كُل يوم أسمع عن صديق أو قريب أو بعيد يُصاب بمرض السرطان الذي لم تُفلح أحدث تقنيات العالم التكنلوجية الطبية في علاجه أو السيطرة عليه أو حتى فهمه .
لكن دول العالم هذه إستطاعت أن تكتشف الكثير من مُسبباته المؤدية إليه وبالتالي الوقاية والحذر منها ومنع هذه المسببات من التعامل التجاري والتداول بين الناس في بلادهم ، ومنها الإشعاعات والتدخين والمخلفات الصناعية والكيميائية و...
للأسف الشديد فإن العراق هو آخر الدول التي تفكر في السعي بجد للإلتفات إلى ما يجري من تساقط العشرات يوميات بهذا المرض الفتاك في العراق بسبب وجود ما لا يُعد ولا يُحصى من المسببات السرطانية بدءً من بقايا الأسلحة الأمريكية الملوثة باليورانيوم المنضب ومروراً بالتدخين وإنتهاءً بالأغذية الجاهزة والمعلبة والمجمدة التي أجزم بأنها لا تخضع للفحص الكافي بدليل ما تُسببه كُل يوم من إصابات غريبة عجيبة نسمع بها من الأطباء الذين أعيتهُم غرابة وأشكال التسمم الغذائي والتلوث الناتج من التعليب والتخزين غير الصحي والتي يؤدي في كثير منها إلى الإصابة بالسرطان .
الكثير من العراقيين اليوم المصابين بهذا المرض اللعين يأسوا من إمكانات الطب العراقي وأخذوا يبحثون عن مناطق أجنبية وعربية للعلاج كالهند وأوربا وأمريكا وغيرها أملاً بالشفاء من هذا المرض الفتاك .
ولكن ذلك طبعاً لا يُجدي نفعاً لأن مُعظم الدراسات والبحوث الطبية تؤكّد إستحالة الشفاء التام من السرطان على الأقل في الوقت الحاضر رغم كُل ما توصّل إليه العلم الحديث من تطور وتقدم وخصوصاً في دول الغرب .
المسؤولون في الحكومة بشتى إختصاصاتهم معنيون اليوم بإيجاد حل عاجل للحد من التكاثر المرعب للإصابة بالسرطان في العراق ، ولن ينفع أي تكتيم سياسي أو إعلامي على ما يجري من إنتشار متنوع للأمراض الخبيثة في البلد ، ويكفي للتأكّد من ذلك مراجعة سجلات الإصابة بالأمراض الخبيثة في المستشفيات ومن توفوا بسببه خصوصاً في المحافظات الجنوبية من العراق .
المطلوب عراقياً اليوم من وزارة الصحة وكُل الجهات التنفيذية المعنية هو الإسراع في إصدار قوائم مُفصّلة ودقيقة تُبين فيها مُسببات السرطان وسُبل الوقاية منه عدا ذلك النوع الذي يُصاب به صاحبه لأسباب وراثية . فمن المفيد أن يعرف الشّعب العراقي هذه المسببات ليجتنبوها بدل الوقوع في فخها الملعون لنُطبّق بذلك الحكمة العظيمة ( الوقاية خير من العلاج ) .