حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
اتخاذ القرار وتسيير الاعمال من قبل فرد او مجموعة الغاية هي الحصول على الافضل والسليم والذي يؤدي الى نتائج ايجابية هذه الفطرة السليمة والقاعدة الطبيعية ، والخطا في القرار اذا كان فردي يتحمل طبيعته الفرد ولكن اذا كان جماعي فالمجموعة تتحمل وتتشتت والمتضرر من خضع لقراراتهم اكثر منهم .الشيطان دائما يدخل بين اثنين وحتى الفرد الواحد اذا ما اختلفت نفسه مع بصيرته يدخل الشيطان بينهما ، وعليه فالشراكة والشورى تعتبر ارض خصبة لكي يتربع الشيطان فيها ، وهذا لا يعني ان هنالك استثناءات وهي النادرة ومضرب الامثال ، بالنسبة للشراكة دائما وابدا من يسعى للشراكة هو اقل ممن يشاركه سواء بجهد او بفكر او بمال وعليه فان الخلاف بينهما يكون حاضرا اذا ما اختلفت وجهات النظر وتزداد سوءا اذا تزحزحت الثقة ، وهذا ما عليه الحكومة العراقية وكل المناصب السيادية والتي بنيت على الشراكة وادت الى نتائج كارثية لان تطبيق الشراكة هو حشو اشخاص غير مؤهلين في مناصب لا يستحقوها وهذا المكان يكون مقر قيادة الشيطان ،ودائما من يطالب بالشراكة هي الكتل والشخصيات الاقل انتخابيا او فكريا او سياسيا .
واما الشورى فالحديث عنها طويل ولكني فقط اذكر ان الشورى تتاثر بطبيعة القرار الذي يصدر ففي بعض الاحيان بل واغلب الاحيان هنالك قرارات لا يمكن لها ان تصدر من الشورى وهذا يعني ان طبيعة القرار هو الذي يتحكم بمتى نعتمد الشورى والاية الكريمة التي تتحدث عن الشورى ( وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل) انها تنص على الشورى والقرار النهائي للرسول بدليل فاذا عزمت اي اقتنعت واذا لم تقتنع فلا تتخذ القرار ، ولربما تكون الشورى من قبل صاحب الامر هي لاختبار مجموعته وانه قد اتخذ القرار ولكنه استشار مجموعته ليرى من يتفق ومن لا يتفق معه ، واما الظروف التي تستحق شورى عندما يكون هنالك مشكلة او كارثة ستحل او حلت بمجتمع او بلد فعندها يجتمع اصحاب الراي ليتداولوا في الحلول كما حدث في معركة الخندق فلو لم يقتنع الرسول لما امر بحفر خندق ، وفي العراق بعد السقوط عندما يتداول المراجع الاربعة حول امور البلد ولكن في النهاية يكون لكل مرجع قراره وفتوته التي تكون باسمه لا باسمائهم ، مثلا عندما اتفق المراجع الاربعة على امناء العتبات المقدسة جاء كل مرجع ببيانه حول موافقته
وفي الفقه الامامي يعتمد اصدار الحكم على القران والسنة والعقل والاجماع ، فالاجماع حول كيفية اعتماده، فقد ذكروا اذا ما كان اجماعهم على باطل فان احداث غيبية تحدث ليسقط هذا الاجماع كان يدب الخلاف بينهم او تتضح لهم امور خلاف ما اجمعوا عليه فيتراجعون ، اذن هنالك مؤثرات غيبية واذا ما كان الامر دنيويا فان المؤثر الغيبي هو الشيطان وبعكسه اذا كانت الغاية اخروية فان المؤثر الغيبي الامام الحجة بعد وبامر من الله عز وجل
أقرأ ايضاً
- الشراكة في القرار عند الكرد
- مدلولات الشراكة الرمضانية ــ الجزء الثالث ــ
- مدلولات الشراكة الرمضانية ــ الجزء الثالث ــ