- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وسائل الإعلام وخطاب المرجعية العليا
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ من سمات خطاب المرجعية الرشيدة انه يتصف بالصراحة والوضوح وعدم وجود فرصة معينة للتأويل او تفسير خطابها تفسيرا منحرفا عن المعاني والأفكار والأهداف التي تتوخاها المرجعية في خطابها لاسيما في خُطب الجُمعة التي يتطرق فيها ممثلا المرجعية العليا سماحة السيد الصافي وسماحة الشيخ الكربلائي..يتطرقان فيها الى جملة من الأمور التي تخص الشأن العراقي ومن جوانبه كافة خاصة تلك التي تمس حياة المواطنين ومعيشتهم وأمنهم ومصير الدولة العراقية بما يعبر تعبيرا تاما عن وجهة نظر المرجعية في قضايا الشارع العراقي تناولا وتحليلا وتقديم النصيحة وإعطاء الحلول ان استدعت الحاجة و بما يعكس هموم المواطن العراقي ومشاكله وبالوقوف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين والتعامل مع حيثيات الشأن العراقي تعاملا أبويا إرشاديا محضا وبحيادية وموضوعية تامة دون الانزلاق في متاهات وتعرجات السياسة او التورط في المناكفات السياسية التي يعج بها المشهد السياسي العراقي... إلا ان بعض وسائل الإعلام (بكافة أنواعها لاسيما المرئية منها) لم تكن موفقة في التعاطي الصحيح والمهني مع طرح المرجعية ولم تكن منصفة في تناولها لخطاب المرجعية الذي كما قلنا هو خطاب يتسم بالوضوح والصراحة وعدم المجاملة فهو خطاب يخاطب الجميع ومن زاوية واحدة لالبس فيها او مجال للتفسير الخاطئ او الاستعارات او المجازات او التوريات او الكنايات فهو خطاب يضع النقاط على الحروف وان حدث ان فُسر تفسيرا خاطئا او مغلوطا او مغايرا للواقع فالمشكلة لاتكمن في هذا الخطاب بل في الأجندات الإعلامية المريبة لهذه الوسائل وبما يناسب توجهاتها الحزبية او الكتلوية او المناطقية اوالمذهبية او الطائفية وحتى الشخصية والكثير من هذه الوسائل هي عبارة عن ذيول لأجندات خارجية (دولية او اقليمية) تمول وتوجه هذه الوسائل بما ترتئيه من أهداف هي غالبا ماتسيء الى الشعب العراقي والى العملية السياسية القائمة فيه والى التجربة الديمقراطية التي تأسست بعد التغيير النيساني 2003... إن رجل الشارع العراقي لم يعد تنطلي عليه الأجندات المشبوهة لبعض وسائل الإعلام التي تتعاطى مع خطاب المرجعية بانتقائية فجة وتجيير مفتعل لمقاصد خطاب المرجعية فهي تارة تقتبس ـ أي وسائل الإعلام ـ مايناسب توجهها وسياساتها المغرضة والكيدية وتحرِّف ماتقتبسه عن مساره الصحيح وإيهام الرأي العام بان خطاب المرجعية جاء على هذا النحو او ذاك وتارة تبث أخبارا مفبركة عن المرجعية متجردة عن كل ما يتعلق بأخلاقية مهنة الصحافة والإعلام وفي المقابل توجد وسائل إعلامية منصفة تتخذ أسلوبا مغايرا من الممكن ان نسميه أسلوبا يتوخى المصلحة الوطنية بالتعامل مع خطاب المرجعية على كونه خطابا يمثل ضمير الشعب والشعور بالمسؤولية التاريخية والانتماء الوطني الأصيل فضلا عن دور المرجعية في الحفاظ على مقومات الدين والمذهب وتجسيد الوحدة الوطنية تجسيدا حقيقيا بخطاب واعٍ ومتزن انطلاقا من دورها الأبوي الراعي لجميع ألوان الطيف العراقي. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- وسائل تضليل الرأي العام
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات