- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دور الصحافة للتبليغ والاعلام في بناء المجتمع
حجم النص
بقلم صادق غانم الاسدي الصحافة مرآة الامة وحلقة الوصل المستمرة بين مطالب الشعب المغيبة ولها أهدافها الىسامية والخالدة وتحتل مكانة في الافق على ان مسؤوليتها شرعية اكثر مماهي وطنية ,وحجم التحدي فيها كبيرة ولاتتوقف عند حد معين ,واذا تخلت عن تلك الاهداف والمسؤوليات فهي اشبه بالطبيب الذي يترك المرضى دون علاج فيصاب المجتمع بعاهات وتنتشر الامراض الفتاكة ويحل الدمار بسرعة بين افراد الشعب ,ولها دور كبيرا في بناء ثقافة المجتمع وان تؤدي ذلك الدور بأمانة وشجاعة وصدق لايساوم عليه اي شيء يقول السيد علي الخامنئي دام ظله (سبب التأثير العميق الذي تتركه الصحافة على الاذهان وبالتالي على سلوك واخلاق شرائح كبيرة من ابناء المجتمع , فلا يمكن اعتبار الصحافة مجرد حرفة الغاية منها الحصول على لقمة العيش فقط),علاوة على انها نورا يرشد الفرد ويحسن اداءه وسلوكه وصولا لطرق الأمان ويقيه الضرر المفاجىء ويحصنه من الوقوع بكوارث المجتمع , لو استطرقنا الماضي لوجدنا ان كل كتاب النهضة وظهور الجمعيات العلمية والادبية اثناء الاحتلال العثماني للعراق وبروز حالة الوعي وتعبئة الجماهير ضد اي استعمار جاء بفضل ما لعبته الصحافة في كشف الحقائق , كون مؤسسي تلك الجمعيات والنوادي الأدبية كانت بدايتهم مع الصحافة على اعتبار الصحافة الطريق الاول والاكبر في انتشار المعرفة , مع العلم ان الصحافة والاعلام موجودة حتى في العصور الاولى قبل الاسلام وبعده , وعرف ذلك من خلال الخطابة والاشعار والرسائل والتي كانت مؤثرة جدا في طبيعة الناس وتحريك غرائزهم , واليوم عرف عنها بانها علما يتطور وله تأثيرا كبيرا في حركة الشعوب وتغير واقعها الجذري دون استخدام الآلة الحربية والمدافع في دك اسوار الحكام , وللصحافة ثلاثة اهداف رئيسية: الاول:هي توعية ابناء المجتمع من خلال كشف الحقائق ونقل الاخبار والتقارير لزيادة ثقافات الفرد كما يجب ان تنبه المجتمع من الوقوع بالدعايات وتحذرهم من جميع المخاطر كما لايقتصر دور التوعية فقط في الجانب الثقافي بل يتعدى ذلك الى الجانب العلمي والصحي وأن تساهم في كشف مفاصل الفساد وتوقف تمدده من خلال اساليب حضارية لاتعمم ذلك على الجميع وان لاتعطي صورة اليأس والخلاص من الحياة , وفي الوقت الذي تعرج على الجوانب الايجابية لتشجيع السكان للخوض والمساهمة في البناء والرقي وان تراعي النزاهة والشفافية , وتشد من اواصر المجتمع وتعمل على زرع روح القيم الاصيلة والوطنية لدى المواطن بالكلمة الصادقة والمؤثرة فهي مسؤولية تحتاج الى صبر وديمومة من اجل الحصول على النتائج المرضية , والهدف الثاني هوالارتقاء المستمر بثقافات المجتمع: كما يتضح على ان لاتبقى مسؤولية الصحافة هي فقط نقل المعلومة والخبر بل تحتاج الى تجديد المعلومة ومواكبة كل شيء جديد من العلم ,ونقله مباشرة وعلى ان تكون مستمرة دون فاصلة , فالمسوؤلية هنا اشبه بالصف الدراسي الذي يتعلم فيه الطالب جميع العلوم ليحصل كل يوم على معلومة جديدة ومختلفة ولايقتصر على اختصاص ثابت ومعين , ويساعد ذلك على نشر الوعي الفكري ونفاذ البصيرة لدى المواطن ويتخلص من الاخبار القديمة والمعلومة التي تعاد عليه , فكل شيء قابل للتطور يتم فيه الارتقاء بعقول الناس ويرفع من كفائة التفكير والتخطيط ,وسنحصل على افراد يكون فيما بينهم تنافسا فكريا وتتسع مساحات الثقافة وتتقلص فجوة الفساد والاجرام , فالشعوب المثقفة والتي يرتقي بها مستوى التفكير العقلي الى الانفتاح والمتابعة والاطلاع المستمر ربما ستقل كثيرا فيها مستوى الجريمة والمشاكل الاجتماعية , اما الهدف الثالث فهو تسيس الجماهير من خلال الصحافة: كلما كان مستوى الجماهير يعرف ويفهم السياسة وله اعين وافكار بمعرفة الواقع اليومي لبلده وتكون متابعاته بنظرة حيوية واسعة لاتقتصر على مفهوم الازمات بل عليه ان يمتلك الرؤية الثاقبة والتحليل السياسي لمعرفة مايجري في اوساط المجتمع والعلاقة بين الحكومة والشعب بالتأكيد هنا سيتحصن الوطن من الاخطار الخارجية وتقل فيه السيطرة الاستعمارية وانهيار المال العام وسيسقط فيه الادعياء واصحاب المصالح فالثقافة هي سلاح مميت للمفسدين والمتخلفين ,فهنالك بلدان لم يدم الاستعمار فيها الا اياما وخرج بفضل ما تمتلكه الشعوب من رؤيا واضحة بمعالم السياسة مقرونة ببصيرة وثقافة واراء وافكار متعددة , لهذا انتهجت في بعض الدول الاوربية وخاصة بريطانيا على ان الثقافة هي المطالعة المتنوعة في كل الابواب وكثيرا من المحاورة والنقاش وصولا الى نقطة الاختلاف والتقارب معا. [email protected]
أقرأ ايضاً
- دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التحقيق الجزائي
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني