- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يتباكون على وطنهم بدموع التماسيح
حجم النص
بقلم: أنور السلامي غبار الوضع السياسي في العراق, بدء ينجلي واصبحنا نعرف إجابات لما سيحدث غدا, وانتهت أمالنا عند الحدث الراهن, وهو جزءا من الماضي, الذي يعيد نفسه وما فعلت هند بنت عتبة بعد مقتل حمزة عم النبي عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات, من بقر بطنه وتمزيقه وقطع أذنيه وانفه وشربت دمه ولاكت كبدة, فما اشبه الأمس باليوم يا داعش أحفاد هند بنت عتبة. إننا تركنا الماضي الثقيل, خلف ظهورنا ونغلق بوابة التاريخ ونتكلم بلغة التفاؤل. للعراق قلب واحد, ينبض به أبناء شعبة بكل أطيافه الملونة, فنزل عبرَ وريده سم الأفاعي الزاحف لنا من دول الجوار, والساسة الذين كنا نعتقد أنهم المضاد الحيوي لهذا السم! لقد خدعنَا أنفسنا بالحديث عن التفاؤل, فبين الملابس الجميلة لساسة العراق اليوم, توجد أفاعي تدس السم بالوريد العراقي ويسحبون العراق الى الخلف ببطء, لقد وقفوا في منطقة اللاعودة بعد بضع سنوات, عند زمن كانوا هم حكامة. اليوم تتساقط أحجار الدولة التي يسكنونها فوق رؤوسهم وهم فرحون, كراهية بإخوانهم من المكونات الأخرى, لهذا الوطن حيث لم يستوعبوا التغيير, الذي حصل بعد انهيار الصنم عام 2003. رفضوا التحرك نحو المستقبل, وبقوا بأحلام زمن يتمنونه كانت هي المنعطف الذي آذن بزوال الدولة وهدمها, بعد هدم بعض أركان الدولة التي كانوا جزءا منها, أصبحوا بعيدين كل البعد عن بناء عراق جديد, على الأسس والتفاهمات الجديدة. بما أنها لا تنسجم مع ما كانوا عليه سابقا, حيث كان تعاملهم مع المكونات الأخرى كالعبيد, لأنهم يعتبرون الشعب أداة بأيديهم وليس العكس. إذا الدولة الجديدة تصطدم على الدوام بهؤلاء الساسة, الذين لا زالوا يحلمون بالرجوع الى الفلسفة السابقة, التي تَهواها قلوبهم, ليس للإصلاح بل لانهم فطموا على ذلك. بعد أن دسوا السم له , في الموصل وتكريت والرمادي, إن ساسة اليوم يتباكون على وطنهم بدموع التماسيح.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد