حجم النص
بقلم: أمل الياسري الألف ميل تبدأ بخطوة، هكذا تعلمنا منهم، حين جعلوا القلوب مفتاح العقول، وحكاية المجد تبدأ معهم من المستحيل، لهذه الفئة العملاقة، بصبرها وتحديها للإعاقة، التي إمتحن الخالق بعض خلقه بها، لأنها تشغل حيزاً واسعاً، في مجتمع أتعبته الحروب فخلفت جيلاً معاقاً بعمر الورد. إختفى الحاجز بين الإنسان والشيء الذي تنحني له الجباه، لأنهم لم يهتموا لوجوده، وأمام ما يحدث من فجوات في الزمن، فقد بات هؤلاء المحترفون في عيشهم، حكايات خالدة جاهزة، لنقصها على مسامع الأجيال. وسط معاناة كبيرة، وظروف صعبة للغاية، دأبت الإعاقة على مطاردة التأريخ، الذي يكتبه ذوو الإحتياجات الخاصة، لأنها تريد أن تسرق منهم، أي شيء يثبت عراقتهم وعراقيتهم في مواجهة الحياة، لكنهم تحت عبارات التحدي والتصدي، نهضوا بتراث أخضر، من بين الأدغال بسر بسيط نظيف طاهر، بعدما إجتمعت الإعاقة في أجسادهم، فتحدوا الدنيا بصبرهم، وإرادتهم التي ابهروا بها العالم فأنهم أصحاب الحق الحصري في الحياة، فنراهم يكملون الطريق، مهما كان الأمل ضعيفاً، ليس لشرف المحاولة فقط، بل لثقتهم أنهم أبناء وطن عظيم، يستحق المزيد. لابد أن يكون لنا موقف تجاه هذه الفئة، ومدى شعورنا بهذه الشريحة، وقد أخذ منها الألم والأسى ما أخذ، ونطالب بتأهيلهم، كأفراد في المجتمع، وعدم النظر اليهم، وكأنهم طاقات معطلة، وحقوق مؤجلة، بل ينبغي السعي نحوهم، وإعتبارهم المعيار الأساس، في حضارة الشعوب، فسيبقى تحضرنا منقوصاً، ما دامت هذه الشريحة من مجتمعنا، لم تأخذ الاهتمام الكافي والحقيقي منا، فدولة الرعاية تعني بالطبقات الفقيرة، ورفع مستواها على كافة الأصعدة. رجال ونساء، جعلوا من (لن) منجلاً للرفض، وإقتلعوا الأعشاب الضارة، فصنعوا ثقباً في جدار الزمن، وخرجوا من ظلمة الإعاقة والخوف، يحملون ثقافة الحياة، غرسها حب الوطن والحياة. نحن موجودون، ومازال العطاء فينا، هكذا كتبوها بأحرف من نور، فدونوا تأريخاً لا يسكن القبور، حيث النوم العميق، بل سطروا ملاحم الإبداع والصمود، في عراق يتنزه فيه الشر، ويسخر منا ويدمرنا بلا رأفة، لذا لم يترك هؤلاء الأبطال صفحة، إلا وقد أمسى عنوانها ذوي الإحتياجات الخاصة رغم أنهم فئة مهمشة من قبل الساسة المعاقين!.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء