حجم النص
تمثل معارض الكتاب إحدى الظواهر الإيجابية الدالة على الحراك الثقافي الذي تنشده الأمة وعلامة بارزة على النهج السليم للسلطة السياسية التي تعمل على إيجاد الوشائج الثقافية مع المحيط الخارجي، وفي هذا الإطار شهد العراق منذ عقد من الزمان حركة كبيرة على صعيد معارض الكتاب من البصرة حتى الموصل وأربيل مروراً ببغداد وكربلاء والأنبار والنجف وغيرها من مدن العراق، وفي إقليم كوردستان العراق يعتبر معرض أربيل الدولي للكتاب الذي ترعاه مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون من التظاهرات الثقافية البارزة في عراق اليوم.
وكان للمركز الحسيني للدراسات بلندن الذي تصدر عنه أجزاء دائرة المعارف الحسينية في أكثر من ستمائة مجلد للمحقق الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي، حضوره المتميز في معارض الكتاب في بغداد وكربلاء والنجف وأربيل وغيرها، وللمرة الثانية يكون له حضوره المشهود في معرض أربيل الدولي للكتاب في نسخته السابعة الذي التأَمَ في أربيل في الفترة (2-11/4/2012م)، وكان محط اهتمام الزائرين من مثقفين وكتاب وجامعيين وسياسيين، فتركوا نظراتهم ورؤاهم داعين الجهات الرسمية والثقافية في العراق الإهتمام بالموسوعة الحسينية بوصفها نادرة الموسوعات ترعاها شخصية علمية مرموقة كانت كربلاء المقدسة مسقط رأسها سنة 1947م.
وزير خارجية العراق الأستاذ هوشيار زيباري كتب: (أسرَّتنا كثيرا وخصوصاً ما وجدنا من مؤلفات رائعة للمؤلف القدير الدكتور محمد صادق الكرباسي)، وكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية لحكومة إقليم كردستان الأستاذ كامل الحاج علي: (شعرت بأنّ المركز الحسيني للدراسات يتوجه لترسيخ مفاهيم التعايش ونشر ثقافة المعايشة ووضع برنامج وخطوات للتآخي والمواطنة، وهو يصب بالتالي في مصلحة السياسة الناجحة).
وعلى مستوى نواب الشعب العراقي قال الأستاذ حسن العلوي: (يا شيخنا المهاجر في المكان القائم في المكان السائر مع بيدرة الزمان كم أنا محب من العشق لك شخصاً وعلماً وعالماً وسيرة... لعن الله من جعل علماءنا غرباء .. لعن الله من جعل آية الله الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي بعيداً عن نوبل التي تعطى لكتبة صغار هي لا تدري أنَّ العلمَ مخبوءٌ في عباءة شيخنا، أدام الله علمه وعزته ونفع به من لم ينتفع منه)، وعبر الدكتور محمد فؤاد معصوم خضر عضو مجلس النواب العراقي والقيادي في التحالف الوطني الكردستاني عن سعادته إذ: (شعرت باغتباط عندما وجدت المشروع –الموسوعة الحسينية- صادراً بعدة لغات حيث توجد بين مجلدات الموسوعة لغات متنوعة وسيضاف قريبا عنوان جديد من عناوين دائرة المعارف الحسينية باللغة الكردية)، فيما اعتبر النائب السابق في مجلس النواب العراقي عن كتلة الفضيلة الأستاذ محمد إسماعيل الخزعلي: (إن دائرة المعارف الحسينية إنجاز علمي وتاريخي قلَّ نظيره في عالم المعرفة والكتاب، ولعل من بركات سيد الشهداء(ع) هو تواصلنا مع جناب الدكتور الفاضل نضير الخزرجي (دام توفيقه) إذ كان ولا زال يزودنا بكل جديد من المجلدات الصادرة بهذا الشأن) في إشارة إلى القراءات الموضوعية المتنوعة لأجزاء الموسوعة الحسينية التي يحررها الإعلامي العراقي الدكتور نضير الخزرجي، وأبدى الدكتور محمد شريف أحمد رئيس منتدى الفكر الإسلامي في إقليم كوردستان العضو السابق في مجلس النواب العراقي دهشته فقد: (وجدتها- الموسوعة الحسينية- كالكنز المحيط الذي ما ترى شيئاً من الآثار الأدبية والعلمية والدينية إلا احتواه، فهذه فرصة لطلاب المعرفة وعشاق البحث).
ومن جانب آخر قال أمين عام مسجد السهلة المعظم في مدينة النجف الأشرف السيد مضر السيد علي خان المدني قال: (وإذ أكتب فإن هالات الدهشة تحيطني أمام هذا الجهد الخلاق والعطاء الثر)، فيما اعتبر السيد علي الموازني ممثل مرجعية الشيخ محمد اليعقوبي: (إنَّ الموسوعة الحسينية هي الوحيدة التي كُتبت عنها رسائل ماجستير وقراءات تقويمية ونقدية وهي بعد لم تكمل طبعتها النهائية) في إشارة إلى مؤلفي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية الدكتور نضير الخزرجي وهما "نزهة القلم قراءة نقدية في الموسوعة الحسينية"، و"أشرعة البيان قراءة موضوعية في الموسوعة الحسينية" اللتان تم إهداؤهما إلى عدد من الأدباء والساسة والجامعيين وعلماء الدين الزائرين، فيما كتب الشيخ سليمان شعيب آزاد سماران من مدينة السليمانية: (لقد اطلعنا على كتب السنة والشيعة فلم نجد تفصيلاً دقيقاً إلا بإصدارات دائرة المعارف الحسينية وخصوصا الموسوعة الحسينية ومجموعة الشرائع، وهذه المجموعة العلمية الفقهية التي لا يستطيع الخوض بها إلا عالمٌ فقيهٌ يصعب وصفه) في إشارة إلى سلسلة (الشرائع) لمؤلف الموسوعة الفقيه الشيخ محمد صادق الكرباسي وهي في نحو ألف عنوان صدر منها العشرات تجمع بين الشريعة وواقع الحال.
على صعيد عالمي وصف البروفيسور الألماني الأستاذ الزائر في كلية جامعة صلاح الدين بأربيل وكلية أربيل الطبية الدكتور وولف كونك هوفمان (Wolf.K.Hofmann) المعرض بأنه تظاهرة علمية كبيرة وفيه كتب كثيرة: (ولكن لفت انتباهي أكبر موسوعة في العالم وهي بلغات عدة وهي إنجاز كبير)، وهو ما أثار دهشة الدكتورة سجى عثمان سرمد عبد القادر من أربيل التي وجدت أن الموسوعة الحسينية أصبحت حديث كل الطوائف في أربيل وها أنا أقف أمامها في البداية أقول:(الموسوعة أروع إصدار يستوقف ويفاجئ زائري المعرض وهذه حقيقة معروفة لدى الجميع وخصوصاً أصحاب الشأن الثقافي والمعرفي).
وفي الإطار الجامعي فإن الموسوعة الحسينية التي تبحث في ستين باباً من أبواب المعرفة القديمة والحديثة كانت مثار إعجاب الدكتور أحمد دزه ئي رئيس جامعة صلاح الدين في أربيل الذي أعلن أنه: (سوف أطالب رؤساء هذه الأقسام بزيارة هذا الجناح للإطلاع على هذه الموسوعة وفي حالة الإطلاع على محتوياتها تتم التوصية بشرائها لمكتبات الجامعة)، ويؤيد ذلك قول مدرس علم النفس في جامعة الموصل الأستاذ شوقي يوسف بهنام الذي عبّر عن سعادته: (بزيارتي لجناح المركز الحسيني للدراسات لما يزخر به من مراجع وكتب قيمة عن هذا الرجل – الإمام الحسين عليه السلام- الذي طبع ذكراه التاريخ، وكم كانت سعادتي عندنا أهداني المركز كتاب ديوان الإمام الحسين الذي هو مادة لدراستي التي أعمل بها لإخراج كتاب عن هذا الرجل) وهذا السرور طبع أيضا صدر الأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة الموصل الدكتور أحمد فكاك أحمد البدراني الذي زار المعرض: (ولعلَّ ما يسر أكثر عثورنا على موسوعة عملاقة عن أدبيات سيد الشهداء بأعداد متنوعة)، وهي بالقطع واليقين ينبغي أن تتصدر مكتبات الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية، وهو ما يذهب إليه لفيف من طلبة الدراسات العليا الذين زاروا جناح دائرة المعارف الحسينية وقيدوا في سجله ملاحظاتهم، فطالبة الدراسات العليا السيدة اجوان درير سردار عز الإسلام من مدينة السليمانية تساءلت: (من يعرف الدكتور محمد صادق الكرباسي فهو من الموفقين ربانيا، ومن لا يعرفه عليه الوقوف دقائق معدودة أمام جناح المركز الحسيني للدراسات .. وبعدها ستكون الدقائق ساعات ثم أياماً ثم شهوراً وستصبح سنوات كي يتمكن من قراءة الموسوعة فهي تحتاج لسنين لكي ينتهي المرء من قراءتها وفهمها.. واليوم يرفع الدكتور الكرباسي علم الفكر والمعرفة كي تتعلم الأمة وترفع من مكانتها، هناك من يدافع عن أعداء الدين ويدفعُ لهم الدعم المالي والمعنوي ويفتخرون بذلك فلماذا لا نستفيد من التجارب أيُّها العراقيونَ الأعزاءُ؟ عليكم بدعم مشروع الكرباسي المعرفي لأنه سيرفع رؤوسكم عالياً)، وهل يدرك المسؤولون والمعنيون ذلك؟ ربما نستشفُّ الجواب من حديث طالب الدراسات العليا في أربيل المهندس صديق صفوة بنيامين الذي خاطب المؤلف: (إلى حضرة الأستاذ الكبير صاحب الفكر الذي لا يوصف، هناك من يتكلم عن سور الصين وهناك من يتكلم عن شخصيات لا تتجاوز عطاؤها نسبة 1% من عطاء سيادتكم .. ولكن وا أسفاه لسياسة التهميش والإقصاء التي يتعرض لها أصحاب الفكر الذي ينقذ الأمة من التخلف والضياع، أيها المؤلف الجليل نحن في أربيل نتابع إصدارتكم بكل شوق لأن موسوعتكم أصبحت حديث زائري معرض الكتاب وإنني مسرور كثيراً بما أراه من جهد كبير).
كما كانت الموسوعة الحسينية محط انبهار الأدباء، فقد كتب الأديب القادم من محافظة ديالى الأستاذ ضمد كاظم وسمي: (لقد أبهرتنا الموسوعة العالمية للعلامة القدير الكرباسي، لاسيما وأنها مشروع عملاق يحكي النهضة الحسينية .. الشريفة، ويتطرق إلى التاريخ العربي الإسلامي وقضايا الدين والدنيا في عالم الأمس واليوم)، والسعادة عند الأديب صباح علي البياتي القادم من الموصل كبيرة: (لما اطلعت عليه من آثار علمية مهمة جدا أهمها الموسوعة الحسينية الشريفة التي بلغت غاية الكمال والجمال).
وقد يصعب على البعض تصديق ما سطره يراع الباحث الكرباسي، فيرى أن الموسوعة مجرد أرقام على ورق، ولكن الذي يقف على الموسوعة المخطوط منها والمطبوع يكتشف الحقيقة، وهذا ما جعل مدير مؤسسة العهد الصادق في مدينة تلعفر بالموصل السيد سالم الموسوي التلعفري يقف منبهرا فيكتب: (في البداية كنت غير مقتنع ولم يقبل العقل بأن هناك مشروعاً كبيراً وبهذه الوُسْعَةِ وبلغات متعددة وبعناوين ودراسات لا توصف .. هذه ثروة كبيرة وهي مكتبة في حد ذاتها، فالموسوعة الحسينية خير من كثير من المكتبات وإن تعددت الكتب فيها)، وهي ثروة بحق فيما لو أحسن الآخرون التعاطي معها بروحية علمية، ولهذا يعبر الأستاذ الجامعي المهندس مجيد آزاد خسرو إبراهيم من مدينة أربيل عن سعادته ويطلق البشرى لأهل العراق: (بشراك يا عراق ستكون عند أهلك أكبر موسوعة عالمية متخصصة وستندهش عقول البشرية بهذا الإنجاز)، وهي بشرى للمسلمين أجمع كما يرى الأديب الجامعي من السليمانية الأستاذ كمال شكر الله عبد الله: (فالموسوعة والعناوين المتفرقة تستحق من المسلمين الشكر والإحترام، وما يحمله المؤلف من صفات علمية لا يستطيع المسلمون البالغ عددهم المليارين وصفها لأنها تكتب عن سيد الشهداء(ع) فينبغي منّا أن نكون بمستوى المسؤولية العالية أمام هذا الإنجاز العربي والإسلامي)، وعدم التصديق كان هو الآخر محل تساؤل طالبة الدراسات العليا من السليمانية السيدة رؤى عبد المنعم عبد الكريم شعبان التي كتبت تقول: (اطلعت على خبر منشور بموقع العترة الطاهرة به ذكر رقم 75 مجلداً من أصل 630 مجلداً، فقلت لمن حولي هل هذه المجلدات موجودة على أرض الواقع؟ فقالوا نعم)، في إشارة إلى الاستبيان الذي أجرته مؤسسة أعلام التقى الإعلامية الثقافية المستقلة في صفوف 600 شخصية عراقية من شرائح مختلفة ونالت دائرة المعارف الحسينية المرتبة الأولى في مقام الإصدارات، وهنا تخاطب طالبة الدراسات العليا من دهوك السيدة جنات خسرو إبراهيم عز الدين أصحاب الشأن: (يا أمّة محمد هذا الإنجاز قدم إليكم من شيخنا آية الله محمد صادق الكرباسي فهل أنتم تعرفون ماذا تحتوي هذه المجلدات فعليكم القراءة والمتابعة..)، فيما توجهت السيدة نهلة جبار عبدالله عبد الصمد من أربيل بخطابها إلى بغداد: (أطالب حكومة العراق بوضع الموسوعة في كل المكتبات وخصوصا مكتبات الجامعات فهذا طلب يسير ونحن نصرف المليارات..).
ومما تجدر الإشارة إليه أن الأستاذ هاشم الطرفي مدير جناح المركز الحسيني للدراسات قدّم لرواد الزائرين شروحات عامة عن الموسوعة الحسينية، ونشط الإعلامي العراقي الأستاذ فراس الكرباسي خلال الأيام الأولى من المعرض في التعريف بدائرة المعارف الحسينية، كما للشخصية الكردية المعروفة المتمثلة بالأستاذ عثمان رشاد محمد المفتي دور مشهود في التعريف بالموسوعة الحسينية بين الأوساط الكردية المثقفة في أربيل وعموم إقليم كردستان.
أقرأ ايضاً
- تعرف على معدل نبضات القلب المهدد للحياة
- المركز الوطني لعلوم القرآن يقيم مسابقة طلبة الجامعات العراقية القرآنية الوطنية الاولى المؤهلة للمسابقات الدولي
- التعليم العالي تنفي افتتاح دراسات عليا في الجامعات الأهلية