- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مالذي غيّر التضامن العربي مع لبنان؟!
حجم النص
بقلم:تيسير سعيد الاسدي منذ ربع قرن كان العرب يعلنون تضامنهم الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه وتأكيد حق شعبه في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة.فمالذي تغيير اليوم؟!!! فعندما تنأى كل من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت بنفسها، عن قرار «التضامن مع لبنان» الذي كانت تقره كل الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية العرب منذ مطلع التسعينيات حتى السنة الماضية كما في كل عام فهذا يعني ان تلك العشائر والعوائل المنصبة على تلك البلدان اصبحت تمهد لحرب اسرائيلية على لبنان كما مهدت سابقا لاحتلال العراق ؟! من يعتقد ان الزعماء العرب ووزراء خارجيتهم سوف يشيرون باصبع الاتهام للجهات الدولية التي تسيطر على العالم والذين يبتكرون الصراعات في العراق والمنطقة من اجل تمشية مصالحهم القومية فهو واهم ؟! الزعماء العرب الذين اصبحوا اليوم كلاب حراسة للمشاريع الاسرائيلية تاجروا ويتاجرون بدماء الشعوب واشلائهم دائما وباتوا يفرحون بإطالة امد الصراعات في معظم مناطق الوطن العربي فهم اعتاشوا على اشلاء الضحايا منذ احتلال القدس عام 1948 ولغاية اليوم بحجج مختلفة،، فمن يعتقد ان هذه الذئاب الشرسة المتمثلة بالدول الكبرى وكلاب حراستها من الانظمة العربية ستعمل وتسعى على مساعدة الشعوب ومن ضمنها العراق وسوريا بالقضاء على الارهاب فهو مخطئ تماماً، لأن المصلحة تقتضي ان يبقى الصراع المذهبي على قدم وساق وان يبقى المسلم عبارة عن شقين (سني وشيعي) متصارعين لان بقاء السني سيرعب وجود الشيعي وبالعكس وهذا ما تطبل له بعض المدارس الدينية المستفيدة من هكذا صراعات ومن كلا الطرفين خدمة لؤلائك الذئاب الذين يرغبون بإطالة أمد الصراع، وليس إنهاؤه. فلا قيمة للدماء والضحايا في موازين تلك الذئاب الدولية وكلاب حراستها من الانظمة العربية، فهي مجرد وقود....؟!