حجم النص
وكالة نون: تسعى قوى سياسية عراقية للحصول على الأصوات اللازمة بالبرلمان لسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، في وقت استبعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر احتمال حدوث فوضى بالعراق في حال حجب الثقة، ونواب في البرلمان يختلفون بالرأي بهذا الخصوص
وترى كتلة التحالف الكردستاني بحسب النائب حسن جهاد أمين الذي قال ستكون هناك ردود فعل من قبل التحالف الوطني ودولة القانون , وأيضا ربما يطالب رئيس الوزراء نوري المالكي بحل البرلمان ويدخل البلد والكتل السياسية في تناقضات سياسية حادة .
وأضاف أمين أن "سحب الثقة ربما يحدث نوع من الفوضى السياسية في البلد التي تربك الشارع العراقي".
ويحتاج حجب الثقة عن حكومة المالكي إلى أصوات النصف زائد واحد من عدد مقاعد البرلمان المكون من 325 نائباً, ووافق رئيس الجمهورية جلال الطالباني على طرح حجب الثقة بشرط تأمين توقيعات 164 نائبا, وكان قادة عدد من الكتل السياسية بينهم الطالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء، في منتجع دوكان اجتمعوا للبحث عن مخرج للأزمة السياسية بالبلاد.
من جهته نفى النائب عن العراقية احمد ألمساري حصول فوضى في العراق بعد سحب الثقة عن الحكومة, مؤكداً أن عدد التواقيع المطلوبة لسحب الثقة وصل إلى أكثر من الذي يطالب به الدستور, و أن تشكيل حكومة جديدة بعد أن يتم سحب الثقة عن الحكومة الحالية لن يستغرق شهراً واحد
وقال ألمساري لن تحصل فوضى عند سحب الثقة عن الحكومة, وستكون الحكومة خلال هذه الفترة حكومة تصريف أعمال, إلى أن يتم انتخاب حكومة جديدة, مشيراً إلى أن عدد البرلمانيين الذي وقعوا على طلب سحب الثقة وصل إلى أكثر مما يطالب به الدستور.
وأضاف ألمساري أن تشكيل حكومة جديدة بعد أن يتم سحب الثقة عن الحكومة الحالية لن يستغرق شهراً واحد, وان الكتل السياسية التي ستسحب الثقة عن الحكومة سوف تستطيع أن تمنح ثقة للحكومة الجديدة التي تحل محلها لتخرج البلد من الأزمة الحالية.
على صعيد متصل اتهمت النائبة عن كتلة الأحرار إقبال الغرابي رئيس الوزراء نوري المالكي بالاستحواذ على المناصب السيادية والأمنية ومجالس الإسناد والهيئات المستقلة فضلا عن تفرده بالسلطة مشيرة إلى أن المالكي أصبح يشكل خطرا على العملية السياسية.
وأعلنت الغرابي في تصريح صحفي "عزمَِ كتلتها سحب الثقة عن المالكي شخصيا وليس عن الحكومة باجمعها"
وأضافت أن الخط الصدري أصبح لديه القناعة الكافية بسحب الثقة عن المالكي بسبب ضغط الشارع العراقي واغلب الكتل السياسية لأنه بدا يشكل خطرا على العملية السياسية وصناعة الدكتاتورية .
أما عضو دولة القانون النائب فرات الشرع يقول أن سحب الثقة عن الحكومة سيدخل البلد في فوضى, وان نتائجه غير واضحة وغير مفهومة العواقب.
وأضاف ربما يؤدي سحب الثقة إلى عدم استقرار إضافة للفوضى التي ستحصل , واقل ما تؤدي إليه عملية سحب الثقة عن الحكومة سوف لن تكون حكومة بالفرصة الكبيرة الموجودة لها لأنه الذي تبقى للحكومة اقل من سنتين في دورتها الحالية .
وتابع "ستكون حكومة تصريف أعمال وبالأخير سيدخل البلد في نفق أكثر ظلمة وأكثر مجهولية وانعطافات وحراجة مما عليه ألان".
فيما أوضحت الكتلة البيضاء في بيان لها اليوم أن "محاولات سحب الثقة عن المالكي يراد منها تفتيت وحدة العراق، والتي أظهرت مؤخراً أن المالكي هو المدافع عنها، وعن وحدة الشعب العراقي الذي تحاول بعض الأطراف تمزيقه من اجل مكاسب معينة".
وأشارت إلى أن "الهجمة السياسية التي تشن على المالكي، ستجعل منه زعيماً شعبياً، وما يدور خلف الكواليس حول سحب الثقة هو من صنع القادة السياسيين وليس أبناء الشعب العراقي الذين اختاروا المالكي رئيساً لحكومتهم بحسب البيان".
وشددت الكتلة على ضرورة أن تنظر الكتل السياسية المطالبة بسحب الثقة عن المالكي إلى مصلحة الشعب، وان لا تهتم بمصالحها الشخصية التي لا تنفع العراق في أي شيء.
أما النائب عزيز المياحي عن الكتلة العراقية البيضاء قال أن انشغال النواب بالأزمات على حساب دورهم التشريعي والرقابي سيكون له مردود سلبي وسيظهر بشكل واضح في الاستحقاق الانتخابي في انتخابات مجالس المحافظات القادمة.
وقال المياحي في بيان له اليوم ان "الوقت الذي انقضى من عمر الحكومة والمجلس في أزمات وخصومات لو تم تركيز نصف هذا الوقت لتدقيق ملفات الفساد وتشريع القوانين المهمة لخدمة المواطن واحتياجات الشارع العراقي وهمومه لكان له مردود ايجابي على الشعب".
هزيمة المالكي نصرا للسعودية وقطر
قال الأمين العام لتجمع العراق الجديد والقوى المتحالفة عامر المرشدي أن هزيمة المالكي من خلال سحب الثقة عنه يعتبر نصرا حاسما للسعودية وقطر اللتين أظهرتا عداء غير مسبوق للمالكي وحكومته .
واضاف المرشدي "ازداد هذا العداء بعد نجاح انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد وفشل مساعي هاتين الدولتين بمنع انعقاده ، منوها الى ان الهدف الستراتيجي المهم الان للسعودية وقطر هو القضاء على بشار الاسد في سوريا ونوري المالكي في العراق".
واعرب المرشدي عن "أسفه الشديد لوجود أجندات داخلية تنفذ هذا المشروع، مؤكدا ان تجمع العراق الجديد والقوى المتحالفة ليس على وفاق مع حكومة المالكي وانه ما زال يوجه الانتقادات للحكومة ولكن نعتقد ان قطر والسعودية لا تودان الاستقرار للعراق وان المساعي لإزاحة نوري المالكي ليست حبا بالعراق وليس حبا بعلاوي او الكرد او أي طرف عراقي آخر".
وأشار إلى "توجيه رسالة إلى المالكي والأطراف السياسية الأخرى تم فيها توضيح موقف التجمع والأخطاء المرتكبة خلال عهد الحكومة الحالية ولكننا على عهدنا رافضين لسحب الثقة من المالكي خوفا على العراق من الفراغ السياسي وتربص الأعداء ببلادنا ونقر ونعترف ان جميع الأطراف السياسية وبدون استثناء ساهمت بالوضع المتأزم الحالي".
وبلغت الأزمة السياسية في العراق التي تدور حول اتهام رئيس الوزراء نوري المالكي بالتفرد بالسلطة، مستوى غير مسبوق منذ الانسحاب الأميركي قبل ستة أشهر، في تطور بات يشل مؤسسات الدولة ويهدد الأمن والاقتصاد وازدادت الأزمة حدة مع طرح مسألة سحب الثقة من المالكي..
تقرير: حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق