- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاستراتيجية الشيعية العالمية ( 1 من 10 )
حجم النص
بقلم:غالب الشابندر صار واضحا ان الحاجة الى استراتيجية شعية عالمية حاجة ضرورية تحول دون انهيار وتداعي الوجود الشيعي العالمي، بشريا، فكريا، ثقافيا، جغرافيا، هذه الاستراتيجية ليس مطلبا بحكم نزعة طائفية مقيتة والعياذ بالله، بل لان منطق السياسة الدولية والاقليمية للاسف الشديد راح يتشيد باحكام في هذه المنطقة وفق ابعاد طائفية لاغية للاخر بكل معنى الكلمة، وصار من حق كل طائفة او مذهب او دين تفكر بمثل هذا الموقف بالنسبة لدينها وتراثها واهلها، فالانطلاق هنا مما لا مفر منه، وبحكم الواقع المر، ولان المفروض بالشيعة فيما فكروا على هذا المستوى، ان يكون ذلك في نطاق سلامة المنطقة والاوطان والشعوب، وبات من شبه المؤكد ان اي طائفة او ملة تعاني من الفقر والجوع والحرمان والتكفير هي عالة على الوطن، واحد اسباب تدمير الامة والارض والتاريخ، ان المطلوب استراتيجية شيعية بناءة، تبدا من المصلحة العامة للاجتماع العربي والاسلامي وتنتهي به، لا استراتيجية انعزالية، خيالية، ربما تاتي على ضرر الشيعة في العالم اكثر مما تاتي على حمايتهم ونفعهم وصالحهم لقد اتاح القدر لشيعة العالم الفرص تلو الفرص لئن يكونوا قادة المنطقةبالقدوة والرمز والجذب والكسب، ولكن للاسف الشديد ان بعض التوجهات الخيالية سيطرت على التفكير الشيعي دينيا وثقافيا وسياسيا، فزجوا الشيعة في معركة قاسية مع العالم، كل العالم، واليوم لا يمكن لاي احد من هؤلاء ان ينكر بان شيعة العالم في فوهة المدفع، بل بكل صراحة هناك استغاثة حتى ممن خططوا هذا التصور وعملوا عليه من الخطر الجاثم على صدورهم ليس الشيعي كائنا فارقا، بل هو انسان كاي انسان، عقل ولحم وعظم وشحم، يريد العيش بسلام، ويريد للناس في كل انحاء العالم ان يعيشوا بسلام، والدين جاء لخدمة الانسان، وليس لتيسد دولة على دولة، ولا لتسيد ملة على ملة، ولا لتسيد مذهب على مذهب، والتشيع فيما كان جزءا من الشيعة كوجود بشري، وهو مما لامناص منه احد مدارس فهم الاسلام، وجوهره السلام والامان لكل البشر ان البداية تنطلق بلحاظ ما يعيشه الشيعة اليوم هو العودة الى العالم، سواء نحن فرضنا على انفسنا العزلة او فرضوها علينا لاي سبب من الاسباب، هناك محاولات دقيقة وواضحة لعزل الشيعة عن العالم، بل هناك ما يدل على ذلك، فإن النزعة الثورية تعزل، وليس تدمج، والبديل عن النزعة الثورية النزعة الانسانية الهادئة، النزعة الثورية عزلة الشيعة حتى عن الشعوب،وما يقال عن منطق الثورية العالمية مجرد لهو ومرض اليسارية الطفولية، هاي هي اندونيسيا تعلن عن تطوع مليون (مسلم) لمحاربة (الرافضة)، وها هي اخر فصائل او احزاب او جمعيات الاسلام السني المعتدل في لبنان تعلن انصمامها الى النصرة! انه منطق العالم المتوحش للاسف الشديد، والشيعة منذ ثورة ايران اعلنوا الثورة، الثورة العالمية، واغتروا بما يسمى حركات التحرر العالمية، وبعضهم ما زال يحلم بالثورة العالمية، ويحلم بتحرير فلسطين، ويحلم بالقضاء على الحكام الجائرين، وما شابه ذلك من خيالات امتزجت في خلقها الافكار غير المدروسة ونشوة انتصار الثورة الاسلامية في ايران وتراخي الوضع العالمي انذاك، وكان ما كان ان الكيانية الشيعية العالمية اصبحت ضرورة، ولكن ليس على اسس طائفية بل اسس انسانية، ليس على حساب الوطن، بل مندمجة بالوطن، وكم هو رائع ان اكون شيعيا ومن جهة كوني شعيا اكون وطنيا، بهذه الطريقة سوف نكون الق العالم ان مشروع هذه الكيانية يبدا من حقيقة مرة، اريد ان اقولها واتحمل مسؤوليتها، وانا اعرف انها مسؤولية خطيرة، انها تبدا من من ولاية الانسان على نفسه، ولا تقوم على اساس ولاية الفقيه، ان ولاية الفقيه مهما نجحت في ايران لا يمكن ان تنجح في العراق اولبنان ا و سوريا او البحرين، ثم ان ولاية الفقيه بصرف النظر عن مبانيها الفقهية تحتاج الى شخصية ذات مقاسات خاصة، وهو الامر الذي يجعلها مرهونة بالواقع الذي قد يكون وقد لا يكون، اننا نحتاج الى ستراتيجية شيعية عالمية يبنيها او يؤسس لها المدنيون من الشيعة،على ان لا تتعارض مع ركائز التوجه الاسلامي والعرفي العام، كيانية تعود بنا الى العالم لا تجعل منا غرباء في العالم، كيانية تحفظ حدود اوطاننا من الاهتراء والميوعة والارتخاء، لا تجعل من حدودنا منتهكة، كيانية مشاركة لا كيانية مناكفة،
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2