- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اصحاب الحسن واصحاب الحسين عليهما السلام
حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
احد اوجه مظلومية اهل بيت النبوة عليهم السلام هي قراءة التاريخ بشكل غير سليم وما من حدث او رواية غامضة حتى تجد تفسيرا لها في حدث او رواية اخرى ، ومن احدى اقسى المظالم التي توجه للامام الحسن عليه السلام هي معاهدة الصلح والبعض يسميها هندة ولكن هذه المعاهدة اخذت حيزا من التنكيل بموقف الامام الحسن عليه السلام والاقسى من ذلك ما لاقاه من اصحابه ولغرض تسليط الضوء على هذا الحدث سنتطرق الى بعض ما نرفع به المظالم عن هذا الامام الذي هو ابن الكرار .
من بين اهم المواقف التي اود المقارنة بينها مع موقف اخر هو خطاب الحسن عليه السلام لاصحابه قبل التهيوء لحرب معاوية وهذا اهم ما جاء فيها
وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فان أردتم الحياة قبلناه منه ، وأغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت ، بذلناه في ذات الله ، وحاكمناه إلى الله ( بظبات السيوف) فنادى القوم بأجمعهم بل البقية ( التقية ) والحياة
روى هذه الخطبة ابن الاثير الجزري ج 2 ص 13
الكلمات بين معقوفين وردت في مصادر اخرى ولكن نقطة البحث هي موقف اصحابه من خطابه .
على الطرف الاخر لنرى موقف اصحاب الحسين عليه السلام مع الحسين
هذه فقرة من خطاب الحسين عليه السلام لاصحابه : ألا وإني قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍ، ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام، هذا اللّيلُ قد غشِيَكم فاتّخذوه جَمَلا ، وليأخُذ كلُ رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، وتفرّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتّى يُفرّجَ الله، فإنَّ القومَ إنما يطلبونني، ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري.
فماذا كانت اجابة الاصحاب ؟
قالوا: فما يقولُ الناس ؟ يقولون: إنا تركنا شَيخَنا وسيدنا وبني عمومتِنا خيرَ الأعمام، ولم نرْمِ معَهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا! لا والله لا نفعل، ولكن تفديك أنفسُنا وأموالنُا وأهلونا ونقاتلُ معك حتّى نردَ مورِدَك، فقبّحَ اللهُ العيشَ بعدَك!.
فقام إليه مسلمُ بنُ عوسجة الأسدي فقال: أنحنُ نخلّي عنك ولمّا نُعذر إلى الله في أداء حقِك ؟! أما واللهِ حتّى أكسر في صدورِهمْ رمحي، وأضربَهمْ بسيفي ما ثبت قائمُه في يدي، ولا أًُفارقُكَ، ولو لم يكنْ معي سلاح أقاتُلهم به لَقذفتُهم بالحجارة دونَك حتّى أموت معك.
وقال سعد بن عبدالله الحنفي: واللهِ لا نخليكَ حتّى يعلمَ اللهُ أنا قد حفظنا غَيبةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله فيك، والله لو علمتُ أني أُقتلُ ثم أُحيا ثمّ أُحرقُ حيَّاً ثمّ أُذرُّ.. يُفعلُ ذلك بي سبعين مرةً ما فارقتُك حتّى ألقى حِمامي دونَك، فكيف لا أفعل ذلكَ وإنما هي قتلةٌ واحدةٌ، ثمَّ هيَ الكرامةُ التي لا انقضاء لها أبداً!.
ثمّ قام زُهير بن القين وقال: واللهِ لَوددتُ أني قُتلتُ ثمّ نُشرتُ ثمّ قُتلتُ.. حتّى أقتلَ كذا ألف قتلةٍ، وأن اللهَ يدفعُ بذلكَ القتلَ عن نفسِك وعن أنفُس هؤلاءِ الفتيةِ من أهل بيتك!.
وتكلم جماعةُ أصحابه بكلامٍ يشبهُ بعضه في وجهٍ واحدٍ، فقالوا: واللهِ لا نُفارِقُكَ، ولكن أنفُسنا لكَ الفداء! نَقيكَ بنحورِنا وجباهِنا وأيدينا، فإذا نحنُ قُتِلنا كُنا وفَينا وقضينا ما علينا.
لااعتقد ان هنالك من لا تهتز مشاعره وتسقط دموعه على موقف الاصحاب من الامامين ، ففي الموقف الاول اسفا على اصحاب الحسن وحزنا على مظلومية الحسن وفي الثاني فرحا لموقف اصحاب الحسين وحزنا لما الت اليه الامور باستشهاد الحسين عليه السلام ، وخسئت الكلمات ان استطاعت ان تفي حق اصحاب الموقفين فيما يستحقونه من ثناء او تندبد