- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المتوكل العباسي في كربلاء !!!
حجم النص
بقلم: ولاء الصفار
لا اعرف كيف أبدأ ومن أين ابدأ وبأي عبارة ابدأ لوصف مدينة وطأتها أقدام الانبياء وانتخبها الباري عز وجل لضم جسد قبر ريحانة اشرف أوصياءه، مدينة شرفت تربتها سائر تراب الأرض لتصبح مهوى قلوب العاشقين والوالهين، قدسها القدماء باعتبارها بيت الرب ويعظمها المسلمون باعتبارها محط رحمته، مدينة فرضت ضريبة على ساكنيها او من يتولى امرها بان يبذلوا ما بوسعهم لخدمة ضيوفها وزائري قبر من تشرفت باحتضانه لتدون أسماؤهم في صفحات النور وفي سجل الرفعة وبماء الذهب بانهم خدام الحسين عليه السلام، لكن هذا الشرف الرفيع لا يحظى به الا ذو حظ عظيم وصاحب توفيق كبير باستثناء من سلب الله حظه وتغطرس بظلمه وجوره وكان لصفحات التاريخ موقف في ذلك اذ سجلت تلك الاعمال البشعة بماء الخزي ومداد العار طيلة القرون الماضية، حتى توصلت الى يقين ان زيارة الامام الحسين عليه السلام وصور المعاناة والعسر أصبحتا حالتين متلازمتين لا يفترقان ابدا، وربما السر وراء ذلك هو الزيادة في الأجر والثواب او ربما اختبار الهي لمعرفة صدق النية ومقدار الولاء للامام الحسين عليه السلام او لابد من وجود ظالم ومظلوم على مر العصور .
فبالأمس القريب كانت قوات النظام الصدامي المقبور تستعرض عضلاتها وما تمتلك من قوة لإرهاب زائري هذه المدينة حتى باتت عاقبتها بان تكون كالجرذان امام قوات المحتل، اعقبها بعد ذلك المجاميع الارهابية لترسم لنا صورا دموية مقيتة باءت جميعها بالفشل وأنبتت تلك الدماء أرواح ونفوس ازدادت عشقا ومحبة للامام الحسين عليه السلام، لكن ما لفت نظري ان هذه الاساليب عادت من جديد ولكن بمسميات أخرى وعناوين مختلفة وبمبررات ربما غير معقولة اجتمعت تحت مسمى الخطط الأمنية التي أغلقت الطرق المؤدية للمدينة بالكامل وأجبرت زائريها لقطع مسافات شاسعة تحت الامطار الغزيرة او حرارة الشمس اللاهبة بحجة حمايتهم وتوفير الامن لهم وكان اشدها في زيارة النصف من شعبان لهذا العام التي كانت عبارة عن اغلاق تام وقطوعات بعيدة جدا سبقت الزيارة بايام عدة وخنقت من فيها دون توفير السبل اللازمة للزائر كأنها عجزت عن توفير الامن وسبل الراحة معا، وكأن عقول الجهات الامنية باتت لاتعرف سوى لغة الكونكريت او الانتشار الامني ولغة المنع بجميع صوره حتى وقف احد الزائرين يوم امس مخاطبا امامه الحسين عليه السلام قائلا له " ان الصبات الكونكريتية لا تمنعنا عن زيارة قبرك حتى وان تعدى الحال لقتلنا او تعذيبنا" وهنا راود ذهني هل اننا في هذا الزمن الذي تنفس فيه اتباع اهل البيت نسيم الحرية ام اننا في عصر المتوكل العباسي وعلينا اعطاء الضريبة والخنوع لغرض اداء الزيارة ام ان هنالك متوكل جديد ظهر في كربلاء !!!