- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تهريج إعلامي وأخطر الأزمات ....!
حجم النص
بقلم:فلاح المشعل. تأخير دخول مدينة تكريت المحاصرة، استدعى تأويلات وتلفيقات وتهريج إعلامي واسع النطاق، بعضهم تحدث عن اعتراض أمريكي، والآخر ذهب بخياله بعيدا ً في الحديث عن وجود رغد بنت صدام وعزة الدوري ضمن المحاصرين، وهناك من يقول عن عرض دولة قطر لدفع خمسين مليار دولار لفك الحصار عن تكريت وتهريب المحاصرين....!؟ إعلامنا هو الآخر يسقط في مستنقع التهريج والتسخيف والمجانية، ويبتعد عن اليقين والتحليل والمنطق العسكري، وسياقات معركة تتحرك في صفحات مدروسة عسكريا الى جانب البرنامج السياسي الذي يشكل غطاء ً لتلك الإنجازات العسكرية ومراحلها. الإعلام المهووس بالعقد العدائية الشخصية والطائفية المتعصبة،عادة مايبتعد عن تصويب الأهداف والبحث عن الحقائق، ليحل بدلا ً عنها رغبات تطوف في فضاء الرغبات الذاتية العقيمة، وبهذا فانه ينتهي الى الإضرار بمصالح الوطن والحقائق الجلية على الأرض، ويقدم خدمة للآخر، ومن هنا فأن الحديث عن وجود "رغد والدوري " في تكريت،وكونهما السبب في تعطيل دخول المدينة، يمنحهم بطولة دون كلف معنوية او مادية فعلية..!؟ معركة تكريت والإنتصارات الساحقة التي تحققت بسرعة اذهلت الجميع، خصوصا ً ان المعركة جرت دون تدخل امريكا زعيمة التحالف، من جهة، ووجود ايران على خط المعركة ومشاركتها الفعلية عبر الخبراء والسلاح والإدارة، دفع بالموضوع الى مدارات سياسية وإثارات دولية تستدعي وضع معالجات وتدابير وتطمينات تتعلق بموضوعة الحشد الشعبي، ومستوى المشاركات الدولية لكل من ايران ودول التحالف، والتحسس الذي انتاب دول الجوار الإقليمي، وأمور اخرى داخلية وخارجية تستدعي معالجة وافية وتعهدات تبعد الشكوك والتصورات عن مستقبل الوضع بالعراق. ان موضوع البدر الشيعي الذي صار يتردد في وسائل الإعلام الغربية، وبتركيز غير مسبوق، دعى الى إستنفار إقليمي، وحفز الولايات المتحدة الأمريكية الى إظهار مواقف اكثر وضوحا ً في تحديد الأدوار والعلاقة مما يحدث في العراق، خصوصا في موضوعة الحشد الشعبي وما أثار من مخاوف في الداخل والخارج العراقي،ومن هنا يقول ديفيد بترايوس ؛ " وجود الحشد الشعبي أكثر خطورة علينا من داعش "..!؟ الصوت الإعلامي العراقي، مشكلة تتكرر مع كل أزمة سياسية أو عسكرية تعيشها البلاد منذ اثنى عشر عاما، والسبب هو انعدام الشفافية وتعقد المشهد السياسي، وتعدد مصادر التصريح والحديث، دون وجود رأي مسؤول يحدد لنا تفاصيل الموقف سواء كان عسكريا ً ام سياسيا ً...! ذلك أحد الأسباب التي تجعل الأزمات تاخذ مداها الوهمي في خيال الجمهور العام، وتفتح الفضاء لرغبات البعض في التصريحات والهوائية واختراع قصص وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان. [email protected]
أقرأ ايضاً
- في العراق.. تتعدد الأزمات والمأزق واحد
- توجسات إعلامية ومنبجسات الاعلاميين
- التخصيب الإعلامي وولادات الثقافة القيصرية