حجم النص
وصف الأديب والمؤرخ العراقي الدكتور سلمان آل طعمة، سماحة المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، مؤلف وراعي دائرة المعارف الحسينية، بأنه عميق الثقافة وواسع الإطلاع وذو إصالة في الفكر، معتبرا الموسوعة الحسينية بأنها مشروع ضخم وكبير. جاء هذا في حفل التكريم الذي أقامه الشاعر والمؤرخ العراقي في مدينة كربلاء المقدسة الدكتور السيد سلمان هادي آل طعمة مساء الأربعاء الرابع من كانون الثاني يناير 2017م، وأحياه عدد من الأدباء والشعراء والخطباء بحضور عدد كبير من أعلام العراق من محققين وباحثين وأكاديميين وأدباء. وقال الدكتور آل طعمة في كلمة الترحيب: (ونحن إذ نحتفي بالضيف الكريم لا يسعنا إلا أن نثمّن جهوده الجبارة في خدمة التراث الاسلامي الخالد، وما موسوعة (دائرة المعارف الحسينية) إلا دليل واضح على عمق الثقافة وسعة الاطلاع وأصالة الفكر لدى المؤلف)، وأضاف قائلاً معرجا على الموسوعة الحسينية التي بلغ المطبوع منها (106) أجزاء من مجموع نحو 900 مجلد: (ومن هنا يتضح أن الموسوعة التي بلغت مائة مجلد ونيف تناولتها اقلام الكتاب في المجتمع العربي والاسلامي بالنقد والتعريف، وقد لاقت نجاحا كبيرا وإطرءاً من قبل الباحثين والمحققين، ولا غرابة إذا ما عرفنا أن الموسوعة لم تترك موضوعاً يتعلق بالإمام الحسين (ع) إلا وطرقته، فلابد لنا أن ندرس هذه الموضوعات العامة الجديرة بالاهتمام التي ضمّها هذا المشروع الضخم الكبير، فهو ينبوع لا ينضب يمثل المكانة السامية لكربلاء الحسين والمسيرة الحسينية والتراث الحسيني الخالد). العلامة الشيخ محمد علي داعي الحق القريشي، أستاذ الحوزة العلمية وعميد الخطاطين، وهو أستاذ المحقق الكرباسي أثناء الدراسة في "مدرسة بادكوبه" في فن الخط، قدّم آيات الثناء لتلميذه عبر قصيدة قافية من بحر الخفيف وأخرى مقصورة من بحر السريع، ومما أنشأ في الأولى وأنشد: إنَّ شخصًا كالشيخ صادق حقا... هو رمز العُلا وغوثُ الغريقِ هو نورٌ يشق كلَّ ظلامٍ... هو ذاك السَّنا ينيرُ طريقي أنا أرجو له دوامَ التَّجلِّي... في صباح له وعند الغَبوقِ هو فردٌ يفيض علمًا غزيرًا... وعطاءاته عطايا فريقِ ومما أنشأه في المقصورة وأنشد: ما أجمل الليلة هذا المسا... تجمعنا بنخبةِ الأصدقا فيها اجتمعنا نجتلى ما مضى... في دار سلمان عقدنا اللقا ثم يعرج على النهضة الحسينية ودور المحقق الكرباسي في توثيقها في موسوعته الفريدة: نهضته باتت تُنير العقولْ... وتلهمُ الأحرارَ روح الفدا والصادق استوحى طريق الكفاحْ... في كلِّ ما قدَّمه من عطا أسندَ موسوعته للحسين... فعاد منه بجزيل الحِبا من جانبه عدَّ الكاتب والأديب علي عبود أبو لحمة دائرة المعارف الحسينية بأنها: (أكبر موسوعة في العصر الحاضر، وقد أُلِّفت قبلها موسوعة بحار الأنوار للعلامة المجلسي "رحمه الله" لكنها لا ترقى الى حجم وتنوع هذه الموسوعة للشيخ المبدع الكرباسي "حفظه الله" والتي تقع في أكثر من تسعمائة جزء.. وتُعد هذه الموسوعة فريدة عصرها وزمانها). وعاد الأديب العلامة الشيخ داعي الحق القريشي بنونيته لينشد للمُكَرِّم والمُكَرَّم: في دار سلمان ما أبهى تواصلنا... نصوغُ منه حديث الحبِّ تلحينا لآل ياسين يبقى حُبنا أبدًا... وفي ضفافهم تحلو مراسينا ثم يعرج على الموسوعة الحسينية ومؤلفها، فينشد: موسوعة للحسين السبط ألّفها... الصادقُ الوعدُ بالإعجاز تأتينا ضمّت مباحثها ما لا سمعتُ به... ولا رأيت بما جادت عناوينا هي الوحيدة في علمٍ وفي أدب... هي الفريدة قد فاقت موازينا خيوطُ كرباسها خيطت بسُندسها... حرير استبرق بالفخر تكسونا في ختام حفل التكريم، تقدّم المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي بشكره لاستاذه العلامة الشيخ محمد علي داعي الحق القريشي، كما عبر عن امتنانه للأديب والمؤرخ الدكتور سلمان آل طعمة صاحب العشرات من المؤلفات الجليلة والدواوين الشعرية حيث وصفه بأن (مؤرخ كربلاء الذي لم ينقطع مداده عن الكتابة وجاهد كاتبا وناشرا حتى في الفترات العصيبة التي مرّت على العراق، واستمر مواظبًا على التأليف، وما زال قلمه يانعًا). وكان العلامة السيد كاظم النقيب قد ابتدأ حفل التكريم بمحاضرة قيمة أبان فيها دور أهل البيت في توعية المجمتع وارشاده والحفاظ على مقدساته. وعلى صعيد ذي صلة، أشاد عضو اتحاد أدباء العراق الشاعر رحيم الشاهر بالدور الكبير الذي يمارسه المحقق الكرباسي في توثيق وقائع النهضة الحسينية وما جرى فيها وحولها الى يومنا هذا، وعبّر الأديب الشاهر عن مشاعره وإحساسه تجاه الموسوعة الحسينية بقصيدة خاطب فيها مؤلفها القادم من لندن الى مسقط رأسه كربلاء المقدسة، بالقول: وأقمتَ في تلك البلاد كأنما... جبل العراق وأنت فيه محورُ مازلت تتلو من جراح طفوفنا... فهناك أنت مؤذنٌ ومكبرُ مازلت تكتتب القوافي شاعرًا... فجعلتها بدم الحسين تُفجّرُ قد شدت نبلا تفتديك شذوره... حين انبريت موثقا تتحبرُ أمحمدُ الشرق البهي بلوحها... وبغربها أنت الخطى والمشعرُ والمفيد ذكره أن المحقق الدكتور آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي خلال إقامته في العراق في الفترة من 21 ديسمبر كانون الأول 2016م الى 7 يناير كانون الثاني 2017م، زاره الكثير من أعلام العراق من محافظات مختلفة من علماء وخطباء وأدباء وشعراء وتربويين وأكاديميين، وفي جميع هذه اللقاءات كان يركز في أحاديثه على أهمية الاستفادة من نعمة الحرية التي وهبها الله للشعب العراقي بعد عام 2003م والتركيز على بيان الإيجابيات وازدهارها والعمل بإيجابية لتصحيح السلبيات وترشيدها.
أقرأ ايضاً
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم