حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي تردني الكثير من الرسائل، والاتصالات، والمسجات من بعض الأخوة المحبين، إضافة الى ما أسمعه كل يوم تقريباً من الناس الطيبين الذين أقابلهم في المحلات والأسواق والدوائر الحكومية، والمناسبات الإجتماعية، وجميعهم يبعث لمسامعي نفس الرجاء، وذات النغمة التي تسعى لتنبيهي، وإلفات نظري الى محاولات الأعداء الإرهابيين الرامية لإغتيال الأصوات الحرة، مثل (دير بالك على نفسك فالح، أو (شويه خفف من مقالاتك).. أو (على كيفك شويه يمعود)!! وجوابي دائماً: (أن الأعمار بيد الله.. وإن الروح بيد خالقها) إن مشكلة الـ (على كيفك فالح) تبرز كلما أستشهد صحفي، أو سياسي، أو نقابي بنيران داعش، أو بمفخخات مرتزقة السعودية. كما تبرز هذه الجملة، أو النغمة السرمدية كلما يأتي (الموسم الدامي) بأعناق الوطنيين الشرفاء، سواء أكانوا من قادة الفكر، أم من أبطال الإعلام، أم من زعماء النقابات الوطنية الشجاعة! حيث يأتي هذا الموسم في ظروف ومناسبات معينة يعرفها المرشحون للإستشهاد قبل غيرهم، وأمس حينما تعرض نقيب المحامين العراقيين الأخ والصديق العزيز محمد الفيصل لمحاولة إرهابية آثمة كاد يدفع فيها حياته، لولا رعاية الله، ولطف الأقدار، كان النداء نحوي يشتد بضرورة أخذ الحيطة والحذر، ويقيناً أن ذات النداء يلقى في مسامع الزميل الشجاع وجيه عباس، والزميل البطل ناهي مهدي، والزميل الباسل فلاح الفضلي، وغيرهم من الزملاء الفدائيين الآخرين.. خاصة وأن السبب الذي دفع المجرمين الداعشيين للتعرض الى نقيب المحامين متوفر في شخصي، وفي كل الزملاء الوطنيين الآخرين.. وأقصد به.. فموقف محمد الفيصل ونقابة المحامين الشجاعة المساند لبطولات الحشد الشعبي بالقول والفعل والنتائج، هو الذي أشعل نار الحقد في صدور الأعداء.. واليوم أجيب على نداءات الأهل، والأصدقاء، والأخوة الأعزاء بالقول: أشكركم أولاً.. وأقبل جبين كل واحد فيكم.. لكني اود أن أعلن لكم، ولكل من يتابعني بأني لن (أخفف) فانا صحفي عراقي، وليس بائع (لبن) كي أخفف من دسمه! ولن أتوقف عن الكتابة، لأن الكتابة بالنسبة لي ولعشرات الزملاء قضية، وموقف وطني وأخلاقي، وهي أيضاً مصيري وقدري الذي لامفر منه قطعاً، فالكتابة بنظري، ليست هواية مثل لعبة التنس، أوالبليارد، أو حتى كرة القدم، تعتزلها متى ماشئت، وتنقطع عنها متى ماتريد!! كما لم تكن يوماً لهواً، أو بطراً، أو باباً للوجاهة، أو الشهرة، أو الإرتزاق.. فالكتابة برأيي قدر حتمي لابد منه، وليس كما يريد أحد الأخوة في رسالته الحريصة لي، حيث يدعوني فيها الى التوقف بشكل مؤقت عن الكتابة حفاظاً على (سلامتي) من المارقين، والإرهابيين.. وللحق فأنا آخر من يفكر بالسلامة، أو بالخوف من المواجهة، وهنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل القضايا، والمواقف التي كنت أخرج فيها لساني للخطر ساخراً منه، وللموت مستهزئاً به. إذ كيف يخيفني مثل هؤلاء، وأنا معي وطن بحجم العراق، وشعب ببسالة الشعب العراقي. ومعي أهل وزملاء وأصدقاء ومحبون بشجاعة أهلي، وأحبتي الشجعان؟ والجميل أن العراق رغم جراحاته الندية والواسعة واقف كالنخلة على قدميه، لم يسقط، ولن يسقط قطعاً.. وأقسم، لو كانت هذه الضربات الكارثية قد وقعت على غير العراق لما بقي منه شيء يذكر، لكن عراقنا الصلب كالصخرة يعاند الزمن، ويواكح المآسي والصعاب، وينتصر عليها رغماً عن أنف الطبيعة، وغصباً عن خشم التاريخ.. أمس طالعت عدد نفوس العراق في آخر إعلانية، فوجدت عدد نفوسه ينمو ويزداد، رغم الهجرة، والقتل، والنزوح، فهو ينمو، ويزداد.. أيها الأحبة لا تحزنوا لهجرة صديق، أو سفر أخ لأرض بعيدة، فالعراقيون يعودون لديارهم مثل الطيور (الجلدة).. وثقوا بأن فرحي بنمو العراقيين كبير، وسعادتي واسعة بمزاج العراقيين الرائق رغم الدمار والتدمير، وأقصد بذلك المزاج (التخصيبي) المنتج، وليفعل القتلة ما يشتهون، فقد قالها شاعرنا الكبير كاظم اسماعيل الگاطع يوماً ما: (إحنه أشما نقصنه نزود)!! واليوم أعيدها لكل القتلة الأرهابيين، وأقول: أننا ماضون الى مستقبلنا الزاهي بقوة وأخلاص، ولن تثنينا عنه عمليات القتل والتفجير، لأننا بأختصار مثل فيض الفراتين الطاهرين (إحنه إشما نقصنه نزود)!!
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد