- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخبث والعبث بين السيسي وال سعود
حجم النص
سامي جواد كاظم توطدت العلاقات بينهما قبل اشهر وتناثرت الدولارات من تحت عباءة سلمان على مصر واغدق عليهم بالمشاريع الاستثمارية واكرمهم السيسي بجزيرتين لرد الجميل وتحدثوا وتناقشوا عن عمق العلاقات والافق الواسع لتوطيدها من اجل مصلحة الامة العربية والاسلامية وتعسا لفلسطين حيث لا وجود لها على طاولة المفاوضات حتى مع المقبلات، وشغلهم كان سوريا واليمن بالدرجة الاولى. وتازمت على حين غرة علاقتهما ولا احد يتذاكى ويقول ما السبب ؟ ويبقى السبب هو احد خيوط المؤامرة قد قطع، هنالك ثمن لاغداقات سلمان على مصر وكان مصر ارادت ان تراوغ في التملص عن دفع الثمن وما يقال عنهم الاخوانجة كانت لهم حصة من هذه الصفقات. ولا اعلم ولست حكيم بدناءة السياسة ولكن يعلم السيسي علم اليقين الى اي درجة فكّر ال سعود في النيل من نيل مصر سيما الاقتصاد المصري الذي يتارجح مع قطعة الرغيف التي يكافح من اجلها اغلب فقراء مصر، فكروا حتى في سد النهضة لقطع المياه انها سياسية اموية مشهود لها في التاريخ، وطبعا يكون النفط من اولويات الاسلحة الهجومية على الاقتصاد المصري. استجدت الاوراق بعد زيارة السيسي للوكر الابيض في واشنطن وترحاب ترامب به وخوفا منه لمزاحمة الثقل السعودي في البيت الابيض مع الاشارات التي جاءت الى ال سعود باعادة العلاقات المصرية السعودية لمواجهة حليف العدو الصهيوني ايران!!!!!. هنا عادت سوريا لتكون حديث الاعلام من حيث حضورها في المناقشات المصرية السعودية، ومهما تكن النقاط الحساسة بل الحشاشة جدا للتفاوض فهي حتما لا علاقة لها باي مواطن عربي من حيث استقراره امنيا او اقتصاديا. وتبقى ورقة الشيعة حاضرة في اللقاء السيسي السعودي في كيفية التعامل معها ؟ والتعامل معها لا يمكن له ان يتسم بالوضوح لان ما خفي لدى الطرفين هو الاعظم والاشنع، وحتى يكونا ورقة ضغط حتى على الثقل الشيعي في العراق بعد ما فكر ترامب باقتطاعه لصهره مع التذلل من بعض ساسة العراق الشيعة قبل السنة للصهر الموعود بحجة الاستقرار الامني والاقتصادي. بعد هذا هل ستعاود ورقة جزيرتي صنافير وتيران للظهور الاعلامي من حيث التجاذبات بين البرلمان المصري ومحاكمها ؟ مهما تكن نتائج المشاورات وعقدة المؤامرات والمؤتمرات فهنالك قوة على ارض الواقع سياسية وعسكرية فرضت وجودها متمثلة بايران وحزب الله والمستحدث معهما الحشد الشعبي وانصار الله وهذه القوات العسكرية التي لها ثقلها في صناعة القرار لابد من احتوائها، وهذا ليس شانا داخليا للبلدان التي هي فيها بل لبلدان المنطقة صاحبة النفوذ المالي والسياسي. هل سيكون لمصر دور في اوراق ترامب المستقبلية بخصوص نظرته لما سيكون عليه الوضع السوري الذي يعتبر حساس جدا بما فيه من اختناقات وتقاطعات وهابية وسياسية واردوغانية والذين فشلوا فشلا ذريعا في حسم المعركة معهم بعدما ساندوا بكل ثقلهم كل التشكيلات الارهابية وتحت مختلف المسميات فكانت الكعب المعلى لايران وسوريا وروسيا وتشكيلات عراقية دافعت عن سوريا، هذه النتائج كيف يمكن احتوائها وتحجيم دور الاسد الذي فرض نفسه وهزا الرؤية الوهابية والاردوغانية لما ستكون عليه سوريا. نعم سيكون شغل السيسي الاول هو اقتصاد مصر على اقل تقدير تعتبر الزيارة فرصة سانحة لاحتواء احتقان الشارع المصري الذي بدا نوع ما تهتز ثقته بالرئيس السيسي بعد عدة اخفاقات اقتصادية واعمال ارهابية فلا الرجل عسكري واستطاع احتواء سيناء ولا هو اقتصادي واستطاع انعاش اقتصاد مصر، ولكن لنعود الى الوراء ونتذكر وعد السيسي بان على المصريين الصبر لمدة ستة اشهر وهاهي الستة اشهر شارفت على الانتهاء وهل هي صدفة ام مدروسة زيارة السيسي للسعودية بعد اتهاء الستة اشهر؟
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- الخمس والتقليد