حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
تتغير الأمور بسرعة وببطْ أحيانا ،لكنها تتغير على أية حال،وفي العراق هكذا هي الأمور ،وحين أتذكر كيف صدر عفو عام عن سجناء محكومين بخلفية تهم مختلفة قبيل الهجوم الأمريكي على العراق في العام 2002 ، أفكر كيف هي الثقافة السائدة في مجتمع يفر السجناء الذين أربكوا حياته من سجنهم في المرحلة الحالية، وأعرف تماما أن الصور لاتتشابه لكن هذا لايعني إنها مختلفة عن بعض والفرق بينها إنها تلتقط من زوايا مختلفة وبكاميرا واحدة ويقوم بإلتقاطها مصور واحد لديه الخبرة والوعي المهني ويكون قادرا على الإبداع.
سألني بعض المراسلين أمس عن سلوك سياسي يسهل لمتهمين ومحكومين في قضايا جنائية وإرهاب الهروب ويوفر لهم الحماية حتى من الملاحقة في حين تصاب الدولة بمقتل وتكسر هيبتها وتهان ولاتحترم؟وكيف يتواطأ ضباط كبار وسياسيون ليكونوا سندا لهولاء وهم في مناصب رفيعة تتيح لهم الترفع عن الدناءات والتواطئ وبيع الشرف المهني دون تفكير في العواقب وكأن السعي الذين يعملون به هو لتأكيد مشروع إفشال الدولة وإسقاط هيبتها ومنعها من التقدم الى أمام في مشروع وطني تتقاذفه القومية والطائفية والحزبية المقيتة والمافيات المالية والسياسية والنكايات والثأرية والشماتة بالآخر الرسمي وتعمل دول ومنظمات على تحويله الى ساحة صراع لارابح فيها بينما تلحق الخسارات بالناس البسطاء ويكون الوطن عرضة للتدمير والضياع.
ولمجرد أن أسوّق للإعلام المحلي والدولي إن الحكومة فاشلة وغير قادرة على إدارة الأزمة وضبط الأمن أعمل مافي الوسع للترويج للفكرة تلك من خلال شماتة منقطعة بمنافس سياسي ،ولأنني أريد ذلك بالخصم السياسي فإنني أغيّب المواطن عن ساحة التفكير التي جعلتها بيني وبينه حين عاهدته أن أخدمه وأسهر على مصلحته وأحقق له المستطاع مما وعدته به خلال وجودي في المسؤولية وأحوّل البلاد الى مجرد ساحة للصراع بين خصمين تغيب عن أعينهما صور المأساة والهاوية التي قد يجر إليها الوطن جرا ولايعود قادرا على العودة الى وضعه الطبيعي كشريك في هذا العالم لمنظومات إجتماعية ودينية وإقتصادية وسياسية له الحضور الكامل في مساحة عملها وحراكها اليومي.
أتصور ولست واهما إن حال بعض السياسيين العراقيين الحاليين وهم في الواجهة وفي دائرة نفوذ واسعة وكانوا لسنوات قليلة مضت مجرد شخوص بسطاء يمتلكون شيئا من الموهبة والرغبة في الحضور هو حال من لايملك القدرة على التحرر من إرتباطاته السابقة على المستوى التنظيمي والعقائدي والسياسي وحتى ( العمل العنفي) الذي قد يكون إنخرط فيه قبل أن يتبوأ منصبا في الدولة الوليدة ولايعود قادراعلى الإنفكاك عنه.. بمعنى آخر إنه مرتبط تنظيميا بقيادة ما في السجن وهي تحركه وتأمره وتحثه على تعطيل قرارات وأحكام القضاء كما يحصل الآن حين يكون المتهم والسجين صاحب سلطة وهو في سجنه أي إن الدولة تدار من السجن طالما إن الحاكم فقد هيبته في وجدان المحكوم وصار رقما في المعادلة لكنه غير مؤثر إلا لجهة تمرير بعض الأفكار وتعطيل بعض الإجراءات بإنتظار تطور ما كما هو الحاصل من خلال تهريب السجناء وقتل الأبرياء والموظفين والعاملين في قطاعات الدولة وزرع الفتنة في كل مكان من الوطن. وهذا سيستمر طويلا .سترون.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- القنوات المضللة!!