حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الطالقاني تعتبر السياحة الداخلية إحدى السياحات المهمة والفاعلة والتي تسهم بشكل مباشر بالحفاظ على العملات الصعبة داخل البلاد، إضافة إلى تنمية المقاصد السياحية وديمومتها.. وفي هذه السياحة عدة مميزات منها: أنها واطئة الكلفة نسبة إلى الرحلات السياحية الخارجية.. وقرب المسافات بين المقاصد السياحية.. وسهولة الوصول إليها , وكذلك إنعدام الإجراءات التي قد تصبح عائقاً أمام بعض الرحلات السياحية مثل استحصال (الفيزا).. واستخدام اللغة وغيرها. والسياحة كما هو معروف إذا ما تحركت عجلتها فإنها تحرك عجلات لكثير من القطاعات منها "القطاع الفندقي" وقطاع المطاعم السياحية وقطاع النقل إضافة إلى التسوق.. وأحياناً العلاج. وفي العراق كثير من المرافق السياحية، سواء في شماله أم وسطه وجنوبه.. فإذا توفرت السياحة الترفيهية والطبيعية والعلاجية في شمال العراق، فإن السياحة الدينية تركزت في محافظاته الوسطى، خاصة بغداد وكربلاء والنجف وغيرها من المحافظات التي تضم أضرحة ومقامات مقدسة كبابل وواسط.. وتلعب الشركات السياحية دوراً كبيراً في تنمية السياحة الداخلية من خلال وضع برامج مناسبة سواء في المواسم السياحية، أم على مدى العام، وذلك بأسعار تنافسية تساعد العائلة العراقية الإفادة من هذه البرامج، كونها توفر النقل والسكن وهما أهم عنصرين يسهلان الإقبال والاشتراك بالبرامج. وهذه الشركات بما تمتلكه من خبرات لها الفضل في تنشيط الحركة السياحية الداخلية.. وسيكون لها دور أكبر في تنمية السياحة الوطنية من خلال تنويع برامجها ومقاصدها. فإذا نجحت هذه الشركات في ترويج رحلات سياحية لمجموعات كبيرة إلى شمال العراق، فإنها مدعوة الآن إلى وضع برامج قصيرة الأمد، واطئة الكلفة، إلى محافظات كربلاء والنجف وميسان وذي قار والبصرة وبابل، حيث أن مثل هذه الرحلات لا تحتاج سوى يومين ويمكن أن تكون خلال العطلة الاسبوعية (الجمعة والسبت) أي المبيت ليلة واحدة فقط، وبكلف معقولة لا تثقل كاهل العائلة العراقية.. إن تنشيط السياحة إلى هذه المحافظات سيوفر جملة أمور منها تفعيل المقاصد السياحية فيها.. وتوفير فرص عمل لكثير من الشباب العراقي المحتاج إلى عمل.. اضافة الى ديمومة عمل الشركات وعدم اقتصار عملها على موسم واحد أو موسمين، فضلا عن الدور الوطني الذي تلعبه هذه الشركات في تنمية السياحة الوطنية، حيث أن الزيارات المستمرة إلى أي مقصد سياحي سيطور ذلك المقصد، وينشط الحركة الاقتصادية في المحافظة الموجود فيها.. اضافة الى تشجيع الاستثمار في قطاع الفنادق.. بقي أن نقول أن على وزارة السياحة والآثار أن تسهم في دعوة الشركات إلى تفعيل مثل هذه البرامج.. كما أن على المكتب الوطني في الوزارة تفعيل السياحة الداخلية لأنها اللبنة الأولى في تنشيط المقاصد السياحية وتهيئتها لتكون مقاصد للوافدة الأجنبية وهو هدف استراتيجي يجب أن تعمل عليه الوزارة كونها المعنية بالأمر.
أقرأ ايضاً
- السياحة الدينية .. الحاضر الغائب
- مدينة الموصل وصوم كروبات السياحة
- السياحة ..القطاع الاستراتيجي المهمل