حجم النص
بقلم:نـــــــــــزار حيدر تغيير مسار الحديث، واحدة من أشهر الطّرق التي يلجأ اليها الانسان اذا أراد ان يتهرّب من موضوعٍ ما او لم يشأ الخوض في الحديث في أمرٍ ما، خاصّة اذا كان متّهماً او مشكوكٌ في أمره او اذا اشارت عيون الناس وأصابع الاتهام اليه في قضيّة من القضايا مورد الحديث!. ومن القصص الظّريفة والطريفة التي تُذكر بهذا الصّدد، ان أحدهم أراد ان يتهرّب من سؤالٍ محرجٍ طرحهُ عليه صديقهُ، ففكّر بأن يغيّر مسار الحديث فبادره بالسؤال؛ كيف هي صحّة الوالد؟ وفي الأثناء تذكّر أنّ (الوالد) ميّتٌ منذُ زمنٍ بعيد، فاستدرك قائلاً؛ أقصد هل لازال في نفسِ القبر؟!. هذه الطريقة يتداولها ويلجأ اليها اليوم (عَبَدَةُ العجْلِ) وجماعة (القائد الضّرورة) و (عَبَدَ الطّاغوت) بشكلٍ مُلفتٍ للنّظر، كلّما التفّ حبلٌ حول رقبتهِ وكان في دائرة الضوء!. فبينما يصرّ اليوم الشّارع العراقي الغاضب، ومعه الخطاب المرجعي الصّريح والواضح، على وجوب الذّهاب بالحرب على الفساد الى النّهاية قبل النّدم [ولاتَ حينَ مندمِ] تراهم يبذلون كلّ جهودهم (الجبّارة) وبهلوانيّاتهم وعنتريّاتهم لتغيير مسار الخطاب وبأيّ ثمن، من خلال استنفار كلّ شياطينهم لتحقيق ذلك، تارةً باختلاق موضوعات معينة لا تنمّ عن الواقع ولا تتعلق به في شيء واُخرى بالتّهم والافتراءات وثالثة بإثارة مواضيع عتيقة جداً أكل عليها الدّهر وشرِب ورابعة بذريعة المصلحة العامة والاهم والمهم والمصالح والمفاسد وغيرها من المصطلحات التي يتلاعب بألفاظها المتمنطِقون والسفسطائيّون، كما كان يفعل (الشّيوعيون) أيّام زمان عندما كانوا يشغلون الشارع بأسئلة (الحاديّةٍ) تافهةً الغرض منها تغيير مسار الحديث!. ان المسؤولية الوطنية تحتّم علينا اليوم ان نلتزم بالخطاب المرجعي بحذافيرهِ، ونتّخذ من اتّجاهاتهِ المحدّدة والواضحة بوصلة لا نحيد عنها، فلا ننشغل بالقيل والقال الذي يثيره (عَبدَة العجل) لتغيير مسار الخطاب ولا ننجرّ لمهاتراتهم ولا نستسلم لاثاراتهم ولا ننشغل بتوافههم المصطنعة، فذلك كلّهُ الغرض منه إشغالنا وإلهاءنا عن المعركتين المصيريّتين والحقيقيّتين الّلتين يخوضهما العراقيون والتي يوجّه الخطاب المرجعي الاسبوعي الأنظار إليهما بلا كللٍ او مللٍ، وبتفاصيل دقيقةٍ وخطةِ عملٍ منهجيّة تنمّ عن متابعةٍ ومراقبةٍ ودراسةٍ متأنّيةٍ ورؤيةٍ واضحةٍ آخذةً بنظر الاعتبار كلّ المخاطر التي تحدق اليوم بالعراق. علينا جميعاً ان نتجاهل أيّ شَيْءٍ يبتعدُ بِنَا عن الخطاب المرجعي وجوهره وحيثيّاته ومقاصدَهِ، فكلّ شيء سواهُ ملهاةٌ لا طائل من ورائها. واجبنا الوطني هو التمسّك بالخطاب المرجعي المدعوم بالشّارع الغاضب، ونلتزم بتفاصيل الاولويّات التي يصفّها بحكمةٍ، وان من الجريمة بمكانٍ اذا غفلنا او تغافلنا عنه فهو حاجة السّاحة والسّاعة، خاصة بعد الخطاب المرجعي الأخير الذي عضده حديث السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، والذي بدا، هذه المرّة، اكثر وضوحاً وشجاعةً عندما تطرّق فيه الى ما أسماه بعطايا (القائد الضّرورة) التي أنتجت الأزمة الاقتصادية الحالية، الخطيرة والمعقدة، وكأنهُ يشير الى ان الوقت قد حان ليرى العراقيّون (عجلاً سميناً) واحداً على الأقل خلف القضبان، ليكشف للرّاي العام عن خارطة حركة الأموال الضخمة التي نُهبت من خزينة الدولة طوال السنين الماضية وبطرقٍ شتّى اشار اليها الخطاب المرجعي الجمعة قبل الماضية. نَحْنُ، إذن، أمامَ (عِجْلٍ حَنيذٍ) اليوم! أليس كذلك؟!. E-mail: nhaidar@hotmail. com