لا شيء أشد قسوة على الاب من احساسه بالعجز عن إسعاد ابنائه فكيف يكون الحال وبطل قصتنا التي ترويها السطور التالية حرم من زوجته وابنائه لاسباب يقول انه لا دخل له فيها وان الظروف تحول بينه وبين رؤيتهم والاطمئنان عليهم لانهم يعيشون في كنف دولة اخرى ورغم ان جهات رسمية وقفت الى جانبه في محنته الا ان بعض الاجراءات الضرورية تنتظر حسمها من قبل المسؤولين الذين ناشدهم عبر «الوطن» النظر الى مأساته التي تحكيها القصة التالية لكويتي تزوج من اربع في مراحل مختلفة وظروف متباينة لكنه محروم من رؤية احداهن وأولاده منها.
الأب كويتي الجنسية هو عماد حسن فرج عبدالله تزوج في بداية شبابه تحديدا في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات من احدى الفتيات العراقيات المقيمات داخل العراق... ولأنه كان في حينها يعمل كعسكري في وزارة الداخلية ما يستدعي وفقا للقوانين العسكرية ان يبلغ ادارته ومسؤوليه عن زواجه من أي جنسية غير الجنسية الكويتية.. فقد آثر الزوج ان يتم عقد قرانه على زوجته العراقية في بلدها بعيدا عن القوانين الكويتية حتى يبقى زواجه سرا خشية الأسئلة والمحاسبة من قبل مسؤوليه في الداخلية!!.
وظل الوضع على ما هو عليه.. هو يقيم في الكويت والزوجة العراقية تقيم في بلدها العراق ويذهب هو ليراها كلما تسنت له الظروف الى أن رزقا بطفلين هما احمد وفهد وذلك قبيل الغزو العراقي للكويت والذي أُسر فيه الأب ولم يفرج عنه الا بعد التحرير.
موقف انساني من أمير القلوب
وفي زيارته لنا في \" الوطن \" أخبرنا انه أبان فترة أسره لجأ والده جد الأبناء الى الصليب الأحمر في محاولة لرؤية زوجته العراقية وأبنائه منها والاطمئنان عليهم ولكنه لم يتمكن من ذلك الا أن الصليب الأحمر طمأنه على حالهم وأنهم بخير داخل العراق.
ويكمل: بعدما عدت من الأسر لجأت بدوري للصليب الأحمر في محاولة لاحضار أبنائي وزوجتي الى الكويت خاصة وانه يحق لي ذلك كون أبنائي كويتيين لهم حق الاقامة والعمل داخل بلدهم الكويت الا أن الصليب الأحمر أخبرني بضرورة اللجوء الى لجنة شؤون الأسرى التي بيدها حل المشكلة..
ويتابع: بالفعل لجأت للجنة شؤون الأسرى الذين ساعدوني ووقفوا الى جواري في محنتي حتى استطعت الحصول على \" لا مانع \" من المغفور له باذن الله تعالى أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه باحضار أبنائي وزوجتي من العراق للاقامة معي داخل الكويت.. ومضيت في الاجراءات الخاصة باحضار زوجتي وأبنائي والتي كان منها ضرورة احضار موافقة من قبل الجهات المعنية في الكويت وهي وزارات العدل والخارجية والداخلية والذين طلبوا مني الأوراق الأصلية الخاصة بي وبأبنائي مثل عقد الزواج الأصلي من زوجتي العراقية وشهادات ميلاد أبنائي..
ويضيف: للأسف ان هذه المستندات فقدت من مكتب المحامي الخاص بي بعد تعرضه للسرقة ولا أملك حاليا الا مجرد صور من هذه المستندات وكل من الوزارات الـ3 المعنيات ترفض اعطائي أمرا بالموافقة بدون النسخ الأصلية... ونتيجة لهذه الحالة فقد ساءت ظروفي النفسية وتعرضت للعديد من المشاكل والضغوطات المادية حيث اضطررت للاستدانة من الغير للانفاق على تكاليف القضية التي رفعتها لاستقدام أبنائي للكويت علما بأني كنت قد تزوجت من احدى السيدات الكويتيات وأنجبت منها 4 أبناء ثم حدث الانفصال لأتزوج بعدها من سيدة اخرى من فئة غير محددي الجنسية- بدون- والتي لم يستمر زواجي بها فترة طويلة الى ان استقريت اخيرا في زواجي من احدى السيدات من الجنسية الايرانية ولي منها طفلان!!!
ويتابع: كثرت الالتزامات الخاصة بالانفاق على أبنائي ال8 بما فيهم المقيمين داخل العراق والذين كنت ارسل لهم أموالا مع أي مسافر الى داخل العراق بالاضافة الى التزاماتي تجاه أبنائي هنا في الكويت والتزاماتي الأخرى تجاه عائلتي حيث انني الابن الأكبر وكلها أمور أوقعتني في مأزق الديون ما تسبب في امتناعي عن الانفاق على أولادي المقيمين في العراق والذين لظروف توتر العلاقات بين الكويت والعراق أبان الغزو وطوال عهد الطاغية صدام حسين لم يتلقوا أي قدر من التعليم لمجرد انهم كويتيون!!.. ليس هذا فقط بل وأبلغتني احدى السيدات التي ذهبت في زيارة للعراق اخيرا ان حال أبنائي وزوجتي شديد السوء وانهم شبه مشردين.. وهو أمر اثر علي تأثيرا شديدا خاصة وانهم كويتيون \"عيال ديرة الخير \".. والكويت ما تخلي عيالها بعيداً عنها!!
رسالة
ويكمل فيقول انه لجأ الى جريدة «الوطن» لما عرف عنها من مصداقية واحترام وتبني لقضايا المظلوم آملا ان يتسنى له من خلالها توجيه رسالة الى الجهات المعنية في وزارات العدل والداخلية والخارجية لمنحه الموافقة على احضار ابنائه وزوجته خاصة وان لجنة شؤون الأسرى ترفض اعطاءه امر \" اللا مانع \" الذي كان قد سبق وحصل عليه من الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه... خاصة وان الصور التي لديه هي نسخ طبق الأصل عن النسخ الأصلية... ومنا الى الجهات المعنية لانقاذ شباب كويتي من الضياع وللم شمل أسرة فككتها ظروف الحرب والدمار!!
أقرأ ايضاً
- العراق يعلن وصول 11 ألف ضيف لبناني إلى البلاد
- العراق: توسيع الحرب إلى إيران يهدد مصادر الطاقة ويخلق ازمة عالمية
- وزير الخارجية الإيراني يزور العراق غداً.. هذا ما سيبحثه