يحاول البعض ضخ مواضيع (ثخينة) مدبلجة في مقالات سياسية كبيرة دون الوقوف عند حيثياتها او مناقشتها مع النفس مناقشة متأنية تقدر ان تعي مسؤولية الدور الاعلامي.. يقول احد الاساتذة الاكاديميين: هشاشة البدائل المطروحة في المعارضات العربية وعدم استعدادها لتحمل المسؤولية ونكوصها عن برنامج التغيير فوّت فرصة الاصلاح الديمقراطي والمعروف في عوالم السياسة العربية ان الاحزاب والفئات المعارضة دائما هي فئات مهمشة مستلبة حقوقها وتعاني من الفقر والجوع والحرمان وتاريخها النضالي مملوء بالمعاناة من سجن وتشريد ويساندها في احسن الاحوال شعب مهمش هو الآخر بقيود طاغوتية مريرة فلم يبق امامها الا قبول مساعدات قوى اجنبية هي نفسها تقود الحكومات العربية تستثمر تلك القوى المعارضة للضغط على الحكومات من اجل تنازلات اكبر... اذا ماذا ستقدم المعارضة للشعب من خلال هذه الاتكاءات المضنية دون مساندة الشعب؟ واقصد هنا جهاده ووعيه لخلق نهضة واعية تتخطى العقبات والواقع العراقي اليوم يحمل بين اضلعه الكثير من العبر بعد حرب الكويت اصبحت امريكا هي راعية العراق وهي المتحكمة فيه والحاكم الفعلي عليه... قائد لايهش ولا ينش امامها في صادراته ووارداته عبر نظام النفط مقابل الغذاء وحتى مفردات البطاقة التموينية كانت باختيار امريكي لاعلاقة له باختيار النظام. وحين استبدلت النظام الصدامي بمجلس حكم وضعته على مزاجها وهذا يقرب صورة المعارضة العراقية التي دخلت بمشروع اصلاحي وديمقراطي كبير يواجه الارث السلطوي ويعاني من تعويدية الخنوع العام ومن تدخلات السلطات والمخابرات العربية التي ترى في نجاح العراق نهايتها ويعاني من عصابات رعب وموت ارهابية رعتها امريكا نفسها لزرع منطقة صراع بعيدة عن حدودها. ورغم كل هذه المكابدات خطت الحكومة خطوات كبيرة بمساندة الشعب ونجحت في الكثير من المنجزات.
والمسألة ليست سهلة فاستنهاض بلد يعيش في وحل الطاغوتية الفردية الجائرة الى ديمقراطية تقارن باصلب الديمقراطيات العالمية.. فالمسألة اذا تحتاج الى وطنية عالية نرى من خلالها تلك التضحيات الشعبية من صبر وتصابر وتحدٍ للتخلص من السلبيات الحالية. فهناك من يحاول ربط المشروع الديمقراطي العراقي باداء حكوماتي سهل التغيير بعد ما تخلصنا من نظام حكم عشائري بل حكم عائلي بحت يمتلك رئيسه صلاحيات جمع السلطات والصلاحيات التنفيذية والتشريعية العسكرية والمدنية وشجع لعقود تنامي العبودية داخل الشخصية العراقية. واصبحت الديمقراطية تعني أمن الحاكم ولاشيء سواه مع وجود الكثير من المشاريع الديمقراطية التي يعرضها الحزب في ادبياته. فلا يمكن اذا الحكم اطلاقا على هشاشة الديمقراطية التنظيرية او قوتها لآي بديل لم يستلم سلطة حقيقية يبرز من خلالها مشاريعه الديمقراطية ومن القساوة فعلا ان نحكم عليها بعدم الاستعداد لتحمل المسؤولية. لماذا نكسر اجنحة احلام شعوب تسعى لحريتها؟ وعلينا الاقرار بان الشعب العربي يعاني من نقص فادح في الثقافة الديمقراطية، وعلينا تقع مسؤولية مطالبة الحكومات العربية بتعزيز ثقافة الوعي الديمقراطي، وتعزيز التعددية الديمقراطية واشاعة الحريات.والحفاظ على لبنات الاستنهاض العربي من اجل غد دون تبعية لاحد نعم ولاي احد كان .
أقرأ ايضاً
- ازمة الكهرباء تتواصل وحديث تصديرها يعود الى الواجهة
- حديث المنجزات
- وللإبطال مقابرٌ ايضا..!- طقسٌ كُروي