انتابت الطبيب محمد أبو ناموس، الثلاثاء، مشاعر جياشة عندما احتضن ربما للمرة الأخيرة ابنته بينما تستعد أسرته لمغادرة غزة إلى مصر عند معبر رفح الحدودي بعد أن قرر البقاء في القطاع لرعاية آلاف الجرحى جراء القصف الإسرائيلي.
وأسرة أبو ناموس، التي تحمل الجنسية المولدوفية، هي من بين المئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويسمح لهم بالمغادرة إلى مصر عبر المعبر، وهو السبيل الوحيد للخروج من الجيب الفلسطيني المحاصر ولا يقع على الحدود، التي تسيطر عليها إسرائيل.
وقال أبو ناموس، بينما يجلس إلى جوار زوجته وابنته في منطقة الانتظار، “لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع. لا أمان هنا. قطاع غزة بأكمله غير آمن. ولهذا السبب من الأفضل أن أخرجهم حتى أتمكن من التركيز على عملي في علاج المرضى”.
وأضاف “قطعا سأخرجهم، لكني سأبقى في قطاع غزة ولن أغادره”.
ويقول أبو ناموس، وهو جراح عظام، إنه نقل أسرته من مخيم جباليا في شمال غزة مع بدء الغارات الإسرائيلية إلى منطقة الزهراء السكنية ثم إلى مخيم النصيرات في وسط غزة، لكن إيجاد مكان آمن للأسرة كان أمرا بعيد المنال.
وتمطر إسرائيل غزة بالقنابل منذ أسابيع بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على المستعمرات الإسرائيلية، والذي قالت إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
ووفقا لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة، أودت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بحياة ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، نحو 40 بالمئة منهم أطفال، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أن غزة تتحول إلى “مقبرة للأطفال”.
وقالت دينا، ابنة أبو ناموس، إن مشاعر متباينة تعصف بها كلما تذكرت أنها قد تغادر القطاع.
وأضافت “سنذهب إلى هناك، حيث توجد الكهرباء والمياه والإنترنت وكل شيء… لكنني في الوقت نفسه حزينة لأن أبي سيبقى هنا”.
(رويترز)
أقرأ ايضاً
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق
- الحكومة العراقية تعدّل قراراً خاصاً بالتبرع من رواتب موظفيها الى لبنان وغزة
- المقاومة توقع قتلى وجرحى للاحتلال في رفح.. وتسقط مسيّرة إسرائيلية في شمالي غزة