- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خرافة المحافظات الست المنتفضة ودلالاتها التوسعية والعنصرية
حجم النص
بقلم:عبدالغني علي يحيى اخطانا اكثر من مرة، مصطلح (المحافظات الست المنتفضة) وهي(بغداد والأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى) حسب زعم النخب السنية المعارضة لبغداد وغير المعارضة لها ايضاً. وبالرغم من سقوط الاجزاء السنية كافة في تلك المحافظا في قبضة داعش، وقيام البيشمركة بحماية وتحرير المناطق الكردية المستقطعة من كردستان على اثر سقوط الموصل في 10-6-2014 بيد داعش ويبدو ان بعضاً من الساسة السنة انتبهوا لهذه الحقيقة وعقدوا مؤتمراً لهم باربيل ضم (4) محافظات فقط، وعلى الأرجح انهم شطبوا كلاً من بغداد الشيعية وكركوك الكردستانية من المصطلح المذكور، إلا ان بعضاً من القادة السنة وفي مؤتمر لهم باربيل أيضاً عادوا ليعزفوا على وتر المحافظات الست المنتفضة هنا نتسائل هل ان(المحافظات السنية المنتفضة) منتفظة على الحكومة العراقية ام انها محتلة من قبل داعش؟ وهل ظلت ساحات الاعتصامات والقاء الخطب الحماسية لتحريض الناس على الحكومة العراقية على حالها ام انها صارت اثراً بعد عين انجاز القول؟ علما ان بعضاً من الاعتصامات سيما في الموصل وكركوك سبق وان اختفت منذ شهور وقبل احتلال داعش للمناطق السنية. ثم ايهما اخطر على العرب السنة احتلال داعش الارهابي المجرم المدان عالميا لمدنهم واراضهم ام الحكومة العراقية؟ وحتى القول المحافظات الـ 4 سنية غير دقيق ففي نينوى مثلاً ثمة 16 وحدة ادارية كردستانية تكاد تكون شبه مستقلة عن الحكومة المحلية في نينوى ، وان مساحة جد ضيقة تعد عربية مثل قضاءي الحضر والبعاج واجزاء من قضاء الموصل، اما الاقضية: سنجار والشيخان ومخمور وتلكيف والحمدانية وتلعفر، فهي كردستانية، وكان حرياً بممثلي الكردستانيين في مجلس محافظة نينوى رفض اعتبار نينوى من المحافظات الست السنية المنتفضة وكان على مجلس محافظة كركوك أيضاً الذي يشغل الكرد فيه ثلثي مقاعده رفض درج كركوك ضمن المحافظات الست، والقول نفسه ينسحب على الكرد من اعضاء مجلس محافظتي صلاح الدين وديالى. فالاجزاء الكردية وكذلك التركمانية ليست ارضاً سنية في هاتين المحافظتين. ان نزعة التوسع السنية في الاستيلاء على كل المحافظات الست المذكورة هي على حساب الكرد والشيعة والتركمان وهي نزعة متأصلة في النخب السنية المتنفيذة وترجع لعقود وهذه النزعة دفعت بالنظام السابق ونظم سبقته الى احتلال اجزاء من ايران 1980-1988 والى احتلال الكويت 1990-1991 ولو كان النجاح يحالف النظام البعثي السابق في ظم الكويت الى العراق لكان ذلك يزين لحكام بغداد مهاجمة الدول العربية الخليجية مثل الامارات والسعودية وضمها الى العراق دع جانباً احتلال اجزاء واسعة من كردستان من قبل الحكومات العراقية السنية والذي اتخذ شكل التعريب وبناء مستوطنات عربية على الاراضي الكردية في محافظات نينوى وكركوك وديالى وصلاحدين. في الماضي البعيد، نادى الكرد بان الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية وان القسم العربي من العراق جزء من الوطن العربي، عليه فان على الكرد اعتبار الاجزاء العربية السنية من المحافظات تلك جزءاً من المثلث السني وليس كل الاجزاء منها، وواضح ان الزعم المحافظات الـ6...الخ يلغي الاجزاء الكردستانية وهي الأوسع سيما بالنسبة لنينوى و كركوك. وبخصوص بغداد فلا ننسئ ان الوقائع اثبتت ضآلة حجم السنة مقارنة بحجم الشيعة فيها دع جانباً الفوز شبه الساحق للشيعة في الانتخابات البرلمانية كافة والتي جرت ببغداد في 2005 و2010 و2014. وحتى في محافظة الانبار فلا ننسى ان هناك ناحيتان شيعيتان هما البخيت والرحالية الحقتا قسراً بمحافظة الانبار على يد النظام البعثي السابق. على ممثلي العرب السنة الكف عن ترديد مصطلح المحافظات الست المنتفضة الذي يشوه الحقائق على الأرض، كما يجب على الكرد، ان يتخذوا موقفاً حازماً من الشعارات التوسعية والعنصرية للسنة، وعدم مشاركة ممثليهم في اجتماعات ما يسمى (المحافظات الست المنتفضة) ومنع عقد اي مؤتمر أو اجتماع باسمها في اربيل أو اي مكان آخر من كردستان. لقد آن الأوان، لكي يتحرر السنة من اوهامهم التوسعية العنصرية ويعرفوا حجمهم حق المعرفة وان يتخلوا عن اختراق الحدود الاجتماعية للمكونات الاخرة. والا فانهم يلحقون افدح الاضرار بمكونهم السني وبالعلاقات بين السنة وبقية المكونات الاخرى. وان الاستمرار في تلك الاوهام والخرافات (المحافظات الست.. الخ) سيقلص من حجمهم اكثر. [email protected]