حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي بعدما أقدمت إدارة (عربسات) على حجب بث قناة الميادين، تستكمل اليوم - عبر وقف بث قناة المنار اللبنانية - حلقات مشروعها السعودي الطائفي، الساعي الى إسكات أصوات الحق الشريفة. تلك الأصوات القوية بالحق والعدل والوضوح، والساطعة بنور الحقيقة الوضاء، والتي تتعارض حتماً مع (باطل) منهج الوهابية التدميري المتخلف.. وأرى من وجهة نظري الشخصية، أن (للسعودية الوهابية) الحق في محاولاتها تكميم الأفواه الفاضحة للجماعات الإرهابية المسلحة، بعد أن تكشفت الأوراق، وسقطت الأقنعة، وعرف العالم كله أن السعودية وليس غيرها من تقف خلف هذه الجماعات التكفيرية، وتدعمها بقوة. وهذا يعني ضمناً أن قناتي المنار والميادين وغيرهما من القنوات الكاشفة لظلمة الفكر التفكيري الظلامي، قد نجحت في أسقاط أقنعة الزيف والكذب التي كانت تتقنع بها السعودية طيلة العقود الماضية بعد أن إتضح اليوم بقوة الحق، أن القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبقية الجوق التكفيري الإرهابي، هم صناعة وهابية، (وإنجاز) سعودي من المهد الى اللحد.. وكي نؤكد للقارئ الكريم مدى تلاحم المحور الوهابي السعودي مع المحور الصهيوني الإسرائيلي، ومدى إتفاقهما، وإصطفافهما، على طريق محاربة قوى الحرية، وإسكات أصوات الحق العالية، قاما معاً - اسرائيل والسعودية- بتوجيه ضربتين متفاوتتين لقناة المنار الباسلة، حيث قامت طائرات إسرائيل في الثاني عشر من تموز عام 2006 بقصف استوديوهات قناة المنار ببيروت، وقد خلف القصف ثلاثة جرحى بجروح خطيرة.. لكن المقاومة اللبنانية واصلت بث برامجها من أماكن لم يتم الإعلان عنها رغم القصف اليومي المتواصل آنذاك، وإن كانت البرامج مسجلة، ومتقطعة – لكن المهم أن القناة لم تتوقف.. بحيث أن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كان يخاطب المواطنين وقتها، ويزودهم بالأخبار يومياً عبرها.. فكان صوته يمثل الشحنة الأقوى في رفع معنويات الشعب اللبناني البطل، ما أغاظ الصهاينة، وأصابهم بالجنون، والهستيريا، بحيث لم تتحمل القيادة الإسرائيلية هذا الصوت الجسور، فدفعت بطائراتها بعد عشرة أيام من بدء معركتها مع المقاومة الى قصف محطات البث، ولكن هذه المرة لكل القنوات اللبنانية، وليس لقناة المنار فقط، حتى تتأكد من أنه لا قناة أخرى تقوم بتوصيل إشارة قناة المنار، ولكن (قمر عربسات) واصل بث المنار، كما ان القناة بقيت حاضرة في موقعها عبر الأنترنت. وللدلالة والتأكيد يمكن الإشارة الى أن إسرائيل لم تبطل طيلة السنوات الماضية فكرة القضاء على (المنار) وإسكاتها. فتارة تتحرك بشخصها المادي والمعنوي.. وتارة توكل الأمر لغيرها إذا ما وجدت أن (غيرها) حاضرٌ لأداء هذا الدور القذر. وها هي (غيرها) تقوم بالواجب (العار).. حيث تنهض السعودية اليوم نيابة عن اسرائيل، فتوعز لإدارة (عربسات) بحجب بث قناة المنار..!! لكن السؤال المهم، هو لماذا وافقت السعودية اليوم تحديداً على أداء هذا الدور(الصعب) وليس من قبل، وهي تعلم جيداً أن نجاحها يكاد يكون مستحيلاً، بل هي تعلم جيداً أن اسرائيل بكل قوتها وثقلها كانت قد سقطت فيه قبلها؟! ثم ماذا تنوي السعودية عبر حجبها لبث قناة المنار، وهي التي هزمت في سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين، خاصة وإن قرار شركة عربسات بوقف بث المنار هو قرار سعودي مكشوف ومفضوح، لا يمكن قطعاً (لغمطته)، أو التستر عليه.. فهو أولاً يمثل اعتداءً سافراً على الإعلام اللبناني، ومخالفة خطيرة لأبسط المواثيق، والأعراف، والقوانين الراعية للحريات الإعلامية في العالم، وهو أخيراً تدبير سياسي تعسفي مرفوض ومدان.. فكيف تجازف السعودية بفعل مثل هذا الفعل الخطأ.. ناهيك عن الأضرار الفادحة التي ستلحق بها جراء هذا العمل، وهي التي تعرف جيداً ان لها (مصالح إعلامية) كثيرة في بيروت، بحيث يمكن أن تعامل بالمثل.. لاسيما وأن لحزب الله نفوذاً محترماً ومهاباً بين الأوساط الحكومية والنيابية والشعبية في لبنان..؟ البعض يقول في مواقع التواصل الإجتماعي: أن قصف الطائرات الإسرائيلية لإستوديوهات قناة المنار قبل تسع سنوات، وقرار (عربسات) السعودي اليوم بحجب بث القناة، أمران صادران من عقلية مستفزة واحدة، ومنهجية مرتبكة واحدة، ومن رؤيا إرهابية واحدة أيضاً. ومثلما فشلت طائرات الصهيونية في إسكات صوت قناة المنار، فشلت (عربسات) السعودية اليوم أيضاً. وملخص الكلام: أن صوتاً فيه عطر ثورة الحسين لن يسكت أبدا
أقرأ ايضاً
- الحرب النوعية
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام