث بدا بتوجيه الاتهامات المعروفة للشيعة انكم تغالون بالائمة ولديكم العصمة والتقية والمتعة وتحريف القران وعلي هو الافضل وووو، قلت له لو افرض جدلا صحة ما تقول فهل رايت بما نعتقد تكفير وتفجير الاخر ؟ فكل ما نؤمن بهم مردوده علينا، هنا توقف المغرد السعودي وقال نحن يهمنا الوحدة الاسلامية ؟ قلت وهل تحققت بالتكفير ؟ وانا كذلك بل المؤسسات الدينية الشيعية تعمل على ذلك، فليؤمن الانسان بما يؤمن حتى لو قدس الصحابة لك الحق ولكن لا تقتل انسانا يختلف معك بالراي، فاعتذر الرجل
نعود الى صلب الموضوع وهو قراءة سطحية للمدارس الدينية في الازهر وفي الرياض وفي النجف، ونسال اي من هذه المدارس تعمل على تغذية طلابها بالافكار المتطرفة التي تلغي الاخر وتجعل القتل والسبي امرا مطلوبا لمن يخالفهم؟ الحوزة العلمية في النجف لم ولن تجد في مناهجها الدراسية اطلاقا قتل الاخرين بل التبحر بثقافة اهل البيت عليهم السلام، حتى انني في كلية الشريعة حذف استاذنا درس يتحدث عن الجواري والاماء لانه لا تتماشى وثقافة العصر، بينما تجد مناهج الازهر والمدرسة الوهابية فيها ما يقزز النفس وقد انتقد مناهجهم كثير من المثقفين في بلديهما فمثلا في مصر تطرق المحامي احمد عبده ماهر الى مناهج الازهر وكشف عن جواز اكل الانسان للانسان وقتل الاسرى وهتك الاعراض وكيفية معاملة من هو ليس بمسلم، فهكذا مناهج ماذا تخرج ؟
واما المدرسة الوهابية فهي علم بهذه الثقافة التكفيرية والتي خرجت من الارهابيين ما تعجز عنه الموساد الصهيوني من تخريج اعداء للاسلام، وقد اكد اكثر مشايخهم ومن على منابرهم بصحة ذبح الانسان وتفجيره وقتل الابرياء.
بينما الحوزة في النجف لم ولن تسمح لاي ثقافة عدوانية تدخل مناهجها بل كثير من رجالات الثقافة والوطنية هم خريجو النجف وكربلاء وقم المقدسة.
امر اخر هو في غاية الاهمية ان الحوزة في النجف لا احد يملي عليها ولا احد يمولها ولا تخضع لاي حكومة لهذا نجد الاستقلالية في قرارها، بينما الازهر والمدرسة الوهابية فانها خاصة لولاة امرها وهو السلطان الحاكم، وتمويلها بل رواتب العاملين فيها من اموال الدولة وهذا يؤثر على نزاهة وعدالة قرارها بخصوص ما يهم المسلمين.
غروزني هذه المدينة وضعت النقاط على الحروف عندما صنفت الوهابية خارج ملة اهل السنة والجماعة وقد ذكر مفتي الشيشان مجييف، ان الارهابيين الذين يقاتلون القوات الامنية والجيش العراقي، هم من خريجي المدرسة الوهابية، وهي الان تحتضن مؤتمرا لـ 25 بلدا اسلاميا لبحث العلاقة بينها وبين روسيا وفق نظرة اسلامية معتدلة بعيدا عن المدرسة الوهابية.
مهزلتنا الكبرى ان اغلب دول العالم تعلم منابع الارهاب وتتعامل معهم بشكل طبيعي بل ومهزلة تاسيس مركز اعتدال بين ترامي وسلمان لنبذ الفكر المتطرف وهما المدرسة الاولى في العالم لتغذية وتطوير التطرف.
الحشد الشعبي هو من نتاجات المرجعية وهذا الحشد جاء بعد توغل داعش في المدن العراقية وهو يقاتلهم في تلك المدن وجها لوجه ولم يرسل لهم المفخخات ولم يذبح اسراهم، بل لا وجود للحشد الشعبي قبل حزيران 2014، بينما تجد خريجي المدرسة الوهابية بدا اجرامهم من طالبان الى القاعدة واخيرا داعش وتشهد لهم احداث سبتمبر في امريكا.
حتى الاشتباه باي عمل ارهابي او محاولة اعداء الشيعة تنسيب عمل ارهابي معين للحوزة في النجف لم يقدموا عليه لانه ابعد من الخيال ولا يجد اذانا صاغية لهكذا تهمة لما يعرف الراي العام العالمي ما للحوزة الشيعية من خطاب معتدل بعيدا عن التطرف والغاء الاخر
أقرأ ايضاً
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي
- الغدير.. بين رأي السياسي وقراءة المخالف
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة