تتصدر الإمارات قائمة الدول العربية التي ترتبط بمصاهرات بين أفراد من عائلتها الحاكمة وجوارها من الدول فقد تزوج مؤخرا الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، نجل ملك البحرين، والشيخة شيخة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ،فإضافة إلى مصاهرتها للبحرين، تمتد شبكة المصاهرات الإماراتية لتشمل كلاً من السعودية، والأردن، وقطر.
ففي عام 2004 أعلن الأردن عقد قران الأميرة هيا الحسين، الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني، وحاكم دبي، نائب رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وقد أشيع في حينه أن الأميرة هيا، التي تصغر الشيخ بأكثر من 25 عاماً، جمعتهما هواية ركوب الخيول. كذلك سبق للشيخ أحمد بن علي آل ثاني، حاكم قطر السابق، أن تزوج ريم بنت راشد بن سعيد آل مكتوم، وهي شقيقة الشيخ محمد بن راشد.
المصالح السياسية ومحاولة الاستيلاء على السلطة من أهم أسباب المصاهرات كذلك، فإن الأمير السعودي عبد العزيز بن سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، الملقب بالسامر، متزوج ابنة رئيس الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
أما الأردن، فإضافة إلى الأميرة هيا، يبرز زواج ابن عم الملك الأردني محمد من ابنة عم السلطان قابوس. كذلك تردد عن محاولة من الملك عبد الله الثاني الزواج بابنة الزعيم الليبي معمر القذافي، عائشة.
وفي السعودية، تتعدد المصاهرات مع الدول العربية، بما فيها الإمارات ولبنان، وسوريا. فالملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز ورفعت الأسد، عمّ الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، عديلان منذ الثمانينيات. إذ إن إحدى زوجات الملك عبد الله أخت زوجة رفعت الأسد.
كذلك فإن الأمير طلال بن عبد العزيز متزوج الأميرة منى رياض الصلح، ابنة الرئيس رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال.
ولآل الصلح مصاهرة تمتد إلى المغرب؛ فالأمير الراحل عبد الله (عم الملك الحالي محمد السادس) والأميرة لمياء الصلح تزوجا في 1961، بعدما تعارفا في باريس، حيث كانا يتابعان دراستهما.
ولا تقتصر المصاهرات بين الدول، بل إنها تتوزع داخل الدولة الواحدة على نحو استراتيجي، وتهدف إلى تعزيز حكم البعض، كما حصل في زواج الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي، وابنة محمد بن راشد آل مكتوم، الذي رأى فيه البعض تتويجاً للمصالحة بين العائلتين بعد بروز خلافات سياسية بينهما.
مما سبق، يتبين أن الحكام العرب باتوا من خلال شبكة المصاهرات المتكاملة مترابطين في ما بينهم. فعلى سبيل المثال، نجل ملك البحرين لن يكون فقط الصهر الجديد للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بل سيكون صهراً لزوج شقيقة ملك الأردن، وعديلاً للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وللشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة المتزوجين ببنات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كذلك فإن الأمير عبد العزيز بن سعود بات بدوره من أنسباء الملك الأردني والملك البحريني.
هكذاً إذا تتحكم هوايات الفروسية والشعر بزيجات العائلات الحاكمة في العالم العربي في الظاهر، بينما في الباطن تقودها مصالح وأطماع سياسية، يخشى أن تؤدي في المدى البعيد إلى بروز صراعات على السلطة.
وكالات
أقرأ ايضاً
- الإمارات تلغي رحلات العراق وإيران الجوية لغاية 16 من الشهر الجاري
- الأكبر في تاريخها.. الإمارات تشهد أمطاراً غير مسبوقة
- مياه الأمطار الغزيرة تغمر شوارع دبي في الإمارات وتربك حركة السير