حجم النص
شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني، يحمل هذا البيت الشعري معاني كثيرة عن العطش وتذكير محبي أهل البيت (عليهم السلام) بمعاناة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه وعياله وهم يقاسون العطش خلال مواجهتهم جيش الكفر والضلالة في كربلاء عام 61 هجرية.
وبعدما كان زائرو كربلاء يحصلون على الماء البارد بشرائه في السنوات السابقة وهو ما يطلق عليه بـ (ماء السبيل)، فإن الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ومنذ عام 2003 تبذل جهوداً كبيرة بتوفير الماء البارد الصالح للشرب لملايين الزائرين الوافدين لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) وبصورة مجانية، وقد تكون عملية تقديم الماء البارد إلى الزائرين خدمة بسيطة بحقّهم ولكنّها تمرّ بمراحل متعددة حتّى يصل الماء بارداً وهنياً لهم، وقد توسعت هذه الخدمة الجلية لتشمل بناء معامل لتصفية ماء الشرب وتوزيعه مجاناً على أهالي المدينة المقدسة.
وتتوزع تقديم هذه الخدمة ما بين منتسبي العتبة الحسينية المقدسة وقسم ما بين الحرمين الشريفين، وهي خدمة موجودة على مدار اليوم وتزداد مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بالعراق والمناسبات المليونية التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة.
وتصرف كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب من قبل المواطنين والزائرين ويدفع ذلك العتبة الحسينية المقدسة إن تبذل أقصى جهودها لتقديم ما هو أفضل ما لديها.
ويبين الحاج كريم الأنباري مسؤول قسم الصيانة في العتبة الحسينية المقدسة لوكالة نون الخبرية "بأنه "يوجد في داخل الصحن الحسيني الشريف محطتان تعملان على تحلية وتنقية وتبريد الماء الـ(R.O)، وتنتج كل واحدة منهما (6000 لتر) في الساعة الواحدة، وتعمل المحطتان بالتناوب لتغذية المناهل المنتشرة في الصحن الشريف لتقديم الماء البارد للزائرين".
ويتابع حديثه، "يوجد في داخل الصحن الحسيني الشريف (24) منهلاً كل واحد منها يحتوي على حنفيتين، واما بالنسبة للحائر الحسيني الجديد فيتم تقديم الماء عن طريق وضع اوعية بلاستيكية حافظة للماء (الترامز) ويتم تجهيزها بالماء عن طريق منتسبي قسم الخدمية الخارجية، ونحن بدورنا نجهزهم بالماء البارد والثلج من معمل الإسالة التابع للعتبة المقدسة ومن محطتي شارع الشهداء والتي تبلغ سعة الواحدة منها (6000 لتر)، وسنعمل في الأيام القادمة على نصب مناهل ماء للحائر الجديد بدلاً من الأوعية البلاستيكية".
ويشير الأنباري إلى ان "قرابة النصف مليون لتر من الماء النقي الـ(R.O) يصرف يومياً من جميع محطات العتبة الحسينية المقدسة والبالغ عددها سبع محطات (المحطتان الواقعتان داخل العتبة الحسينية المقدسة، محطة إسالة العتبة الحسينية في طريق البوبيات، محطتا شارع الشهداء، محطة طريق كربلاء - نجف، ومحطة هور السيب)، ونحن على اتم الاستعداد لخدمة الزائرين وتقديم أفضل الخدمات لهم".
وإما بالنسبة الى إنتاج الماء النقي وكميات صرفه، فيوضح لؤي قصي مسؤول شعبة الإسالة في معمل العتبة الحسينية لوكالة نون الخبرية " إن "معمل الإسالة التابع للعتبة المقدسة جديد من نوعه في العراق وطريقة عمله تختلف عما موجود في المعامل التقليدية القديمة، وينتج المعمل أكثر من (200 ألف لتر ) من الماء و(1000) قالب ثلج يومياً، ويتم استخدام الماء النقي الـ (RO) الذي ينتجه نفس المعمل في صناعة الثلج، بحسب المواصفات والدراسات والقياسية الدولية المقدمة من شعبة المختبر الخاصة باللجان الصحية التي استحدثتها العتبة الحسينية المقدسة، وتقوم هذه الشعبة بجولات فحص يومية لجميع محطات التحلية التابعة لشعبة الإسالة وهذا العمل قائم منذُ أربع سنوات".
ويضيف قصي، "يقوم المعمل بتزويد جميع أقسام وشعب العتبة الحسينية المقدسة وقسم ما بين الحرمين الشريفين بكميات المياه التي يحتاجونها في فصل الصيف وفي الزيارات المليونية والتي تصل إلى أكثر من (160 ألف لتر) يومياً، وقد تم في الفترة الأخيرة استحداث منظومة الماء الـ(R.O) المجانية الخاصة بالمواطنين حيث نجهزهم يومياً بحدود (40 الف لتر) من الماء الـ(R.O) الصافي الخالي من الشوائب، وتزداد هذه الكمية إلى (70 الف لتر) في فصل الصيف".
إما عن ميزة الماء الـ(R.O) الذي تنتجه محطة الإسالة، يبيّن قصي "ارتأت العتبة الحسينية المقدسة واللجان الصحية التابعة لها استخدام مادة الكلور للتعقيم والقضاء على البكتريا والجراثيم بدلاً من الاعتماد على غاز الأوزون في عملية التعقيم كما موجود في معامل التصفية الأخرى، حيث يتسبب بالضرر للمواطنين".
من جهته يقول السيد حسن آل شوكه مسؤول شعبة الآليات والقاطع الثالث في قسم مابين الحرمين: لوكالة نون الخبرية "نصرف يومياً مقدار (70 الف لتر) من الماء و(500) قالب ثلج يتم جلبها من معامل إسالة العتبة الحسينية المقدسة، ويضاف الثلج الى الماء النقي ليصبح ماءً بارداً جاهزاً للاستخدام ويتزايد هذا الصرف في الزيارات المليونية، وعملت العتبة العباسية المقدسة على تزويد الشعبة ببراد خاص يتم فيه تخزين الثلج بكميات كبيرة جدا".
ويضيف آل شوكه "نعمل باستخدام ثلاث عجلات صغيرة على نقل الماء النقي من محطة إسالة العتبة الحسينية المقدسة الكائنة في شارع الشهداء، بينما تقوم عجلة كبيرة بسعة (22 ألف لتر) بنقل الماء النقي الـ (RO) من معمل العتبة الحسينية المقدسة الكائن بمنطقة البوبيات"، مشيرا الى إن "هذه العجلات تقوم بنقل الماء البارد الى (الترامز) المتواجدة في منطقة ما بين الحرمين والشوارع المحيطة بالعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية والمقسمة إلى خمسة قواطع (القاطع الأول ابتداءً من قبلة الإمام الحسين إلى قبلة أخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) وما بينهما، وثانياً شارع العلقمي والأفرع والأزقة المؤدية له، والقاطع الثالث يتمثل بشارعي الحوراء والتأميم وما بينهما من الأفرع والأزقة، ورابعاً شارعا السدرة والشهداء، وتنتهي بالقاطع الخامس والذي يضم الساحة الوسطية ونقاط التفتيش الخارجية والنقاط التابعة لفوج طوارئ كربلاء)".
ويكمل حديثه، "يوجد لدى شعبة الآليات (24) منتسباً خاصا بعمل السقاية، حيث يعمل (12) منهم على جلب الثلج مقسمين على ثلاث وجبات و (12) سائقاً أيضا مقسمين الى ثلاث وجبات يعملون على تغذية أكثر من (750) ترمزاً بالماء البارد على مدار 24 ساعة".
ويضيف "في حالة نفاد الماء في الترامز فهنالك متابعة مباشرة وميدانية من قبل مسؤولي الشعب والوجبات الذين يقومون بتوجيه نداء الى شعبة الآليات لغرض توجيه عجلة "السقاية" لملئها، وفي الأيام القليلة القادمة سيتم الاستغناء عن الترامز الموجودة في الساحة الوسطية وجانبي ما بين الحرمين وذلك بنصب محطتي ماء ذات تحلية وتصفية وتبريد متصلة بالمناهل الموجودة على جوانب ما بين الحرمين الشريفين".
ويشير آل شوكه إلى انه "يوجد جدول دوري خاص بإدامة وتنظيف خزانات عجلات الماء والترامز، وقد تم موافقة الأمينين العامين للعتبتين المقدستين على تزويد شعبة الآليات بثلاث عجلات كبيرة وست عجلات صغيرة الحجم مؤهلة لعمل السقاية لغرض تغطية الشوارع والأزقة المحيطة بالمنطقة في المناسبات والزيارات المليونية".
ويتصل بعمل السقاية وتوفير الماء البارد أعمال صيانة تتمثل بصناعة مساطب لحمل الأوعية البلاستيكية التي يتم تجهيزها من قبل شعبة الصيانة التابعة لقسم ما بين الحرمين الشريفين كما يوضح ذلك مسؤول الشعبة فاضل حسين الحسيني.
ويقول الحسيني: "قامت شعبة الصيانة بصناعة أكثر من (200) مسطبة حمل تتسع كل واحدة لثلاثة (ترامز)، ويوجد لدينا جدول دوري خاص كل (6) أشهر نقوم بعملية إدامة وصيانة المساطب كتبديل الإطارات وطلاء المساطب بمادة اوكسيد الرصاص وبعدها باللون الأبيض والأزرق، واستحدثنا في الفترة الأخيرة ماسكات وحافظات الأقداح البلاستيكية للحفاظ عليها من الضرر والتلوّث وأضفنا إليها أيضا آلية قفل الترامز خوفاً من العبث بها".
وأما عن كيفية إدامة الترامز وغسلها وملئها ومتابعتها اليومية، حدثنا السيد وسام الشريفي مسؤول القاطع الرابع لقسم ما بين الحرمين قائلاً: إن "المنتسبين المتواجدين في القاطع والمقسمين الى ثلاث وجبات في شارعي الشهداء والسدرة والأزقة المؤدية إليهما، يحملون على عاتقهم تنظيف وإدامة وغسل الترامز بصورة مستمرة اضافة تنظيف المساطب من الأوساخ والأتربة".
ويبين الشريفي لوكالة نون الخبرية "يحتوي شارعا الشهداء والسدرة على أكثر من (70) ترمزاً، وتتم متابعتها وملؤها بالماء على مدار (24) ساعة في الأيام الاعتيادية ومواسم الزيارات المليونية، ويتم توجيه نداء خاص من قبل الدوريات الى شعبة الآليات في حالة نفاد الماء"، مبيناً ان"الأقداح المستخدمة هي أقداح بلاستيكية ذات الاستخدام الواحد لأنها صحية أكثر وسهلة الاستخدام وتصرف الأطنان منها شهرياً".
واما عن تقسيم المنطقة الى قواطع ومدى نجاح العمل وتوزيع المهام يوضّح الشريفي ان "مسألة تقسيم القواطع مسألة ناجحة جداً لأنّ المهام تمّ توزيعها على جميع المنتسبين المتواجدين في القاطع من أجل متابعة ومراقبة الترامز ونظافتها وملئها بالماء البارد وأيضا متابعة نظافة الشارع".
أما بالنسبة لآراء الزائرين حول هذه الخدمة المقدمة من العتبة الحسينية المقدسة، فيبين المواطن أبو علي ان "هذه الخدمة جلية وهنالك جهود واضحة تبذلها العتبة المقدسة من أجل توفير الماء البارد والنقي للزائرين".
ويضيف، ان "العتبة المقدسة لم تقتصر بخدمتها في توفير الماء النقي على مركز المدينة فقد عملت عبر محطات التنقية على توفير الماء لأعداد كبيرة من العوائل، وبنسب عالية وشاملة للشروط الصحية".
ويؤكّد المواطن أحمد شاكر الخفاجي أنه "يعتمد كلياً في الحصول على الماء النقي من محطات التعبئة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة"، مبيناً انها "مصدر ثقة وأمان فهي مياه نقية ونظيفة وتقّدم للمواطنين باستمرار دون توقف".
بينما يشير الموطن نعمة جبار إلى ان "الماء الموجود في المعامل الأخرى يفتقر للنقاوة والنظافة أحياناً، بغضّ النظر عن الكلفة المادية التي يدفعها المواطن، بينما نجد أن العتبة المقدسة ساهمت بتوفير المياه النقية والمجانية وهي جهود كبيرة تستحق منّا الشكر والثناء للقائمين عليها".
تقرير: أحمد القاضي
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف
- بعد نشر "وكالة نون الخبرية" لأبرز احتياجاته: مجلس كربلاء يشكل مجموعة لجان لمتابعة الملف التربوي في المحافظة