- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الى دولة رئيس الوزراء مع التحية
حجم النص
كتب / عبد الكريم ياسر
سيدي الفاضل اتمنى ان لا تجعلوننا نترحم على ذلك النظام وايامه التي كانت اسوء ايام حياتنا نحن العراقيون .. اذ اننا كنا نعيش في بلدنا وكأننا غرباء خائفين من كل شيء محتاجين الى كل شيء ولكن ما يمر بنا اليوم ليس بأفضل من تلك الايام السوداء !! قبلنا كل المعاناة وكل المأساة وصبرنا على كل الاحتياجات وتحملنا قبول مشاهد حيه ما انزل الله بها من سلطان ولكن يصل الحال الى مشاهدة قاتلنا القادم الينا بخطوات بطيئة وهو يتوجه نحونا دون ان نحرك ساكنا لا بل دون ان تحركوا ساكنا انتم الذين واجبكم ان تحموننا !! عذرا سيدي ان كنت جريئا وصريحا بما اكتب اليك لقد طفح الكيل بعد ان صبرت على مدار اكثر من عشرة اعوام وانا اتأمل اليوم الذي ممكن ان نكون به بشر يعيش في بلدا امنا ومستقرا وتعود اليه حقوقنا المسلوبة وبدلا من ان يتحقق لنا هذا ( زاد الطين بله )!! اكتب هذه المقدمة للأسباب التالية واليك الحكم .. بتاريخ 28 / 6 / 2012 يوم الخميس الساعة الخامسة فجرا جاء احد الارهابيين ليضع سيارة مفخخة تحمل كميات كبيرة من مادة السي فور المتفجر الحارق مغطى بكمية من ( الرقي ) وضعها قرب باب منزلي ومنزل ولدي الكبير وكنا نائمون على اساس اننا امنون في بيوتنا ولكن لم نحس الا ونحن واطفالنا نطير في الهواء من شدة عصف الانفجار ودمرت بيوتنا بالكامل مع جميع اثاثها اضافة الى سيارتين عائدتين لي ولولدي وأصابه ستة من افراد العائلة بإصابات مختلفة منها طفيفة ومنها بليغة مثل اصابة ولدي اسعد وزوجته هذين الشابين اللذين لن يمضيا على زواجهما الا سبعة ايام فقط ولدي اسعد تمزقت امعائه وبفضل من الله نجحت العملية الجراحية التي اجريت له وكذلك زوجته التي اصيبت بجروح مختلفة وبجميع انحاء جسدها وبما اننا تجاوزنا مرحلة الخطر قلنا لله الحمد وما خسرناه سوف يعود لكن ... وأنا الان بعد مرور اقل من شهر على يوم الكارثة بدأت اراجع المؤسسات المعنية بالأمر لغرض التعويض فوجدت بهذه الدوائر قساوة قد تكون اكثر شدة من شدة الانفجار وعلى سبيل المثال مراجعتي الى مركز الشرطة اكثر من خمسة مرات ومراجعتي لقاضي التحقيق مرتين ومراجعتي للمجلس البلدي ثلاث مرات ومراجعتي لمجلس محافظة بغداد مرة ومراجعتي لقائمقامية الكاظمية مرتين وابلغنا بعد هذه المراجعات ان الملف تحول الى مكافحة الجريمة في الكاظمية وكل هذه المراجعات لم اتجاوز المرحلة الاولى من ترويج معاملة التعويض بسبب المنقوصات في الاوراق الرسمية مثلا احدى موظفات القائمقامية طلبت مني ان اذهب الى مديرية النفوس بغية ترويج معاملة منحنا جناسي هوية الاحوال المدنية بدلا من هوياتنا التي حرقها الانفجار ثم طلبت مني تلك الموظفة ان اذهب الى مديرية الدفاع المدني لغرض المصادقة على كشفها لموقع الحادث ثم طلبت مني مصادقة الاوراق التي جلبتها الخاصة بالحادث من قبل القاضي وضابط التحقيق ( صحة صدور ) مع انها مصادقة طيب كل هذه المراجعات وكل هذه الطلبات كيف لي تحقيقها وانا وعائلتي اصبحت في العراء بعد انهيار منزلي ومنزل ولدي وحرق سيارتينا ؟؟ حقيقة احسست من خلال هذا الروتين المقيت وكأنني المفجر وليس المتفجر !! اين حكومتي اين العامل الانساني اين اعتبارات الدين الاسلامي التي تنطلقوا في حكمكم من خلالها ؟؟ كل هذه التساؤلات اضعها على طاولتك سيدي عسى ان اجد ضالتي حقيقة يأست من كل شيء الا من رحمة الله
علما ان كاتب هذه السطور رجل معروف ووجه معروف اذ انني صحفي واعلامي اعمل في قناة تلفزيونية محلية واكتب في عدة صحف محلية وعربية وقد هذه الاعتبارات احصل من خلالها على بعض المساعدات فكيف اذا ما كان صاحب مصيبتي من عامة الشعب العراقي الذي لا حول له ولا وقوة ؟؟ عجيب حقا احس وكأننا نعيش في غابة وليس في بلد كان في يوما ما يعد من اهم البلدان العربية وان شاء الله سيعود هذا البلد ليكون كما نطمح ان يكون لكن كيف ونحن نعاني من ابسط واسهل الامور التي من خلالها نفخر في عملنا لأن يكون بلدنا من افضل البلدان اتمنى ان يكون الجواب مقنع يا سيدي الرئيس وعذرا مرة ثانية كوني لا اريد ان اسيء لحكومة تعتبر رمز لي ولأهلي ارفع بها رأسي بين شعوب العالم ..
الصحفي والاعلامي
عبد الكريم ياسر
[email protected]