- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وزارة الصحفيين العراقيين ... أمن المعقول ياهادي جلو مرعي.
حجم النص
بقلم محمود المفرجي
رأيي مع رأي زميلي هادي جلو مرعي في تقييم وتصنيف الصحفيين ، وطالما تبادلنا انا وهو الاراء بشأن هذا الموضوع ، وكتبنا وصرخنا وقدمنا المشاريع والمقترحات للتخلص من (الزبد منهم) ، لكن انا لست مع مقترحه كليا بتشكيل وزارة تعنى بالصحفيين ، ولاسباب بديهية اهمها الحفاظ على حرية الاعلام .
يبدو ان الزميل مرعي نسي ان مؤسسات صغيرة لا تربطها اي ارتباط بالحكومة تبدي استعدادها للتسييس علنا ، فكيف اذا كانت وزارة تعمل ضمن الكابينة الحكومية ، التي بالتأكيد لا ترضى ان تمس من الصحافة سلبا ، بدليل ان هناك العشرات من الدعاوى القضائية من جهات حكومية ضد صحفيين وصحف ومؤسسات موجودة في المحاكم ، ومرعي اعلم مني بها من خلال عمله كناشط في مجال حقوق الصحفيين .
لا اعلم ما الذي دفع مرعي الى التفكير بهذا الامر ، هل هو انزعاجه من الجيش الجرار (من الصحفيين نص ردن) الذين فرضوا انفسهم كصحفيين وهم ليسوا كذلك ؟ وهل ان هذا الامر مبررا لاقتراح وزارة تقيد الصحفيين ؟
نعم لا اختلف بان زمننا هذا هو الاسوء في مسألة وجود اناس طارئين لا يملكون اي مؤهلات مهنية على الصحافة ، حتى ان بعضهم نسي نفسه وراح يمارس مهنة التجارة من خلال الصحافة ، واخرين عبارة عن متسكعين على ابواب المسؤول الفلاني ، لكنه بنفس الوقت هو الافضل في مسألة الحرية ، فلا يمكن ان يأتي شخص معين وينكر مساحة الحرية الواسعة التي اجزم بان اي دولة في المنطقة على اقل تقدير لا تملكها .
لكن لا يمكن ان نقارن بين الحرية التي هي نزعة انسانية بكل ما تحملها من معنى ، وبين اناس دخلوا لهذه المهنة عن طريق الحرية !!! ، فليس هناك اي مقارنة بين الاثنين ، فالحرية غاية ، وتنظيف الوسط الصحفي من الطارئين امنية ، فهل نتخلى عن الغاية في سبيل امنية ؟
اعتقد ان هذا الامر لا يمكن له ان يحصل ، ولا يمكن ان نتخلى عن الحرية في سبيل اناس انا على ثقة سينتهون مع مرور الوقت ، اذ ان تنظيف الوسط الصحفي منهم لا يحتاج الى اجراءات ، فماذا تفعل نقابة الصحفيين اذا اتتها استمارات من مؤسسات اعلامية تصادق فيها على اغبياء وتعنونهم بعنوان الصحفيين ؟ نعم ان النقابة لا تسطيع ، لكن الوقت يستطيع ان ينهي هؤلاء وسيأتي اليوم الذي ستتساقط فيه المؤسسات الاعلامية الوهمية الغير مهنية ، ويتساقط معها هؤلاء الطارئين .
الا انه ما يحزنني ان يستفز صحفي وناشط حقيقي مثل هادي جلو مرعي ذهنية الاخرين على تأسيس وزارة تعيدنا الى الزمن السابق ، مع علمي بحسن نيته
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى