يستبعد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي إمكانية أن تقوم الفصائل المسلحة بانقلاب على الحكم، لكنه يؤكد أنه حذر قادة العملية السياسية من حصول "ظرف خاص" يكون فيه الشعب مناهضاً للنظام، وحينها قد يصبح ممكناً ظهور ضابط عسكري لديه نفوذ كبير، يعتقل قادة الكتل والأحزاب، ويحظى بتأييد الناس في تلك اللحظة.
حيدر العبادي في حوار تلفزيوني تابعته وكالة نون الخبرية
كيف هي علاقتك بالفصائل؟
"كلش زينة".. واعتقد أن وجود مسلحين لديهم خبرة ويؤمنون بوحدة البلد وضرورة الدفاع عنه هو أمر مهم، فالمنطقة مليئة بالمخاطر، أقلها حالياً حرب غزة.
لكن الخلل ليس في الفصائل، الخلل هو استخدام الكتل السياسية للفصائل، فمن غير المنطقي أن تدخل العمل السياسي وأنت لديك جهات مسلحة، وإذا فزت بالانتخابات فأنت تفوز بسلاحك، وإذا أردت المنافسة فأنت تنافس بقوة السلاح.
هل تعتقد بإمكانية أن تستخدم الفصائل للقيام بانقلاب عسكري في يوم من الأيام؟
لا اعتقد أن انقلاباً قد ينجح في ظل الوضع الذي نعيشه، فهناك لا مركزية كبيرة، وهناك نفوذ لعدة جهات، لذلك لا يمكن أن ينجح الانقلاب، لكن في نفس الوقت من الممكن أن تحدث مشاكل، مثل القتال الذي حصل في المنطقة الخضراء، فمن يقاتل هو جهات تستلم الراتب والسلاح والآليات من الدولة، ولا نعرف على ماذا تقاتلوا؟ لكن يمكن أن نقول إنه صراع على الحكم. في بعض الأحيان من يملك السلاح يعتقد أنه يملك كل شيء، وفي الحقيقة هو لا يملك كل شيء، إذ لا يمكن أن تملك قلوب الناس وعقولها بالسلاح.
متى يمكن أن يحدث الانقلاب العسكري، في أي حالة؟
كان هناك خطورة في فترة ما، عندما كان الناس ضد العملية السياسية، في هذه الحالة يمكن أن يظهر قائد عسكري لديه سلطة، وقد يحصل على تأييد الناس، خاصة إذا وضع قادة الكتل في السجن. ولهذا أنا أحذر الأخوة في العملية السياسية، حتى لا نصل إلى هذه المرحلة. أما فكرة أن تقود الفصائل المسلحة انقلاباً فهذا لن ينجح، لأن هناك فصائل أخرى ستكون ضدها.
من قام بتطويق منزل العبادي قبل أعوام؟
لا أعرف والحكومة وثقت هذه الحادثة لكن لم تزودنا بأي نتيجة حول الأمر.
أنت من قدم مشروع الحشد للبرلمان.. لماذا مرت علاقتك مع أبو مهدي المهندس بتوتر؟
العمل الأمني والعسكري يقتضي حدوث بعض التصادمات، وأنا أسمع بعض الكلام بعد استشهاده من الأخوة في الحشد وأنا مستغرب، علماً أن علاقتنا الشخصية جداً سليمة والرجل جداً دافئ في علاقاته معي، وهناك أشخاص يشهدون على تعامله معي بشكل خاص، وفي أخر أيامي كرئيس وزراء قال لي "أعفيني. أنا لا أستطيع العمل مع هؤلاء"، كان وضعه صعباً جداً، ويتحدث عن وجود مصالح، وأن هناك من يريد تحقيق المكاسب وهو لم يكن راضياً على ذلك.
من منع حصولك على ولاية ثانية؟
أكثر من طرف وكان هناك لغط، وعلى أساسه قررت بعض القوى السياسية عدم الإبقاء عليّ، لكن قسماً من قيادات الفصائل قالوا لي أنني أصلح من يقود المرحلة، لكن في ذلك الوقت كان هناك صراع سياسي، والبعض لم يكونوا راغبين بمشاهدة قصة نجاح العبادي، لأنني منعت الكثير من نفوذ بعض الأحزاب، وكانوا يعتقدون أنني اذا حصلت على دورة أخرى سأكون أقوى وسأمنعهم مما يريدون.
هل سيحصل مع السوداني ما حصل معك؟
القوى السياسية لا تريد أن ترى القوة وهي تكبر في يد شخص واحد، لكن مثلاً في الدول الديمقراطية تتكرر الدورة، ولعل ترامب واحد من الرؤساء القلائل الذين لم تجدد لهم الولاية في أميركا.
لماذا تخلى التيار الصدري عن دعمك في اللحظات الأخيرة؟
لا أدري ما اذا كان داعماً أو قد تخلى عن الدعم، نعم السيد الصدر أكد في أكثر من خطبة على الولاية الثانية للعبادي، لكن حصلت بعض المتغيرات، وفي صيف 2018 هناك جماعة معينة عملوا على إشعال الشارع، وأنا أطلقت على هذه العملية "عملية خراب البصرة"، وقد عملوا على ذلك في الوقت الضائع، حيث كانت البصرة تعاني من مشاكل في الماء والكهرباء، ولكن المشكلة حدثت في شهر التاسع، علماً أن إمدادات الكهرباء والماء تتحسن في شهر التاسع، وبمجرد انعقاد البرلمان في الثالث من أيلول، تحركت جهات لحرق البصرة، وانتهى ذلك بحرق القنصلية الإيرانية، وهذا عليه علامات استفاهم كثيرة، فمن يتجرأ على حرق القنصلية الإيرانية؟ وماذا تحقق هذه القنصلية؟ وأرى أنهم تمكنوا من إيصال الفكرة التالية وهي: إذا بقي العبادي سنحرق البلد.
لم استخدم القوة ضد التيار الصدري، وهناك طرف آخر في الإطار كان يدعوني إلى استخدام السلاح والطائرات حتى أحصد الناس، والكل يتذكر أن أنصار التيار دخلوا إلى مكتب رئيس الوزراء، وهناك قسم قال في ذلك الوقت إن الأمر خرق للسيادة، وتجاوز على القانون، لكن دخول المواطن إلى مكتب رئيس الوزراء ليس خرقاً للقانون. أنا لم أفتح المنطقة الخضراء وقلت للسيد الصدر أن ما فعلته غير مقبول، وأمهلته 24 ساعة لإخراج أنصاره.
هل سيبقى الفساد حتى 2050؟
إذا بقي الفساد إلى ذلك الوقت فلا اعتقد أن البلد سيبقى موجوداً.
أقرأ ايضاً
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- لماذا يثق العراقيون والعالم بالسيد السيستاني ...السيد الاشكوري يجيب (فيديو)
- اطباء اجانب في كربلاء: اكتشاف "حالة عراقية" باعتلال العضلات والاعصاب غير موجودة في العالم