- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لا إله إلا الله شعار أم عقيدة
حجم النص
بقلم:مرتضى آل مكي العقيدة هي أنك تعتقد بشيء تجعله نبراسا لحياتك وتصرفاتك، تسير عليه متحديا كل الصعاب والازمات، وتقدم نفسك قربانا في سبيل تلك العقيدة، التي إلتزمت ببنودها، بشرط أن تكون العقيدة صالحة لتحقق لك الاستمرار والخلود، أما إذا كانت طالحة فلاشك ستزول مع زوالك، أما الشعار هو أن تتخذ شعار لك سواء كنت صالحا أو طالحا، ورأينا كثير من الشعارات البراقة، التي استخدمها الخيرين والفاسقون. ((لا إله إلا الله))، جملة استعملت كثيرا ومن عهد الرسول (ص) الى يومنا، لكن أيهم استخدمها شعار وأيهما عقيدةً؟ والجملة أعلاه إنك أن تؤمن بأن الل... هو الخالق وهو إله الآلهة، وما إن أيقنت، إلا كان لزاما عليك الإيمان بما أنزلته السماء وأمرت به، لتجسد المعنى الحقيقي للإعتقاد بأنه هو رب الإله والرب. من الموجات التي عصفت بالدين الاسلامي الحنيف، هي إستغلال تلك الجملة في أغلب المواقف، فنجد القاتل والمقتول ينادي: ((لا إله إلا الله))، وهذا تأثير من المتدخلين بالإسلام والساعين للنيل منه, فتمكنوا من إجبار غير المسلمين على عدم التمييز، بين العقيدة والشعار، لكن سرعان ما تظهر الحقائق وينكشف زيف أصحاب الشعار. أصحاب الشعار هم أولائك الذين يسفكون الدماء ويزهقون الارواح، ونراهم ما إن إجتمعوا حتى فاحت من ثناياهم نتانة الخمر، وتجدهم إرتكبوا كل المحرمات التي نهت عنها السماء، وبهذا تخلفوا عن الإعتقاد بالعبارة التي جعلوها شعار لهم، موهمين العامة بأنها عقيدتهم. أصحاب العقيدة: الذين نذروا أرواحهم إبتغاء الدين، ونبذ كل التصرفات التي نهى عنها الخالق، إولائك الذين إستنزفوا دماءهم لإعلاء كلمة الحق، وقدموا أنفسهم في سبيل بارئهم ونشر مفاهيم دينه، إولائك الذين حرروا النساء والاطفال والشيوخ من وحشية أصحاب الشعار، وتفدوا الدين وساروا على عقيدتهم نحو السماء، ليحلقوا شهداء مضحين. ما أود قوله: لو قارنا بينهم وعلى مر الازمان، لوجدنا إن شيعة أهل البيت (ع)، هم أصحاب العقيدة وغيرهم أصحاب الشعار، وكفى.