حجم النص
خلال حضوره "مؤتمر الإمام الحسين الدولي على ضوء دائرة المعارف الحسينية" الذي انعقد في لاهور بباكستان يومي السبت والأحد 15-16/6/2013م، أجرت وسائل إعلام مختلفة حوارات صحافية مع وفد دائرة المعارف الحسينية.
ونقل مصدر اعلامي في دائرة المعارف الحسينية لوكالة نون الخبرية ان"جريدة جنگ وهي الصحيفة الأولى في عموم الباكستان استقبلت في مقرها الوفد الزائر وأجرى محررها الإعلامي الباكستاني البارز شهزاد علي ذو القرنين، والإعلامي سيد إمتياز راشد حواراً مع الدكتور نضير الخزرجي والشيخ فاضل الخطيب تطرقا فيه الى خصوص النهضة الحسينية وعموم دائرة المعارف الحسينية ومساحة اللغة الأردوية فيها.
وحول السبب الذي دعا المؤلف المحقق الدكتور محمد صادق الكرباسي الى إفراد صفحات عدة للكتابة عن عدد من الصحف والمجلات الباكستانية ومنها صحيفة جنگ رغم اختلاف اللغة عن التي يكتب بها كما جاء في الأجزاء الثلاثة المطبوعة من معجم المقالات الحسينية، قال الدكتور نضير الخزرجي: إن الموسوعة الحسينية تضم ستين باباً من أبواب المعرفة الإنسانية، ومنها باب "معجم المقالات الحسينية"، وفیه يحرص المؤلف الکرباسي ومن باب التوثيق المعرفي على متابعة المقالات المنشورة في الصحافة العربية وغير العربية وتوثيق عنوان المقالة الحسينية وفحواها وكاتبها والوسيلة الإعلامية المنشورة فيها، وفي مطلع كل كتاب يفرد صاحب الموسوعة نصف صفحة للحديث عن الوسيلة الإعلامية التي ورد ذكرها في متن الكتاب، ومن تلك صحيفة جنگ الصادرة في باكستان وتلك الصادرة خارجها في لندن، وجريدة "دن" اللاهورية التي أجرت سابقاً حواراً مع الوفد الزائر. وأضاف الخزرجي: إن دخول وسائل الإعلام الباكستانية في أبواب الموسوعة رغم اختلاف اللغة يكشف عالمية الموسوعة وعدم تمحورها على لغة بعينها، ولذا فإن جردة بسيطة لعناوين المقالات الواردة في معجم المقالات الحسينية تثبت أن المؤلف يسعى ما أمكنه إلى متابعات المقالات الحسينية بكل اللغات العربية والفارسية والأردوية والانكليزية والتركية والفرنسية وغيرها.
وحول عدد الذين يقومون على كتابة الموسوعة الحسينية، قال الخزرجي: إن من معالم الموسوعة وعِظَمِها أنّ كاتبها واحد وهو المحقق آية الله الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي والمكتوب عنه هو واحد وهو سيد شباب أهل الجنة سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) ولذلك كانت فريدة فهي الأكبر عدداً حيث صدر منها حتى يومنا هذا 80 جزءاً من مجموع 750 مجلداً والعدد قابل للزيادة.
وعلى مستوى السياسة توجه الإعلامي ذو القرنين بالسؤال إلى الشيخ فاضل الخطيب عضو الوفد الزائر حول الواقع السياسي الذي عليه اليوم العراق وحجم الحريات الدينية فيه، قال الخطيب: إن العراق يعيش تجربة جديدة من الديمقراطية والانتخابات بعد فترة طويلة من الاستبداد، وبالطبع أن هذه المرحلة لها استحقاقاتها ولها نجاحاتها واخفاقاتها، ولكن من الثابت أن الزيارات للمراقد المقدسة وبخاصة مرقد الإمام الحسين(ع) هي زيارات مليونية وصلت في إحداها الى 15 مليون زائر، وهذا يعكس الحرية الدينية التي يمتع بها الشعب العراقي اليوم في ظل حكومة منتخبة.
وحول الجهات المتورطة في العمليات الإرهابية في داخل العراق ولاسيما تلك التي تتولى ضرب المقدسات، أضاف الخطيب: إنّ العراق يمثل قلب العالم الإسلامي، ونجاح تجربة الحكم الشوروي القائم على تعدد الأحزاب يزعج بعض الحكومات العربية والإسلامية، لأنّ نجاح التجربة العراقية ترى فيها بعض الدوائر العربية والإسلامية خطراً عليها للأثر الإيجابي الذي تتركه التجربة العراقية على الشعوب الأخرى مما يجعلها تطالب حكوماتها بالمشاركة السياسية وهذا ما ترفضه، ولذلك يحاولون اشغال العراق بحروب طائفية وتصدير الإرهاب حتى يكون مشغولاً بهمومه وعدم التفكير بالتطلع الى الإمام وتعجيز الأمم عن التفكير بتكرار تجربة العراق في الحرية والتعددية.
وحول تجربة الوفد في زيارته لباكستان لأول مرة، قال الخطيب: إن الإعلام العربي والأجنبي يقدم لشعوب الأرض صورة قاتمة عن الباكستان، بحث يكون زيارتها نوعاً من المجازفة، ولكننا وجدنا العكس، فباكستان بلد حضاري والمدنية فيه متطورة وشعبه كريم ورحب ومضياف.
وفيما يتعلق بهدف الزيارة، قال الدكتور الخزرجي: إن المشاركة في "مؤتمر الإمام الحسين الدولي على ضوء دائرة المعارف الحسينية" هو الأصل، لأن غرضنا هو تعريف المجتمع الباكستاني بدائرة المعارف الحسينية، ولكن هذا لا يمنع من توثيق المعلومات المتعلقة بالنهضة الحسينية، كما وجدنا لزيارتنا للمرقد المنسوب للسيدة رقية بنت الإمام علي(ع) الواقع في قلب المدينة القديمة في لاهور، بخاصة وأن المؤلف قد وثقها في الجزء الأول من باب "معجم أنصار الحسين .. النساء"، أو المقتنيات المنسوبة إلى الإمام الحسين(ع) التي وجدناه في المتحف الملحق بقصر باد شاه الواقع في مدينة لاهور القديمة، هذا فضلا عن دأب المحقق الكرباسي في توثيق المشاريع الحسينية في البلدان ومنها باكستان ضمن باب "معجم المشاريع الحسينية" الذي صدر منه جزء واحد من نحو عشرة مجلدات، وكذلك توثيق الشعراء والخطباء والأدباء والمنشدين باللغة الأردوية وبغيرها.
وفي نهاية المقابلة الصحفية قام وفد الموسوعة الحسينية بصحبة العلامة الدكتور محمد حسين أكبر كهچي رئيس مؤسسة إدارة منهاج الحسين العلمية بزيارة أقسام الجريدة والتقى برئيس تحريرها الأستاذ پيدار بخت بت الذي أبدى تعجبه لوسعة آفاق المؤلف الذي استطاع عبر موسوعته المعرفية الكبرى استيعاب اللغات الأخرى ومنها الأردوية بحيث تدخل مجموعة جنگ الإعلامية ضمن الموسوعة.
وفي الإطار نفسه زار الوفد جريدة آواز اليومية، واطلع رئيس تحريرها الإعلامي خالد فاروقي على أهداف زيارة وفد الموسوعة الحسينية الى باكستان.
كما زار الوفد صحيفة الديلي انقلاب اليومية، وأجرت المحررة فيها الإعلامية صائمة محمد نواز ورائج، لقاءً مع عضو وفد الموسوعة الدكتور نضير الخزرجي.
وحول الهدف من الزيارة الى باكستان رغم اختلاف اللغة، قال الدكتور الخزرجي: إن هدف دائرة المعارف الحسينية هو توثيق التراث الحسيني والتحقيق فيه أينما كان، ووجودنا في باكستان وحضور "مؤتمر الإمام الحسين الدولي على ضوء دائرة المعارف الحسينية" هو فرصة طيبة للتفاعل مباشرة مع أعلام الشعب الباكستاني من علماء ومفكرين ومثقفين وكتاب وشعراء وأدباء وغيرهم، وتعريفهم بالموسوعة الحسينية التي لا تقتصر على الأدبيات العربية رغم أن كتابتها باللغة العربية، لاسيما وأن الإمام الحسين(ع) ليس حصراً بالشيعة أو المسلمين بل هو لعموم المسلمين، وحضور شخصيات مسيحية وبوذية وسيخية وغيرها في مؤتمر الإمام الحسين الدولي الذي رعاه العلامة الدكتور محمد حسين أكبر كهچي يقطع الشك باليقين أن أهداف النهضة الحسينية وتأثيراتها هي عابرة للحدود العربية والإسلامية.
وحول الإرهاب المستشري في بعض البلدان مثل باكستان والعراق وكيفية الوقوف أمام زحفه، قال الخزرجي: لاشك أن حوادث أفغانستان ونشوء المجموعات المتطرفة أثرت سلباً على باكستان وغيرها، وفي العراق كان لسقوط نظام صدام حسين ونشوء حكومة منتخبة كسرت حاجز الطائفية والمذهبية المستحكم بالعراق منذ فترة طويلة وتبنّت الوطنية معياراً، أثره الواسع في تحرك بعض الحكومات لإسقاط التجربة العراقية الجديدة بمعول الطائفية البغيضة، ولذلك فإن الإرهاب في العراق هو إرهاب وافد تنفخ فيه دوائر إقليمية وأجنبية لا تريد الخير للشعب العراقي الذي بدأ يستعيد عافيته. والوقوف أمام هذا الزحف لا يكون إلا بالوعي والقناعة بأن الأرهاب سلعة بائرة وليس لها أن تستحوذ على السوق كله وبقاء الأديان والمذاهب دليل أن الهجمات الطائفية التي فشلت في السابق ليس لها أن تنجح الآن ولا في المستقبل.
وعن الجهات الداعمة للإرهاب في باكستان والعراق، قال الخزرجي: إنَّ الجهات الداعية الى تكفير المسلم على أساس معتقده ومذهبه هي نفسها الداعية للإرهاب، وصدور الفتاوى التكفيرية من هذه العاصمة أو تلك دليل دعم هذه الدول لحملات التكفير والإرهاب، وأن المشكلة القائمة اليوم هي في أنصاف طلبة العلوم الدينية الذين يحسبون أن السنة أو السنتين من الدراسة كافية ليصبح الواحد منهم عالماً وفقيها ومفتياً فوضعوا المجتمعات في تَيَهان فتاواهم المتضاربة والمتعارضة مع رحمة الإسلام.
وحول بقاء قوات الناتو في أفغانستان، قال الخزرجي: إنّ وجود قوات أجنبية في أي بلد مسلم هو أمر مرفوض، ولا اعتقد أن قوات الناتو ستبقى في أفغانستان فهي تسعى للخروج بأقل الخسائر.
وفي سؤال أخير عن السبل الكفيلة لوحدة المسلمين، أكد الخزرجي: إنَّ اعتقاد المسلمين بأن المذاهب الإسلامية أمر قائم وعدم تكفير البعض للبعض الآخر يساعد في حصر فجوة الخلافات المذهبية، كما أن المؤتمرات الإسلامية لها دورها الكبير في خلق مثل هذه القناعة، ومؤتمر الإمام الحسين الدولي هو خطوة على الطريق السليم وبخاصة وأن الإمام الحسين(ع) يوحّد البشرية على قيم الخير والمحبة والسلام فما بالك بالعالم الإسلامي.
يُذكر أن وفد المركز الحسيني للدراسات بلندن المتشكل إلى جانب الخزرجي والخطيب من الأستاذ عمر آلاي بيك والدكتور وليد البياتي والشيخ هاشم الغديري، أجرى خلال وجوده في باكستان في الفترة من 12 الى 22 حزيران يونيو 2013م سلسلة من اللقاءات الصحفية، وتنقل في المحافل السياسية والدينية والثقافية والعلمية في كل من لاهور وإسلام آباد مستعرضاً فيها دور الموسوعة الحسينية في تجسير الثقافات وتقريب المسافات.
أقرأ ايضاً
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- الخضار الأعلى كثافة بالمغذيات
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم