حجم النص
جرى الحديث عن نواب ومسؤولين حكوميين حصلوا على شهادات علمية بدرجات مختلفة بغية الدخول في المنافسة الإنتخابية أو لتبوّأ مناصب إدارية بدعم من أحزابهم التي إشتركت في جريمة (الشرف تلك) التي أتاحت لهؤلاء المزورين أن يكونوا في مراتب لا يستحقونها وبدلاً من أن يكونوا هم من يقدم الشاي والخدمة والحماية لذوي الشهادات العليا والعباقرة من العراقيين صار هؤلاء في خدمة هؤلاء المزورين في حال ليست بالجديدة ، فلطالما كان النظام السابق يضرب لنا الأمثال في ذلك . مئات المهندسين والأطباء والحرفيين كانوا في خدمة شخص إسمه حسين كامل كان لا يجيد شيئا سوى إرتداء البذلة الزيتوني ووضع يده على سلاحه والركض خلف موكب الرئيس فقد عينه صدام مسؤولاً عن أخطر ملفات الصناعة والتقنية . فعل ذلك مع آبن عمه الآخر العريف علي حسن المجيد الذي عين وزيراً للدفاع ، وبعد أن أصبح خيرة الضباط برتب عالية يطمحون بالغد، أمسوا وقوفاً على بابه ، وهو لا يفقه من العلوم العسكرية شيئاً وكان يقود الجيش العراقي من حال سوء الى ما هو أسوأ .
منذ سنوات ونحن نسمع ونقرأ عن حالات تزوير لشهادات قام بها مسؤولون كبار في الدولة العراقية ، عدا عن الذين إستجلبوا منها الكثير من دول بعيدة وقريبة عبروا بواسطتها الحدود الفاصلة بين عالم الحزبية المجردة الى عالم المناصب والمكاسب التي تؤهل المسؤول في العراق ليحصل على التالي (منصب رفيع جداً، راتب مجز جداً ، قطع أراض ممتدة جداً ، قروض ومنافع مالية عالية جداً ، عناصر حماية منضبطة جداً، بيت وزوجة فاخرين جداً، سيارات متينة وسريعة جداً ، بنات حلوات وسكرتيرات ، ونساء حزبيات ممتلئات جداً جداً ، علاقات من كل شكل ولون مفيدة له ولعائلته وللمقربين منه وتكون نافعة جداً جداً) .
زور المسؤولون العراقيون خلال السنوات الماضية من عمر العملية السياسية شهادات إعدادية ومعاهد وكليات وفي إختصاصات مختلفة وصرنا نسمع بأحدهم لا يمتلك الإعدادية ثم يسمونه فجأة دكتور إضافة الى ألقاب من مثل (حجي ، أستاذ ، سيادته ، جنابه ، حضرته). وآخر ما تفتق عنه مجلس النواب العراقي بحلته الجديدة ، خروج رئيسه عن الحيادية ودخوله دائرة الصفقات السياسية وربما المالية وقيام أعضاء منه بإرسال أشخاص نيابة عنهم لأداء الإمتحان في إحدى الكليات .
كنت في الإعدادية لا أطيق كافة الدروس وفي مرة كنت عازماً على النجاح (بذراعي) وكانت مادة الكيمياء سيئة الصيت في عهدة مدير الإعدادية وكنت في أشد اليأس لذلك قمت بعمل مقصوصات ورقية صغيرة وكنت ماهراً في الكتابة وأعشق الخط الناعم كما أعشق الجنس الناعم وكتبت كل المادة (والله كل الكتاب) وأشتريت بنطلوناً كان معروفا نهاية الثمانينيات ، فيه أكثر من ستة جيوب ملأتها بالبراشيم!
ورغم أن المدير كان يقف بنفسه على رأسي لكني كنت أشطر منه ولم أترك سؤالاً إلا وأجبت عنه بعلمية ودقة متناهية رغماً عن أنف السيد المدير .
لذلك فأنا مع الغشاشين من أعضاء مجلس النواب دون النظر الى إنتماءاتهم القومية والمذهبية وضد المزورين مهما كانت إنتماءاتهم.
أقرأ ايضاً
- مجلس الخدمة واستمرار الترّهل
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- كوميديا رئاسة مجلس النواب